Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب ومن سورة البقرة

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في ” باب ومن سورة البقرة “، حدثنا هناد حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء بن عازب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله: ” قدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِد الْحَرَامِ”، فوجه نحو الكعبة وكان يحب ذلك فصلى رجل معه العصر قال:” ثم مرَّ على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه إلى الكعبة قال: فانحرفوا وهم ركوع، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحق.

لعل ما يلفت النظر في هذا الحديث بالإضافة إلى ما ورد من تغيير اتجاه القبلة، هو سرعة المبادرة في تطبيق الأحكام، فالأنصار وهم راكعون يتحولون في صلاة العصر من اتجاه إلى اتجاه، من بيت المقدس إلى الكعبة، لماذا يفعلون ذلك وهم خاشعون؟ لماذا يفعلون ذلك وهم بين يدي الله؟ أتُرونهم لا يخشعون في صلاتهم؟ أم أنهم كما يفعل بعض المسلمين اليوم يدخلون في الصلاة وتدخل معهم حساباتهم وأرصدتهم البنكية وأمورهم الدنيوية؟ لا والله؛ فهم الأنصار الذين مدحهم الله من فوق سبع سماوات. هم الأنصار الذين فقهوا أن الأحكام الشرعية لا تُؤجل ويجب أن تُطبق على الفور دون نقاش، نقاشٍ مع من؟ مع خالق الكون والإنسان والحياة. هذا ما وصل إليه بعض المسلمين اليوم للأسف، يناقشون حكم الجلباب بحجة أن الفتاة من حقها أن تقتنع، حتى أن بعضهم أصبح يشترط على الله، لئن أكرمتني بزوجة فسأصلي.

أين نحن اليوم من سرعة الاستجابة لأحكام ربنا؟ الله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نحكِّم القرآن في حياتنا، ونحن أكثر من تسعين عاما نُحكم بقوانين طاغوتية ما أنزل الله بها من سلطان. هلا أفاق المسلمون من غفلتهم وأدركوا تقصيراتهم، وعملوا على تحكيم كتاب ربهم، فيتحولون مرة واحدة من تطبيق الكفر إلى تطبيق الإسلام كما تحول الأنصار في قبلتهم من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة؟ نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.