خبر وتعليق أمين الجامعة العربية يتحدث عن أسلوب جديد للتعامل مع القضية الفلسطينية! وليته لم يتحدث
الخبر:
في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع كل من وزير الخارجية المصري ونظيره الفلسطيني في رام الله تحدث أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي عن تصوره الجديد لحل القضية الفلسطينية فقال: “لا يمكن الاستمرار في الترتيبات والأسلوب المتبع منذ 20 عاماً لحل القضية الفلسطينية، فهذا أسلوب يضيع الوقت ويحقق فقط مطالب وأهداف إسرائيل التوسعية، لذلك نرجو من الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس باراك أوباما الذي من الواضح أنه مستعد للقيام بدور مهم في عملية السلام، اختلاق أسلوب لإنهاء النزاع وليس لإدارة النزاع”.
التعليق:
بعد أن اكتشفت الجامعة العربية وعلى لسان أمينها العام نبيل العربي -متأخرة في اكتشافها هذا عشرين سنة- أنّ الأسلوب القديم المتبع في حل القضية الفلسطينية هو أسلوب فاشل عقيم، ولا يخدم سوى الأهداف الإسرائيلية، ولا يصب إلا في مصلحة إسرائيل، بعد ذلك الاكتشاف (المهول) رأت الجامعة العربية أنّه لا بد لها من أسلوب جديد تتعامل به مع هذه القضية المعضلة التي تُصنف لديها على أنها قضية العرب الأولى، وهكذا يفاجئنا نبيل العربي ويصدمنا بالكشف عن ذلك الأسلوب الجديد فإذا به خطاب توسل ورجاء واستجداء لأوباما، ليقوم بدور مهم في عملية السلام ويتمثل في ما أسماه: “اختلاق أسلوب لإنهاء النزاع وليس لإدارة النزاع”!
إنّ هذا الكلام معناه أنّ حكام العرب اكتشفوا وبعد عشرين عاماً من المفاوضات والاتفاقات والمبادرات والمؤتمرات أنّ أمريكا كانت طوال تلك الفترة تخدعهم وتُضللهم وتستحمرهم، وكانت تُماطل في حل القضية الفلسطينية، وأنّها كانت تتعامل مع هذه القضية بأسلوب (إدارة النزاع وليس بأسلوب إنهاء النزاع)، وأنّهم بالتالي كانوا ضحايا لهذه المراوغة الأمريكية الماكرة ولهذا الدجل الأمريكي المستديم طوال الفترة السابقة.
لكن الذي يصيب المرء بالغثيان أنّه وبعد هذا الاكتشاف المرير لهذه الحقيقة المُرّة، ما زالت الجامعة العربية تُصر مرة أخرى، وعلى لسان أمينها العام، على استمرار الاستنجاد بأمريكا، وطلب الغوث والنجاة منها، بالرغم من أنّها أثبتت للعرب دوماً وبشكل قاطع أنها كانت تُراوغ دولهم، وتضحك على قادتهم، وتسخر من قضاياهم المصيرية، كما كانت تُمالئ مبغضهم، وتتآمر على حقوقهم، وتسرق ثرواتهم، وتنحاز دائماً إلى جانب أعدائهم.
لقد تحدث العربي عن الجديد الذي لديه ولدى جامعته وليته لم يتحدث.
إنّ الركون إلى أمريكا عدوة الأمة وعدوة جميع الشعوب المستضعفة هو الذي أوصل الأمة الإسلامية -بما فيها الشعب العربي- إلى هذا الحال المزري الذي يكتنفها، والذي تكتوي بناره، وتصطلي بسعاره.
وإنه لمن العار والشنار أن يكون هذا الأسلوب الجديد للجامعة العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية هو نفسه الأسلوب الاستجدائي التوسلي القديم لألد أعداء الأمة، والذي مارسه الحكام العملاء طوال العقود السابقة.
إن مناشدة نبيل العربي لأوباما بأن يختلق أسلوباً لإنهاء النزاع بدلاً من إدارته يعني أول ما يعني أنّ العرب قد رهنوا مصيرهم بأيدي أعدائهم، وأنهم عاجزون عن حل مشاكلهم الملحة وقضاياهم المصيرية بأنفسهم، وأنّهم اعترفوا بأن لا مكان لهم في هذا العالم المتغير، وأن كل ثوراتهم التي انفجرت مؤخراً قد راحت هباءً، وكأنهم لم يفعلوا شيئاً لتغيير واقعهم البائس، وكأنّ إراداتهم ما زالت مسلوبة، وكأنّ مخاض ثوراتهم أنتج ولادات شوهاء.
إننا نقول لنبيل (الأمريكي) وليس العربي كما هو اسمه، ونقول لجامعته (الأمريكية) أو قل العربية البائسة أنّ زمن التبعية لأمريكا قد ولّى، وأن أساليب الاستجداء والاستخذاء والتوسل التي يُتقنها الحكام العملاء والتي لم تكن يوماً تُعبّر عن إرادة شعوبنا الإسلامية قد ذهبت وبلا رجعة، وأن زمن السكوت على خيانات الحكام قد انتهى وإلى الأبد، ولن يجد الحكام العملاء منّا بعد اليوم سوى الثورة والمقارعة والمنابذة. فدولة الإسلام قادمة ولا مكان فيها للجبناء.
أبو حمزة الخطواني – فلسطين