Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق روسيا تخشى من وصول الخلافة في الشام إلى وسط آسيا وشمال القوقاز


الخبر :

ذكر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل باغدانوف أن النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد أكثر فأكثر، ولم يستبعد احتمال انتصار المعارضة. وقد نقلت قناة روسيا اليوم عن باغدانوف قوله في كلمة ألقاها أمام الغرفة الاجتماعية الروسية ” يجب النظر إلى الوقائع، النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر “.

وقد قال رئيس معهد موسكو لدراسات الشرق الأدنى يفجيني ساتانوفسكي، وهو معهد أبحاث فكري سياسي روسي لصحيفة فاينانشال تايمز باللغة الانجليزية، تعقيبا على أقوال الوزير أنه ومنذ البداية كان هناك دائما احتمال أن الأسد سيفقد السيطرة على البلاد. إلا أنه في حالة أن تحولت البلدان العلمانية التي حصلت فيها الثورات في العالم العربي لتصبح جزءا من دولة خلافة إسلامية فإن المكان التالي للخلافة سيكون في آسيا الوسطى، والأراضي الروسية التي يسكنها المسلمون بحسب قوله، وأضاف نحن لسنا بحاجة إلى الخلافة في منطقة الفولغا وشمال القوقاز، شكرا جزيلا.


التعليق :

لقد عملت روسيا ومنذ بدء ثورة الشام المباركة على دعم النظام السوري الوحشي بكافة أشكال الدعم المادي بالسلاح والخبرات العسكرية والخطط الفتاكة أملا في تحقيق انتصار موهوم على الثورة الربانية المباركة وإخمادها والقضاء عليها، وفي الوقت نفسه أدت تفاهماتها السياسية مع أمريكا المجرمة على أن تعرقل أية تحركات دبلوماسية لإدانة النظام السوري من خلال مجلس الأمن، فكانت الواجهة البارزة لتقويض أي قرار دولي تقدمت به أوروبا الطامعة في تحقيق مكاسب سياسية في مستقبل سوريا ما بعد الأسد.

ومن ناحية أخرى حاولت روسيا فتح قنوات حوار مع بعض الجماعات السياسية المعارضة لنظام بشار أسد، كهيئة التنسيق التي يقدر وزنها السياسي على الأرض صفرا، إلا أن حظ روسيا في ذلك لم يكن أفضل حالا من حظ إيران ومؤتمراتها الخيانية لبعض أطياف المعارضة الشكلية للأسد.

وبالطبع فإن سوق النخاسة السياسية وتبادل المصالح بين الدول الاستعمارية وتوافقها جميعها على العداء للإسلام، جعل إمكانية التوافق الأمريكي الروسي فيما يخص الملف السوري ممكنا، وقد عبر عن ذلك مسؤولون من الدولتين في أكثر من مناسبة، وأنهم في حالة توافق جوهري مع اختلاف في بعض الشكليات فقط، حتى إن شحنات الأسلحة الروسية كانت تبحر على مرأى ومسمع أمريكا وحاملات طائراتها المتبعثرة في مياه البحر الأبيض المتوسط، ولم تحرك أمريكا ساكنا تجاه ذلك، بل أعلنت تفهمها لذلك في أكثر من مناسبة، مما يدل على عمق المؤامرة بين الطرفين.

إلا أن حقيقة ما يؤرق روسيا مما يجري في المنطقة العربية وبلدان الثورات، وتحديدا ثورة الشام الربانية المباركة، هو المحرك الحقيقي للثورة السورية المتمثل بإسلاميتها، فقد برز معدن الثورة الشامية الناصع، ليكون نورا يضيء سماء الثورات الجذرية التحررية، ونارا تحرق الفساد والخيانة والتبعية والامتطاء.

وبالطبع فإن قلق روسيا هذا ليس تغريدا خارج السرب، فأمريكا وأوروبا وكيان يهود والخونة من الحكام جميعا يشاركون روسيا قلقها، لا سيما وأنهم جميعا قد نسجوا نظاما دوليا استعماريا يتحكم بمفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية لأمة الإسلام جمعاء، وهاهم يرون بأم أعينهم تغلغل الوهن في نظامهم ليكون أوهن من بيت العنكبوت أمام ثبات ثورة الشام على الحق واستنادها للقيادة الفكرية الإسلامية المستنيرة في خط سيرها المبارك.

إن روسيا تدرك أن أمة الإسلام هي أمة واحدة؛ فدينها واحد ونبيها واحد وقرآنها واحد وتاريخها واحد، وأن الحدود المصطنعة لم تكن لتبقى لولا وجود الأنظمة الخيانية الجاثمة على صدور أبناء الأمة، وأن تحرر الأمة الإسلامية من قيود الاستعمار في بلد ما تحررا حقيقيا سيجعل من ذلك البلد مركز استقطاب كوني لأمة الإسلام لتلتف حول قيادتها السياسية الحقيقية المتمثلة بخليفة يقاتل من ورائه ويتقى به، فكيف وإن كان ذلك البلد صفوة الله من بلاده، وعقر دار الإسلام، أرض الشام المباركة !

لهذا فإن ما ذكره رئيس معهد الدراسات الروسية من تخوف وصول الخلافة إلى وسط آسيا ومن ثم إلى داخل روسيا حيث يقطن أبناء الإسلام في شمال القوقاز وتترستان ومنطقة الفولجا برمتها، يتماشى مع ما عبر عنه حكام موسكو قبل أشهر عدة من تخوفهم من وصول (التطرف الإسلامي) للحكم في سوريا، ويقصدون بذلك المسلمين المخلصين.

إن ثورة الشام قد ثبتت واستمرت وصمدت أمام أعظم مؤامرة عرفها التاريخ الحديث، فالشرق والغرب متآمر على هذه الثورة الربانية، وإن في انتصارها على أعدائها لعبرة لأولي الألباب، فاجتماع قوى الشر العالمي وشياطينهم لن يوقف المشروع الرباني الذي قدره الله سبحانه وتعالى للشام، والذي نسأله تعالى أن يكون تتويجه بالنصر المبين وقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة في الشام عقر دار الإسلام.

لقد أسدلت ستارة الخلافة الراشدة الأولى في الشام ببيعة معاوية بن أبي سفيان، ونسأل الله تعالى أن تكون في الشام بيعة الخليفة الراشد في الخلافة الراشدة الثانية لتتواصل حلقات التاريخ المجيد لأمة الإسلام وخلافتها الراشدة الأولى والثانية، وما ذلك على الله بعزيز.

فهنيئا لكل من كان له سهم في أعظم مشروع رباني في التاريخ الحديث، مشروع بناء دولة الإسلام العظيم.

 

 

أبو باسل