خبر وتعليق أي احترام لحقوق الإنسان هذا
الخبر:
وجه رئيس الجمهورية عبد الله غول خطابا بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لميثاق الأمم المتحدة الدولي لحقوق الإنسان. وقال غول: ” إن احترام حقوق الإنسان هو عنصر أساسي لكل الدول التي تهدف إلى الحصول على ثوابت دولة القانون المعاصرة والديمقراطية “. وأضاف: ” وفي بلدنا فقد تم في السنوات الأخيرة قطع شوط مهم في هذا المجال، كما تم استحداث آليات جديدة يكفل حماية حقوق مواطنينا وحرياتهم العامة ويمنع تكرار وقوع خروقات “.
[www.haberturk.com/10.12.2012].
التعليق:
تُعرَّف حقوق الإنسان على أنها تمتع كل الناس بالحقوق والحريات العامة وعدم التمييز في ذلك بينهم بسبب العرق أو الدين أو اللغة أو الجنس. وهذا التعريف تمت صياغته أثناء الجلسة التي عُقدت في باريس بإشراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 10 كانون الأول 1948 للموافقة على الميثاق الدولي لحقوق الإنسان بالإضافة إلى الإعلان المكون من ثلاثين مادة. تُرى هل يحترم حقا حكام الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا وكذلك الحكام الخونة في البلاد الإسلامية مثل رئيس الجمهورية غول حقوق الإنسان الذين يدعون ذلك متسترين وراء هذا التعريف؟ وفي الحقيقة فإن هذا التعريف يكفل حقوق الإنسان حسب القيم الغربية فقط. وبعبارة أخرى فإن الفرد يتمتع بهذه الحقوق بقدر قبوله للقيم الغربية، فالأحداث التي جرت قبل 64 سنة منذ الإعلان عن ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو منذ سقوط دولة الخلافة وسيطرة الغرب الكافر إلى يومنا هذا يثبت ما نقوله بكل وضوح. فعلى سبيل المثال يُعد العمل في الجمهورية التركية على الالتزام بقيم الإسلام العظيم وإيجادها في معترك الحياة إرهابا بينما يُعد الأخذ بالقيم الغربية المتمثلة بالحداثة والديمقراطية والحريات والتي تتناقض مع الإسلام من قبيل حقوق الإنسان والحريات العامة.
لهذا السبب فإنه يتم مكافأة من يتبنى الديمقراطية إلى حد التقديس ويعتبر من قبيل الحرية الفكرية بينما يتم التجني على من يريد تطبيق أحكام الإسلام وإلصاق تهمة الانتساب إلى الجماعات الإرهابية وإيداعهم في السجون وحرمانهم من حق العيش، تماما كما حصل مع شباب حزب التحرير وباقي المسلمين المطالبين بتحكيم الإسلام. فعلى سبيل المثال وللأسف الشديد يعد كشف المرأة لما حرم الله تعالى عليها كشفه وإظهاره من قبيل الحقوق والحريات العامة ويقومون بموجب ذلك بالتصرف كما يشاؤون، بينما لا تستطيع النسوة ممن يرتدين اللباس الذي يرضي الله تعالى أن يتصرفن كما يردن، تماما كما يحصل مع الفتيات المحجبات اللواتي يُسلب حقهن في مجال التعليم وذلك بمنعهن الدخول إلى المدارس. والأدهى من ذلك كله هو أن يطلع علينا رئيس الجمهورية غول ليدافع عن هيئة الأمم المتحدة ويحتفل بالذكرى السنوية لميثاق حقوق الإنسان الدولي، بالرغم من أن هذه الهيئة هي عبارة عن أداة أمريكية تأسست في 24 تشرين الأول 1945 بحجة حماية السلام والأمن العالميين وإيجاد سبل التعاون بين الشعوب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالرغم من أن معظم القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة أدت إلى العديد من المجازر وقتل الملايين وإلى التدمير والتهجير والتخريب في البلاد الإسلامية، وتُتخذ قراراتها ذريعة لإيجاد ما يسمى بدولة القانون المعاصرة والديمقراطية. فلو كان غول صادقا بدعواه رعاية حقوق المسلمين خاصة والناس في العالم بشكل عام لكان يكفيه أن يعود إلى الفترة التي حكمت فيها دولة الخلافة الراشدة وينظر إلى عدالة عمر بن الخطاب التي أصبح الغرب يتحدث عنها. لهذا السبب فإن الحق والعدل يتحققان بإقامة الخلافة وليس بتبني قيم الغرب الكافر.
قال تعالى: (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) المائدة 50.
رمضان طوسون