Take a fresh look at your lifestyle.

الجولة الإخبارية 22-12-2012


العناوين:


• الرئيس الفرنسي يعترف بوحشية الاستعمار المنبثق من النظام الرأسمالي العلماني الديمقراطي
• دول الغرب الرأسمالية تظهر عجزها عن معالجة أزماتها وتلجأ إلى تغيير الحكومات
• بوتين يقول: ” في ثقافتنا، أقصد الإسلام التقليدي، لم يكن الحجاب موجودا “


التفاصيل:

اضطر الرئيس الفرنسي فرانسسكو أولاند في 20/12/2012 للاعتراف بأن استعمار بلاده فرنسا للجزائر كان وحشيا وظالما. ولكنه أحجم عن تقديم الاعتذار لأهل الجزائر عما ارتكبه الاستعمار الفرنسي ضدهم طوال فترة الاستعمار. ولكنه قال: ” من الواجب الاعتراف بحقيقة أعمال العنف والمظالم والمذابح والتعذيب “. وأضاف: ” على مدى 132 عاما تعرضت الجزائر لنظام وحشي وظالم ألا وهو الاستعمار “. وضرب مثالا على وحشية الاستعمار الفرنسي فقال: ” في الثامن من مايو 1945 بسطيف 300 كم شرق الجزائر عندما كان العالم ينتصر على البربرية تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية “.

فالرئيس الفرنسي يعترف بوحشية الاستعمار الناتج عن الفكر الرأسمالي طمعا في تحسين علاقات بلاده مع الجزائر حيث عملت فرنسا على جذب الجزائر إلى جانبها للتدخل في شمال مالي ولكن الجزائر رفضت، وقد رفضت المشاركة في فكرة اتحاد دول حوض البحر المتوسط عندما طرحها الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، والاتفاقيات التي عقدها ساركوزي عام 2008 مع الجزائر لم تنفذ فبقيت العلاقات بين الجزائر وفرنسا لا تسير حسبما تريد فرنسا. ولذلك جاء أولاند ومعه 200 شخصية سياسية وثقافية وفنية منهم 9 وزراء في حشد ضخم للتأثير على حكام الجزائر وليعقد معهم اتفاقيات سياسية واقتصادية وأمنية. فهذا دليل على مدى ضعف النفوذ الفرنسي في المنطقة. حيث إن عبد العزيز بوتفليقة يتبع السياسة الإنجليزية وقد أبعد قادة الجيش من عملاء فرنسا عن التأثير عليه، وبدأت أمريكا تعمل لتوجد لها نفوذا في الجزائر حيث إنها تعمل على عقد اتفاقية شراكة استراتيجية مع الجزائر حيث قامت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون بزيارة الجزائر في 29/10/2012.

والناظر في تصريحات الرئيس الفرنسي واعترافه بوحشية الاستعمار وظلمه ليثبت وحشية المبدأ الرأسمالي والنظام الديمقراطي العلماني وزيف دعوى حقوق الإنسان وشعارات الثورة الفرنسية الزائفة من حرية وإخاء ومساواة. فخدع بها يومئذ كثير من المسلمين. فهي شعارات لتمرير الاستعمار وإدخاله إلى البلاد ومن ثم يبدأ قتلا وفتكا بالناس ونهبا لثرواتهم كما حصل بالفعل. فهذه المبادئ العالمية التي قال الرئيس الفرنسي إن بلاده تخلت عنها ما هي إلا وسائل للاستعمار.

 

ومع العلم أن فرنسا ما زالت تقوم بالوحشية نفسها في العديد من دول أفريقيا مباشرة أو غير مباشرة، وهي وأمريكا كانتا مسؤولتين عن مجازر رواندا في التسعينات من القرن الماضي التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا، وها هي تعمل على إشعال حرب في شمال مالي، وهي تخوض حربا وحشية ظالمة في أفغانستان بجانب الدول الاستعمارية الأخرى بقيادة أمريكا ضد المسلمين. مما يدل على أن أية دولة تتبنى النظام الديمقراطي العلماني وفكرة الحريات وغير ذلك من الأفكار الرأسمالية فإن نظامها سيكون نظاما وحشيا ظالما وعلى رأسها الدول الغربية الاستعمارية صاحبة هذه الأفكار. والنظام الجزائري الذي أسس على أساس أفكار الاستعمار الفرنسي وبدعم منه ارتكب مجازر وحشية في التسعينات ضد أهل البلد المسلمين عندما أرادوا أن يقيموا نظام الإسلام. وكذلك النظام السوري الذي أسسه الاستعمار الفرنسي من أول يوم حتى مجيء البعثيين وعلى رأسهم عائلة الأسد هو أحد إفرازات هذا الاستعمار. وما يؤسف له أنه ما زال قسم من أبناء الأمة ومنهم من يدّعي أنه إسلامي ما زال متأثرا بالديمقراطية وبالعلمانية وبالحريات وغيرها من الأفكار والأنظمة الغربية التي روج لها الاستعمار ويسعى هؤلاء لتطبيقها في بلادهم الإسلامية مع العلم أن أهل هذه الأفكار والأنظمة يعترفون بوحشيتها وظلمها.

———–

قدم رئيس وزراء إيطاليا ماري مونتي استقالته مساء يوم 21/12/2012 ممهدا لانتخابات من المحتمل أن تجري في شباط/فبراير القادم. ولم تمض على حكومته إلا سنة واحدة وشهر. فلم يستطع أن يعالج مشاكل بلاده التي تعاني من أزمة مالية واقتصادية حادة ما زالت تعصف بدول أوروبا وأمريكا. فالغربيون يلجأون لمعالجة أزمتهم بتغيير الحكومات والأشخاص كما حصل في العديد من دول أوروبا منذ اندلاع الأزمة في 2008. مع العلم أن المسألة تكمن في النظام الرأسمالي الذي يعيش في أزمات دائمية وأمراض مزمنة ومستعصية على الحل بسبب طبيعته الفاسدة ومخالفته للعقل ولفطرة الإنسان. فعندما شاهد الناس نتائجه السيئة قبل قرنين قام مفكرون غربيون بمحاولات لإصلاحه ومنهم من طرح الفكر الاشتراكي فنشأت فكرة اشتراكية الدولة وما يسمى بالاقتصاد المختلط الذي يخلط بين الرأسمالية والاشتراكية. ومع ذلك بقي النظام على ما هو وقد أفرز الاستعمار ليعالج مشاكله الاقتصادية بأن تقوم الدول الرأسمالية باستعمار البلاد الأخرى لتنهب خيراتها وثرواتها وتمتص دماء شعوبها وتسحقها. وقد تفجرت فيه أزمات عدة كبرى من أزمة عام 1929 إلى أزمة التضخم في السبعينات والأزمة المالية في الثمانينات من القرن الماضي والأزمة التي تفجرت عام 2008 وما زالت تعصف بدول العالم الرأسمالي. فدول الغرب تعمل على التغطية على الأزمات حتى تحافظ على نظامها ووجودها وتغطي على حقيقتها الفاسدة بكل الوسائل والتلميعات، ولكن عندما تنفجر لا تستطيع أن تغطي عليها كما حدث في الأزمة الأخيرة.

وبما أن العالم كله أصبح خاضعا للنظام الرأسمالي فأصبح العالم كله يكتوي بنار هذا النظام ويعاني من الأزمات مع تفشي الفقر والجوع والحرمان من كل أسباب العيش الطبيعي. وكثير من الناس يخدع بهذا النظام عندما يرى مظاهر التقدم الصناعي والعلمي والتكنولوجي من دون أن ينظر ثمراته المرّة وهم لا يستطيعون أن يتصوروا نظاما آخر وخاصة بعدما انهارت الاشتراكية الهادفة إلى الشيوعية. ولا يستطيعون أن يتصوروا النظام الإسلامي لعدم وجود دولة تطبقه، فيصبح الناس حيارى في أمرهم، وتبقى الدول التي تطبق النظام الرأسمالي تسعى لإصلاح هذا النظام وهي تدور في دائرة مفرغة.

فما بقي أمل إلا في حزب التحرير الذي يعرض النظام الاقتصادي الإسلامي بأدق صوره ليطبقه في دولة مبدئية. فالدول العربية التي قامت فيها الثورات وتولى فيها الحكم إسلاميون غير مبدئيين، وقد أطلق عليهم إسلاميون معتدلون أو برغماتيون أي يسيرون حسبما يملي عليهم الواقع وحسب ما يتحقق لهم من مصالح، وقد تجلى ذلك في مصر وتونس حيث يتخبطون، وقد كان أمل الناس معقودا عليهم في أن ينهجوا نهجا صحيحا بتطبيق الإسلام ومنه النظام الاقتصادي الإسلامي إلا أن هؤلاء الإسلاميين المتنازلين خذلوا الناس حافظوا على تطبيق النظام الرأسمالي الذي أقامته الدول الاستعمارية مستجدين هذه الدول وصندوق النقد الدولي للاستقراض لتبقى دائرة في عجلة النظام الاقتصاد الرأسمالي.

———–

صرح الرئيس الروسي فلادمير بوتين في 20/12/2012 خلال مؤتمر صحفي كبير متعرضا إلى مسألة اللباس الشرعي لدى النساء المسلمات فقال: “في ثقافتنا، أقصد الإسلام التقليدي، لم يكن الحجاب موجودا”. وذكّر بما قاله أحد المسؤولين أمامه أثناء مشاركته في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي تشارك فيها بلاده روسيا بصفة عضو مراقب فقال: “نحن نمنع بناتنا ونساءنا من التعلم ونجبرهم على ارتداء البرقع. نحن نخلق الظروف لكي نبقيهن على تخلفهن، إن هذا خطأ” وعقب قائلا: “لقد تحدث عن ذلك عن علم وثقة”. فالرئيس الروسي يقسم الإسلام إلى إسلام تقليدي وغير تقليدي. فالتقليدي هو الذي يوافق ثقافة الروس الشيوعية سابقا والديمقراطية العلمانية حديثا حيث إنه لا وجود للحجاب فيها. مع العلم أن الإسلام لا يقسم ولا يتجزأ فهو متمثل بالقرآن الكريم وبالسنة المشرفة حيث نصت الأدلة الشرعية على وجوب ارتداء المرأة المسلمة للخمار وللجلباب. والرئيس الروسي لا يعرف هذه الأدلة الشرعية أو يتجاهلها ويستشهد على فساد رأيه بتصريح أحد المسؤولين العلمانيين من أعداء الإسلام في منظمة ليس لها أية علاقة بالإسلام إلا الاسم للخداع وقد حولت اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي علّها تجدد صورتها بعدما اهترت ولم يعد أحد من المسلمين يعطيها أي اهتمام لمواقفها السيئة من قضايا المسلمين. وقد قبلت بروسيا دولة عضو مراقب فيها.

والجدير بالذكر أن بعض المدارس في روسيا قد منعت ارتداء الملابس الشرعية للبنات المسلمات، وأثار ذلك جدلا لم ينته بعد في روسيا فقد صرح بوتين يومئذ في 18/10/2012 قائلا: ” يجب التعامل والتعاطي باحترام كبير تجاه المشاعر الدينية للناس ” إلا أنه رأى أن ذلك يتناقض مع العلمانية فاستدرك قائلا: ” إن دولتنا هي دولة علمانية، ويجب علينا أن ننطلق في تصرفاتنا من ذلك المبدأ “. فهو يقر بأن العلمانية لا تعطي حقا للمسلمات بارتداء اللباس الشرعي كما فعلت فرنسا من قبل وكذلك تركيا وغيرها من البلاد التي تعمل على محاربة الإسلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة. والدول التي لا تعمل مباشرة على محاربة اللباس الشرعي تعمل على تشجيع عدم ارتدائه وتشجيع السفور بكافة الوسائل وخاصة وسائل الإعلام حتى يصبح الجو العام مرحبا بالسفور وبالتعري ومعيبا على اللواتي يرتدين اللباس الشرعي وتعمل هذه الدول على عزلهن عن المجتمع وعن الوظائف في دوائر الدولة وغيرها من المؤسسات غير الرسمية، حتى يصبح منع ارتداء اللباس الشرعي منعا طبيعيا وارتداؤه أمرا مستهجنا. وهذا ما تسير عليه أكثرية الأنظمة في البلاد الإسلامية ومنها نظام آل سعود الذين يشجعون السفور عبر وسائل الإعلام التي يمتلكونها.