مقالة أزمة الغاز في باكستان مفتعلة لإذلال أهل باكستان وتدمير اقتصادها
أصبح من الشائع الآن في باكستان نقص الغاز الطبيعي الذي يستمر على مدار العام، ولكن في أشهر الشتاء شديدة البرودة فإنّ أزمة الغاز الطبيعي تأخذ شكلا آخر، وفي هذه الأيام فقد تم إخطار المصانع في جميع أنحاء البلاد بأنّه سيتم تعليق تزويدهم بالغاز إلى مدة غير محددة، مما يتسبب بخسارة العديد من الوظائف وخسارة مليارات الروبيات في اليوم الواحد من الاقتصاد الوطني، وقد ظلت مؤخرا محطات الغاز الطبيعي المضغوط مغلقة لمدة لا تقل عن ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع، مما تسبب بتعطيل مئات الآلاف من السيارات الخاصة ووسائل النقل العامة، مما اضطرهم إلى استخدام البنزين أو الديزل عالي التكلفة، وحتى عندما تكون هذه المحطات مفتوحة فإنّ على الناس الانتظار لساعات طويلة في طوابير تمتد لكيلومترات لملء سياراتهم بالغاز، وعلى الرغم من إغلاق محطات الغاز أمام الصناعة فإنّ المستهلكين من عامة الناس ممن يستخدمون الغاز للتدفئة هم أيضا يواجهون هذه الأيام الشتاء القارص من دون تدفئة، كما يعاني الكثيرون من أمراض التهاب اللوزتين ونزلات البرد والالتهاب الرئوي لعدم قدرتهم على تدفئة المنازل بشكل مناسب، وبسبب إغلاق محطات الغاز لعدة أيام، فقد اضطر الناس لشراء البترول المسال عالي التكلفة أو العودة إلى العصر الحجري بحرق الخشب لتدفئة أنفسهم.
وفقا للإحصاءات الحكومية، فإنّ استهلاك الغاز في الصيف هو أربعة مليارات قدم مكعب يوميا، وفي فصل الشتاء يصل إلى ستة مليارات، في حين تنتج باكستان نحو 3،6 إلى 3،8 مليار قدم مكعب يوميا، وهذا المستوى من الإنتاج اليومي ليس بسبب عدم وجود الغاز في باكستان، بل لأنّه على مدار السنوات العديدة الماضية، لم تبذل الحكومة جهودا جادة لزيادة قدرتها الإنتاجية، ووفقا لتقديرات الحكومة فإنّ احتياطيات الغاز المؤكدة في باكستان هي 27.6 تريليون متر مكعب، ويكفي هذا الاحتياطي لعشرين عاما إذا ما استخدم وفقا لقدرة الإنتاج الحالية، وإذا تم استخدامه وفقا للطلب الحالي فإنّه سيكفي من 13 إلى 15 سنة على الأقل، وهو وقت طويل وكاف لتطوير مصادر بديلة للطاقة.
إنّ الكذبة الكبرى للحكام هي أنهم يدّعون بأنّ عدم زيادة مستويات الإنتاج الحالية هي بسبب انخفاض احتياطي موارد الغاز، ولذلك فإنهم يزعمون بأنهم إن بذلوا مزيدا من الجهود لتلبية الطلب في المستقبل القريب فإنّ على باكستان اللجوء إلى شراء الغاز المستورد عالي الكلفة من طاجيكستان وإيران أو الغاز الطبيعي المسال من قطر، بالرغم من أنّه لا يزال في باكستان كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، والتي يمكن استخراجها من خلال الوسائل التقليدية، وعلاوة على ذلك فإنّه وفقا لتقديرات الحكومة، فإنّ في باكستان على الأقل 35 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الصخري، في حين وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية لإدارة معلومات الطاقة (USEIA) فإنّ لدى باكستان 51 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري في الناحية الجنوبية من البلاد، وهي قابلة للاستخراج من الناحية الفنية، ووجود كميات هائلة في أجزاء أخرى من البلاد أيضا، وعلى الرغم من أنّ تكلفة استخراج هذا الغاز أعلى مقارنة بالغاز المستخرج بالطرق التقليدية، فإنّه يظل أرخص بكثير من الغاز المستورد، فوفقا لبعض التقديرات المتواضعة فإنّ تكلفة إنتاج الغاز الصخري هي 6.5 دولار لكل وحدة حرارية، في حين تكلفة الغاز المستورد هي 12.3 دولار لكل وحدة حرارية، وعلاوة على ذلك، فإنّه يمكن لباكستان أن تنتج 35 تريليون قدم مكعب من غاز الميثان من الفحم الموجود بكثرة في إقليم السند.
فهذه الإحصاءات تثبت أنّه لا يوجد نقص في الغاز في البلاد، بل إنّ هذه الأزمة من شرور الحكام الذين أوجدوها، وعلاوة على ذلك، فإنّ شرور الحكام تظهر أيضا في تصريح الدكتور عاصم حسين، وهو مستشار رئيس الوزراء لشؤون البترول والموارد الطبيعية، حيث اعترف أثناء مؤتمر صحفي عقده في الثاني من تشرين الأول أكتوبر 2012 بأنّ عددا من الشركات لم تعلن عن اكتشافاتها لأنّ أسعار الغاز غير جذّابة، كما أنّ الحكومة تستغل الأزمة لرفع سعر الغاز بشكل مستمر.
في الواقع، هؤلاء الحكام الخونة هم الذين يزجون بباكستان، البلد القوي والثري، في أزمات باستمرار، أحيانا في أزمة الكهرباء وأحيانا أخرى في أزمة الغاز، حتى يتمكنوا من إقناع الشعب الباكستاني بأننا أمة ضعيفة جدا، ولا يمكننا العيش يوما واحدا من دون مساعدة أمريكا، ومع ذلك، فإنّ الناس يعرفون أنّه لا يوجد نقص حقيقي في الغاز أو الطاقة، بل هي خيانة هؤلاء الحكام الفاسدين، وهذا من صنع النظام الرأسمالي، فهو المسؤول عن بؤسهم ومذلتهم، وبإذن الله سبحانه وتعالى فإنّ اليوم الذي سيتم فيه وقف إذلال هذه الأمة وتُقام فيه الخلافة في باكستان لم يعد بعيدا، وحينها فإنّ الخلافة ستقوم بالاستفادة من جميع الموارد الطبيعية الهائلة من أجل تحسين مستوى عيش الناس فتصبح دولة الخلافة أقوى دولة في العالم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلَا يَعُدُّهُ )) رواه احمد.
شاهزاد الشيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان