خبر وتعليق هل تنجح أمريكا في أخذ اليمن من الإنجليز برمي ثقلها وراء عبد ربه منصور هادي
أوردت صحيفة المصدر اليومية “حالياً” الأسبوعية سابقاً الصادرة في اليمن يوم الثلاثاء 11 كانون أول/ديسمبر الجاري خبراً تحت عنوان ” وفد أمريكي رفيع المستوى يؤكد دعم هادي ويحذر من الوقوف في طريق التسوية ” نقلت فيه عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الوفد الأمريكي برئاسة كل من آندرو شبيرو مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون السياسية والعسكرية وجيمس ماتيس قائد القيادة العسكرية الوسطى ” أكد دعمه الكامل لكافة قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي ومساندة كل التوجهات الهادفة لإنجاح التسوية السياسية في اليمن وما تقدمه الولايات المتحدة من دعم ومساندة في هذا الاتجاه. وأوضحت المصادر أن الوفد الأمريكي بعث برسائل قوية وشديدة اللهجة للرئيس السابق ونجله وكل من يقف في طريق التسوية السياسية أو يقوم بعرقلة الجهود الدولية “.
الوفد الأمريكي هذا قبيل لقائه بهادي في صنعاء التقى بكلٍ من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ورئيس هيئة الأركان وعدد من المسئولين العسكريين، إلى جانب بحث قتل الناس بالطائرات بدون طيار الذي يتلذذ به جيمس ماتيس بدم بارد كما قال عام 2005م في حوار صحفي “من الممتع قتل الأفغان”، فإن الوفد الأمريكي قَدِمَ إلى اليمن للمضي قدماً في ملف إعادة الهيكلة، بهيكلة أجهزة الأمن إلى جانب هيكلة الجيش في اليمن، الذي انتدبت أمريكا لأجله الضابط جروفر نائب مدير الخطط بالقيادة العسكرية الوسطى، من أجل بسط نفوذ الأمريكان داخل أجهزة الأمن والجيش معاً في اليمن.
كما يأتي قدوم هذا الوفد ورأس النظام الحاكم في اليمن ماضٍ على خُطى سلفه في إعطاء الموافقة للأمريكان على قتل الناس مقابل الحصول على حفنة من المال يضعها في جيبه، وزاد أنْ مَنَحَهم قاعدة العند ليسهل عليهم وجودهم العسكري في اليمن بذريعة محاربة القاعدة في شبة جزيرة العرب، بدلاً من أن تقوم أمريكا ببناء قاعدة جديدة لها. وهو بفعله هذا يشبه نظام الحكم في قطر التي منحت الأمريكان قاعدة العُديد، ونظام آل سعود حين منحهم قاعدة الهالك سلطان بن عبد العزيز في بلاد نجد والحجاز.
لقاء الوفد العسكري الأمريكي بعبد ربه منصور هادي يوم الاثنين 10 كانون أول/ديسمبر الجاري يأتي في اليوم التالي للهجوم الذي شنه عبد ربه منصور هادي على علي عبد الله صالح أثناء حضوره الندوة العلمية الأولى لإعادة تنظيم وهيكلة جهاز الشرطة وهذا يحمل دلالة غير عادية، خصوصاً أن الوفد الأمريكي جاء في حديثه على ذكر صالح ونجله وعرقلتهما مرامي السياسة الأمريكية في اليمن، خدمة لأسيادهما الإنجليز.
ليس من الغريب أن تقوم أمريكا التي تخطط للسيطرة السياسية على اليمن عن طريق سيطرتها على الجيش والأمن في اليمن، برمي ثقلها وراء هادي، لكن هل ستنجح فيما ترمي إليه أم ستجد بريطانيا وعملاءها في اليمن يقفون لها بالمرصاد ويمنعونها من تحقيق مآربها ولو بالتخلص من هادي وقتله بحسب سيناريو التقرير الذي أعده المعهد الملكي البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشاثام هاوس في نيسان/أبريل ـ أيار/مايو 2012م والصادر في نهاية شهر آب/أغسطس 2012م بعد صدور ثلاثة تقارير أمريكية وضعت سيناريوهات عدة عن اليمن؛ الأول عن موقع وورس جورنال 14 آب/أغسطس 2012م، والثاني عن مجلة السياسة الخارجية “فورين بوليسي” في 21 آب/أغسطس 2012م، والثالث عن موقع بيج العسكري في 22 آب/أغسطس 2012م.
لكن الغريب أن لا يدرك المسلمون في اليمن ما يقوله حزب التحرير عن الصراع على اليمن بين الاستعمار البريطاني القديم المسيطر الآن على القرار السياسي في اليمن والمستعمرين الجدد الأمريكان الطامعين في إخراج النفوذ السياسي البريطاني من اليمن وإحلال نفوذهم السياسي مكانه، وأن لا يعملوا على التصدي لهما بكل ما أوتوا من قوة، والعمل مع حزب التحرير على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على طريقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي سلكها لإقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، لتخرج منها إلى العالم وتصل إلى ما وصلت إليه قبل أن يتمكن الكفر من الإجهاز عليها في 27 رجب 1342هـ 3/3/1924م.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )
مهندس : شفيق خميس