Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة الناتو يرصد استخدام الأسد لصواريخ سكود

 

أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الجمعة أنه رصد استخدام النظام السوري لصواريخ من نوع سكود ضد مقاتلي المعارضة، للمرة الثانية منذ بدء الاحتجاجات التي بدأت سلمية قبل نحو عامين.

وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن إن إطلاق الصواريخ دليل على أن النظام السوري أصبح يائسا ويقترب من السقوط.

وكان مصدر في الناتو قال إنه تم إطلاق عدة صواريخ من نوع سكود داخل سوريا صباح أمس الخميس، بعد أكثر من أسبوع من رصد الحلف إطلاق صواريخ سكود للمرة الأولى خلال الصراع الذي بدأ في البلاد منذ 21 شهرا.

——————–

إن تصريح راسموسن هذا يدلل وبوضوح على حقيقة النفاق السياسي المستشري في دوائر السياسة الغربية وإن ذلك يعتبر جزءا لا يتجزأ من طبيعة الساسة الغربيين في تعاملهم مع القضايا الدولية وخاصة المتعلقة بالأمة الإسلامية وتعاطي الغرب الاستعماري معها.

فراسموسن في تصريحه هذا يبين فيما لا يدع مجالا للشك بأن حلف الناتو كان وما زال على اطلاع تام لتفاصيل ما يجري في سوريا من مذابح يومية يمارسها النظام المجرم بحق الشعب الأعزل، فهو يقول بملء فيه إن حلف الناتو قد رصد إطلاق الجيش الأسدي لصواريخ سكود لأول مرة منذ ٢١ شهرا منذ بدء الصراع كما أسماه، أي أن وسائل الرصد التابعة لحلف الناتو كانت ومنذ بدء الثورة المباركة تتابع عن كثب كل ما تمارسه قوات الأسد من أعمال وحشية بحق الشعب السوري، ومع هذا فلم يحرك الناتو ساكنا بل لم يُدْلِ قادته بأي تصريح يتعلق بفضح ما يمارسه الأسد من إجرام بحق شعبه الأعزل، بل كان تصريحهم المعهود هو عدم التدخل فيما يجري والنأي بالنفس عن أي تدخل عسكري.

فالذبح والقتل والمجازر والقصف الجوي والبحري وقاذفات الصواريخ والدبابات الثقيلة وسياسة الأرض المحروقة التي مارسها نظام الأسد، وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن خمسين ألفا، كانت جميعها تجري تحت سمع وبصر أدوات الرصد التابعة للناتو، وهذا بالطبع يعني أن قيادة الناتو السياسية متمثلة بأمريكا وأوروبا وغيرهم من أعضاء الحلف ومنهم تركيا بقيادتها السياسية المتواطئة كانوا على اطلاع على ما يجري بأدق تفاصيله ومع هذا فلم يحرك أحد ساكنا، وهذا بحد ذاته يثبت حقيقة التواطؤ الغربي بقيادة أمريكا مع نظام الأسد ويبين رغبة الغرب برؤية الأسد قد أجهز على الثورة، لذلك أجمع  الغرب والشرق على منح الأسد المهل تلو المهل وإرسال الوفود والمراقبين والوسطاء من أجل كسب الوقت لصالح الأسد، ويعني أيضا أن إرسال المراقبين لم يكن سوى كذبة أضافها الغرب لأكاذيبه الهادفة لإمهال النظام أملا في أن ينجح باجتثاث الثورة، ومع هذا فقد فشلت مساعيهم كاملة وبحمد الله.

لا شك أن تدخل الناتو في سوريا لن يكون أبدا مطلبا لأهل الثورة الشرفاء، فهي ثورة نقية عصية على التطويع إلا لله ورسوله والمؤمنين، ولا شك أيضا أن تصريحات الناتو الآن حول صواريخ سكود وما سبقها من تصريحات حول الأسلحة الكيماوية وتزامن ذلك بنشر بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود مع تركيا، تنضوي تحت إطار تخوف الناتو والغرب من سقوط الأسد الذي بات قاب قوسين أو أدنى ووصول الثوار الشرفاء حاملي لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغرزوه في قلب القصر الجمهوري معلنين قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

فالناتو يمهد لتدخل عسكري في حال سير الأمور بعكس ما يتمناه الغرب، أو لحماية عملائهم الجدد من قيادة الائتلاف السوري في حال أن أوصلوهم للسلطة بمؤامرة تسليم السلطة لهم عبر استنساخ التجربة اليمنية وبتواطؤ واضح من أركان النظام السابق.

إلا أن ما لا يدركه الناتو والغرب وروسيا وعملاؤهم من قيادة الائتلاف وهيئة أركانه الجديدة وحكومته الانتقالية التي تتجهز لتولد بالسفاح بين الغرب وعملائه، هو أن الثورة الإسلامية المباركة في الشام قد أصبحت عصية على حرفها ووأدها وتضليلها لا سيما بعد التفاف الثوار والكتائب المقاتلة حول هدف إقامة دولة الخلافة ونصرتها.

فقد سبق السيف العذل، والنصر والعزة للإسلام، والخزي والعار للغرب وعملائه وأدواته.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: الأستاذُ أبو باسل