Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الحل الوحيد هو النظام الاقتصادي في الإسلام ” مترجم من التركية “


الخبر:

أدلى رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان بتصريحات في مجلس الشعب التركي الكبير حول المحادثات المتعلقة بالميزانية الحادية عشرة، مشيرا إلى الإنجازات التي قدمها حزب العدالة والتنمية في فترة حكمه خلال السنوات العشر الماضية وموضحا انزعاج البعض من ذلك مقارنة منهم بين هذه الفترة وتاريخ الجمهورية بأكمله قائلا: “ليعلم الجميع أننا لسنا في حالة تصفية حسابات مع الجمهورية”.

 

[www.samanyoluhaber.com/…/Basbakan-Erdogan-Mecliste…/900977/ 10.12.2012]

 

التعليق:

إن من ينظر إلى تصريحات رئيس الوزراء يكتشف منها أنه يريد القول بأن فترة العشر سنوات التي حكم فيها في المجال الاقتصادي تعتبر فترة منتجة مقارنة بتاريخ الجمهورية كله. ابتداءً؛ لا بد من القول بأن السياسة الاقتصادية التي تم اتباعها منذ أن تأسست الجمهورية حتى اليوم لم تهتم أبدا بمصالح الأمة. إذ إن من يتوقع أن يقوم الحاكم الذي ينفذ السياسة القائمة على أساس العقلية الرأسمالية للكافر المستعمر المخرب، باتباع سياسة اقتصادية ترمي إلى إنهاض شعبه هو ضرب من الخيال. ذلك أنه من المستحيل على نظام حكم لا يمتلك نظام حياة خاصاً به وعاجز عن تقديم حلول اقتصادية أن يسير في طريق النهوض وأن يرفع من المستوى المعيشي لشعبه. لهذا فإن الحكام الذين يحملون عقلية استعمارية وهي بحد ذاتها تخريبية حتى لو أرادوا أن يرفعوا قدرات بلادهم الاقتصادية وأن ينقذوها من النهب الذي تتعرض له، وأرادوا رفع مستوى المعيشة لشعوبهم لما قدروا، فهذا أمر عسير بسبب عقليتهم ونظامهم الرأسمالي وارتباطهم بالمستعمر.

 

والمحزن أن بلادا في طور النمو مثل تركيا يتم استعبادها من قبل الغرب الكافر وإجبارها على الاقتراض الربوي لكي تعمل على ربطها بها اقتصاديا بشكل دائم، فيقوم نظام الحكم بالتباهي في انشغاله بدفع فوائد هذا الربا، ويقول رئيس الوزراء أن الفترة التي حكم فيها تعد أكثر الفترات انتعاشا على المستوى الاقتصادي طوال تاريخ الجمهورية. فبالله عليكم منذ متى يعتبر النظام الاقتصادي الذي يبيع الملكيات العامة لفئة صغيرة من الأثرياء ولشركات الكافر المستعمر المخرب باسم الخصخصة، ويسلم ثروات البلاد جميعها للكفار لكي ينهبوها، ويحدد أجرة العامل الأدنى بمقدار (700) ليرة (أي ما يعادل 350 دولار تقريبا) ويصل ارتفاع نسبة العجز في الدخل إلى شكل مفزع بسبب الاعتماد على الاستيراد وعلى تحصيل الضرائب، منذ متى يعتبر هذا النظام ناجحا؟ إذ يبدو أن رئيس الوزراء الذي يلقي خطاباته وكأنه من حكام الدولة العثمانية لا يخطر على عقله أن يلقي نظرة على النظام الاقتصادي في ظل دولة الخلافة! إذ إنه لو فعل ذلك فإنه سيجد النظام الاقتصادي الحقيقي والصحيح وسيدرك مدى تفاهة وفشل النظام الذي طالما تفاخر به.

 

ترى لو فكرتم أيهما أفضل نظام اقتصادي لا يجد فقراء ليعطيهم الزكاة كما حصل في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز، أم اقتصاد يعيش فيه ملايين الناس تحت خط الفقر والجوع كما هو حاصل اليوم في تركيا وفي كل أنحاء العالم؟ وهل نظام اقتصادي يرحم الأمة ويجعل الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يحمل كيس الدقيق على ظهره خدمة لعجوز، أم نظام اقتصادي يتمثل بشخص رئيس الوزراء إردوغان عندما قال لأحد المزارعين الذي قدم له شكوى يشكو فيها حاله، فقال له إردوغان: خذ أمك وارحل من هنا؟ أي اقتصاد أفضل أن يقول فيه الخليفة عبد الحميد الثاني لـ (تيودور هرتزل) لن أبيعك ولو شبرا واحدا من أرض فلسطين أم اقتصاد يعطي الحق في بيع أجزاء من الأراضي في بلد إسلامي للكفار تحت مسمى مشروع المقايضة؟ فلو قمنا بالمقارنة بين هذه الصور التي عرضناها آنفا فإنها ستكون كافية لكي يفهم المرء كم أن النظام الاقتصادي القائم على الرأسمالية الكافرة والذي يتباهى به إردوغان، فاشل! أما عن قول إردوغان : ” إننا لسنا في حالة تصفية حسابات مع الجمهورية ” فهذا صحيح، لأنه لا يقوم بتصفية الحسابات مع الجمهورية بل يقوم بواجب العمالة، وذلك بإخراج الجمهورية الكافرة التابعة للنفوذ الإنجليزي منذ أن تم تأسيسها، ووضعها تحت النفوذ الأمريكي. وفي الختام فإننا نقترح على رئيس الوزراء إن كان جادا في تصحيح الوضع الاقتصادي للأمة الإسلامية ويريد بالفعل أن يرفع من المستوى المعيشي لها أن يقيم نظام الخلافة ولا طريق غير هذه الطريق للإنقاذ.

 

 

 

رمضان طوسون