Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق سوريا في طريقها لتصبح دولة إسلامية

 

الخبر:

أوردت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية مقالا باللغة الإنجليزية يوم الجمعة 4-1-2013 للمحلل السياسي والاستراتيجي الأمريكي فريد جدريتش Fred Gedrich وهو الموظف السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، يحذر فيه من خطر محدق بالمصالح الأمريكية في المنطقة كان عنوانه: “سوريا في طريقها لتصبح دولة إسلامية” ترافق مع العنوان شعار يظهر في خلفيته صورة بشار أسد تغطيه كلمة (خلافة) باللغة الإنجليزية مما يدلل على ماهية الدولة الإسلامية التي يحذر منها جدريتش في مقاله المذكور.

وإن أبرز ما تناوله الخبير الاستراتيجي هو ادعاؤه بأن الصراع الدائر في سوريا أصبح صراعا طائفيا ومذهبيا بامتياز، وقد حاول إسقاط الأدلة على تصوره هذا سعيا لإقناع القارئ بوجهة نظره التي يمكن تشبيهها بوجهة نظر الإدارة الأمريكية الرسمية وأدواتها الدولية.

حيث اعتبر أن القوى الثائرة ضد الأسد تدعمها الدول السنية بحسب وصفه كتركيا وقطر والسعودية وفي الوقت نفسه فإن القوى العسكرية الثائرة تشتمل على مجموعات تندرج تحت إطار القاعدة والجيش السوري الحر وغيرها من القوى السنية كما قال. وقد اعتبر وقوف إيران لجانب النظام السوري هو من منطلق طائفي بحت.

أما الأمر الآخر الذي ساقه في مقاله المذكور فهو التحذير الشديد من توجه الثورة السورية نحو إقامة دولة خلافة في سوريا، معتبرا أن حدوث ذلك سيؤدي إلى عدم تعزيز الأمن الإقليمي ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وأن على الإدارة الأمريكية العمل من أجل إيجاد نظام يقبل بالحرية والمساواة والتعددية بدل حكم الشريعة على أنقاض الأسد.

التعليق:

لا شك أن تحذيرات جدريتش وادعاءاته هذه تعبر في حقيقتها عن موقف الإدارة الأمريكية الاستعمارية ونظرتها لما يجري في سوريا، وأن اختلاق الأكاذيب ونشرها يحقق لأمريكا أهدافها في سوق الرأي العام الأمريكي بالاتجاه الذي يرتئيه أصحاب النفوذ والقادة السياسيون.

فأمريكا تدرك أن حقيقة الثورة الشامية المباركة هي ثورة إسلامية أممية، أي أنها طليعة ثورة الأمة الإسلامية على الأنظمة الوضعية الطاغوتية والهيمنة الاستعمارية الغربية، هدفها إسقاط النظام بكافة أركانه ومكوناته باعتباره نظامَ كفرٍ خائنٍ يمثل الوجه القبيح للتبعية الفكرية والسياسية للغرب ولأمريكا تحديدا، واستبدال دولة الإسلام العظيم به وعلى أنقاضه.

ولهذا حاربتها أمريكا منذ البداية، ولكن وبسبب الفشل الذريع للمؤامرة الكونية في تضليل الثورة وحرفها، أصبحت قوى الاستعمار تبحث عن أساليب أخرى تحاول من خلالها التحريض على الثورة ووضع الحجج لمحاربتها وترجيح كفة الخونة الجدد الذين تعمل أمريكا على بلورتهم ليكونوا الوجه الآخر للنظام البعثي المجرم.

فالادعاء بالطائفية يندرج ضمن هذه الأساليب الخبيثة، وهو ما ردده الكثيرون من المسؤولين الغربيين وعملائهم من الوسطاء الدوليين، بالرغم من معرفتهم لحقيقة الدور القطري والسعودي في محاولات شراء الذمم من أجل تفريغ الثورة من إسلاميتها وليس العكس، وكذلك الدور التركي المتناغم مع أمريكا في محاولات احتواء المعارضة السياسية الخارجية ودعمها لتكون ممثلا شرعيا علمانيا للشعب السوري ولو لبس بعض رموزها لباس التدين، فحالهم كحال الثعلب في ثياب الواعظين.

أما الدعم الإيراني المجرم، فهو الدور الذي أنيط بإيران أمريكيًّا من أجل تثبيت نظام الأسد ومدِّه بسبل الحياة ماليا وعسكريا، وقد استغلت أمريكا شرارة الطائفية من أجل تمرير مصالحها لدعم عميلها في دمشق، تماما كما أُنيطت بالدول الأخرى كمصر وتركيا وغيرها من دول المنطقة أدوار سياسية إجرامية تقضي جميعها بمحاولة إجهاض الثورة وتفريغها من محركها الإسلامي النابض بلا إله إلا الله ولا حاكمية إلا لله.

إن غرز فكرة الطائفية هو أس من أسس الاستعمار الغربي، كيف لا وهم أصحاب نظرية فرق تسد، فالمسلمون أمة واحدة تنظر لذلك اليوم الذي تتوحد فيه تحت راية خليفة واحد يقاتل من ورائه ويتقى به.

إن من يراهن على المد الطائفي هو واهم، فبزوال أجندة الكفر من المنطقة، ستعاد اللحمة إلى أبناء الإسلام وتنتشر مفاهيم الإسلام الصحيحة لكافة أبناء الأمة الإسلامية لتكون بيضاء ناصعة على سنة الهادي البشير وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، ويعم العدل والحق كافة مواطنيها من جميع الأعراق والأصول، فالتاريخ يشهد بعظمة الإسلام في صهر الناس جميعا في بوتقة العدل والحق. وسيحاسب كل من أجرم بحق المسلمين بغض النظر عن منبته وأصله وفصله.

أما الأمن الإقليمي الذي يخشى جدرتش على ضعضعته، فهو أمن كيان يهود وحلفائهم من حكام المنطقة الخونة، وسيزولون واحدا تلو الآخر بعون الله وقدرته، ولن يبقى لأمريكا مَنْ تعوّل عليه لينفذ لها مصالحها، بل ستطرد هي وكافة الدول الاستعمارية من بلادنا إلى غير رجعة.

فهذه ستكون نتيجة طبيعية لنجاح ثورة الشام الإسلامية العريقة، وليدرك أبطال الشام حجم العمل الجبار الذي هم في طليعته، وليغذوا السير لاستعادة سلطان الأمة ودولتها الراشدة على منهاج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

هكذا فقط يكون الرد على قوى الكفر والاستعمار.

 

أبو باسل