Take a fresh look at your lifestyle.

من اروقة الصحافة فرنسا تدعم الائتلاف لكبح التطرف في سوريا

 

قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن انهيار النظام السوري بات وشيكا، وتابع الوزير الفرنسي بأن المخاطر المرتبطة بالتطرف في سوريا ستزيد كلما طالت الحرب، وقال إنه ينبغي دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض لكبح التطرف.

———————

لا يخفى على عاقل الأسباب الحقيقية التي جعلت الدول الاستعمارية في الشرق والغرب تعلن عن احتضانها واعترافها بالائتلاف السوري، وتقديم الدعم المالي والسياسي لهذا الإطار المستحدث والذي يمكن وصفه بأنه تتويج للمؤامرات الغربية على الثورة الشامية.

وبالطبع فإن الاستحقاقات المطلوبة غربيا من هذا الائتلاف قد عبرت عنها التصريحات المتتالية لدهاقنة السياسة الغربية قبل وبعد الإعلان عن تشكيله، حيث طالبت كلينتون بمعارضة قوية تستطيع حماية الثورة من المتطرفين (وتقصد بذلك المسلمين المخلصين)، وتلتها تصريحات هيغ في لندن حول حاجة الائتلاف لتمثيل أكبر على الأرض ويعني بذلك حرف الثوار وجرهم إلى إناء الائتلاف الخائن، وها هي فرنسا تعبر عن حقيقة نظرتها لما يجري في الشام ومطالبتها الحقيقية من قادة الائتلاف بأن يكبحوا جماح التطرف كما يصفونه.

إنه ليس غريبا على الدول الاستعمارية أن تطالب بهذه الاستحقاقات، فهي نفسها الدول التي حاربت الإسلام لقرون وعملت على تفكيك كيانه السياسي واستعماره ونهب ثرواته والتحالف مع حكامه الخونة العملاء ليكونوا حراسا أمناء للغرب الكافر المستعمر.

ولكن الغريب أن يذهب معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف السوري) فاتحا ذراعيه لفرنسا طالبا دعمها واعترافها بإطاره السياسي الذي تشكل تحت سمع وبصر روبرت فورد سفير واشنطن في دمشق، والغريب أيضا أن لا يصرح الخطيب بحقيقة الاستحقاقات التي طالبه بها أولاند داخل أروقة قصر الإليزيه في باريس، أو مطالبة غيره من ساسة الغرب.

إن من أهم الأركان التي يعتبرها الغرب تطرفا هو المطالبة باقتلاع كيان يهود من فلسطين من جذوره بعد تحرير الجولان، والمطالبة بتحكيم شرع الله وطرد الاستعمار من بلادنا إلى غير رجعة، وهذا هو ما يعنيه الغرب بالتطرف، وهو بعينه ما يطالب فيه ثوار الشام الأبطال، لذلك كانت ثورتهم تقع في دائرة (التطرف) الغربية.

فهلا استفاق (الشيخ) معاذ عما دبر له بليل، ويعلن عن تَبَرُّئِهِ من الائتلاف وتوبته إلى الله العزيز الحميد، فالأمر جلل والحق أحق أن يتبع، والسذاجة لا تليق بمن أخذ على نفسه ولوغ العمل السياسي، ونسكت عن غير ذلك.

إن مطالبة فابيوس للائتلاف بالقيام بهذه المهمة القذرة، لهي خير دليل على فشل الائتلاف إلى الآن من أن يحرف الثورة الشامية الإسلامية، تماما كما فشل المجلس الوطني وهيئة التنسيق من قبل، ولذلك فلن يكون حال رجالات الائتلاف بأفضل من سابقيهم، ولن يجنوا إلا الخزي والعار على ما قدمت أيديهم.

أما ثورة الشام فقد أطل موعد انتصارها بإذن الله.

( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )

 

 

أبو باسل