بيان صحفي الظلم والفساد عقيدة الغرب الكافر ونظامه الديمقراطي الآثم
تداعت الجماهير في محافظة الأنبار ومدن أخرى من البلاد للتظاهر ضد ممارسات “حكومة المالكي” وسياساتها المثيرة للجدل، والتي انقدحت شرارتها على إثر اعتقال قوات الأمن حراسَ وحماياتِ وزير المالية، ثمَّ لم يلبث أن اتسع نطاق التظاهرة، والذي تركز في ثلاث محافظات: الأنبار ونينوى وصلاح الدين، فضلاً عمّا تداولته بعض وكالات الأنباء عن وفود من بغداد وواسط وبابل وذي قار، ليبلغ مئات الألوف من العراقيين الغاضبين، جاء في مقدمتهم علماء دين وشيوخ عشائر ورجال قانون، وعلى الرغم من هذا التنوع فإنَّ مطالب المتظاهرين لم تكد تخرج عن الآتي:
1- إطلاق سراح المعتقلين منذ سنين، والنساء منهم على وجه الخصوص.
2- إلغاء سياسة التهميش والإقصاء.
3- إلغاء المادة (4) إرهاب التي باتت سيفاً مسلطاً على رقاب الناس.
4- إيقاف حملات الدهم والاعتقالات العشوائية بفعل المخبر السري.
5- إلغاء قانون المساءلة والعدالة سيء الصيت.
أيُّها الأهل في العراق:
إن خروجكم وتظاهركم من أجل مطالب مشروعة كهذه، وإصراركم على مواصلة الاعتصام لحين تحققها، لدليل عافية ومؤشر على سريان الحياة في عروقكم وعقولكم؛ ذلك أنها من أولويات الرعاية الحسنة لشؤونكم ممن نُصبوا حكاماً عليكم! وهو إنما ينبع من تعاليم شرع الله تعالى الذي تتشرفون بالانتساب إليه.. كما في قول ربكم عزَّ وجلَّ:(( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ))، ولكن لتعلموا أنَّ سبب شقاءكم وسوء أحوالكم يرجع إلى ما يسمى “بالعملية السياسية” التي أقامها الغزاة الكافرون عندما دنّسُوا أرض العراق الطاهرة؛ ذلك أنها قامت على عقيدة (فصل الدين عن الحياة) التي انبثق عنها نظامهم الديمقراطي العفن، الذي جعل من “نواب الشعب” آلهة تقضي في الحلال والحرام رغم أنَّ الفساد أضحى طبعاً لهم، والأهواء تحركهم.. فضلُّوا وأضلُّوا، وجرُّوا البلاد إلى مهاوي الفشل والتناحر.. مصداقاً لقول الله جلَّ وعلا: (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ))، تلك العقيدة البغيضة المناقضة لعقيدتكم السمحاء الناصعة: عقيدة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) القاضية بتحكيم شريعة الإسلام التي جاءت في كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
أيُّها المسلمون في العراق:
نحن من أمة عظيمة مباركة، جعلها الله سبحانه خير الأمم، لما اختصت به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مقياسها في الحياة الحلال والحرام، وغايتها نوال رضوان الله.. فليرتفع سقف مطالبكم للإصرار على تطبيق شرع الله تعالى في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واحذروا النزول عند تحقيق مصالح آنية، وفتات يد السياسيين المغلولة، بل جِدُّوا واجتهدوا في العمل مع المخلصين ليصل الإسلام إلى الحكم في ظل نظام خلافة راشدة على منهاج النبوة، فتُرضُوا ربكم وتُخزُوا عدوَّكم وتذوقوا العزة الحقيقية، (( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )).
المكتب الإعلامي لـحزب التحرير في ولاية العراق