Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق كيان يهود ترتعد فرائصه خوفاً من قيام دولة الإسلام في سوريا

 

الخبر :

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد أن إسرائيل ستبني سياجا أمنيا جديدا على طول حدودها مع سوريا لحماية الدولة العبرية من “الغارات والإرهاب”.

وقال نتنياهو لدى افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن عناصر من “الجهاد العالمي” حلت مكان قوات الجيش السوري في هضبة الجولان، وإن إسرائيل ستبني جداراً عند هذه الحدود مشابها للجدار عند الحدود بين إسرائيل ومصر.

التعليق :

لقد نشأ كيان يهود كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب في المنطقة وجعل الغرب سر حياة هذا الكيان علاقته بالغرب، ولم يجعل له أي دور سياسي بل دور تنفيذي لمخططات الدولة الأولى سواء أكانت بريطانيا أم الولايات المتحدة حاليا وأناط الغرب بدول الجوار لكيان يهود دور المخفر لحمايته من شعوب هذه الدول والتي ترى في وجود اليهود صراعا عقائديا بين الأمة والغرب وليس صراعا سياسيا أو اقتصاديا أو حدوديا، وقدم الغرب الحماية والأموال لهذا الكيان مما جعله يشعر بالأمان والطمأنينة.

وقد حاول كيان يهود أن يتمدد أكثر من المسافة المحددة له من قبل الغرب وحاول أن يتمرد إلا أنه لا يملك مقومات القرار السياسي ولا يملك مقومات البقاء الذاتي ولا مقومات الدولة فبقي عالة على الغرب في وجوده وبقائه، وهذه الحقيقة يدركها ساسة يهود إدراكا حقيقيا حتميا ويدركون أن من يحول بين كيان يهود وبين الأمة الإسلامية وغيرهم هو الغرب الكافر في المنطقة.

وبقيت هذه الحقيقة حتى اجتاح العالم حدثان عظيمان وهما :

1- الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية في دول المركز الغربي ما أدى إلى ضعفه وانشغاله في مشاكله وظهور التناقضات بين دول المركز الغربي بحيث اشتد الصراع بينهم وظهر بشكل واضح ولم يعد خافيا كما كان مما أدى إلى ضعف إمكانيات القرار السياسي له وانعدام القدرة على التدخل العسكري في المنطقة خاصة بعد تداعيات حربي العراق وأفغانستان وعدم قدرة الغرب على حماية يهود، فضلا عن عقلية يهود والتي ترفض الحلول الغربية مما شكل عبئا إضافيا أثقل كاهلهم وبدأ الرأي العام الغربي بالتحول ضد سياسات يهود.

2- انفجار المنطقة العربية بثورة ضد حكامها أي أدوات الغرب في تنفيذ مخططاته والدور القذر الموكل لهم في حماية مصالح الغرب وكيان يهود حيث فقد هؤلاء الحكام السيطرة كما كان سابقا وزال حاجز الخوف من الأمة مما أدى إلى ضعف الحكام في السيطرة لا بل منهم من ولى هاربا أو محمولا على الأكتاف أو قتيلا أو يتحرك حركة المذبوح أو منهم من ينتظر …

لذا افتقد اليهود السند والقوة التي تحميهم، وصدق الله عز وجل حيث قال: ((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [آل عمران/112].

قال محمد الحسن الددو الشنقيطي في تفسير هذه الاية: إن الله سبحانه وتعالى كتب الذلة والمسكنة على اليهود، فلا يمكن أن يعيشوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس، أي لا يمكن أن تكون لهم حياة أبداً، إلا بحبل من الله معناه إلا بأمر من الله، فالحياة كلها بأمر من أمره، وحبل من الناس أي مذلة تحت الناس، فهم عباد للعباد دائماً، ولذلك تشهدون اليوم أن دولتهم إنما ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا حبل من الناس يتمسكون به، فهم دائماً تحت غيرهم من البشر يخضعون له.

وقد اشتد التمزق في هذا الحبل حتى بقي فيه شعيرات لا تحتمل حدثا كبيرا كأحداث المنطقة قد تؤدي إلى الانقطاع التام بين الغرب وهذا الكيان لا بل قد يفاوض الغرب الأمة الإسلامية على مصير هذا الكيان.

لأجل هذا كله شعر كيان يهود بالخطر فأخذوا يتحركون لأنهم كما قال رب العزة (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) وكلمة حياة في الآية جاءت نكرة قصدا للتنويع أي كيفما كانت تلك الحياة ولو كانت حياة ذليلة، وتقول يهود تونس ما معناه: الحياة وكفى.

أي يريدون الحياة ولو كانت ذليلة حقيرة، لكنها حركة في الوقت الضائع فلا الغرب يستطيع أن يمددهم بأسباب البقاء إن حدث في المنطقة تغيير حقيقي أعاد للأمة سلطانها ودولتها وعزتها حينئذ لن تسكت الأمة على بقائهم ولو للحظة من الوقت ليقضي الله أمرا كان مفعولا فهم يدركون أن سيف هذه الأمة مسلط على رقابهم وهم أول من تحز لهم الرقاب فأخذوا يتحركون محاولين نيل اعتراف من شعوب هذه المنطقة متناسين أن هذه الأمة تحمل عقيدة جهادية بحتمية القضاء على كيان يهود وفتح دول المركز حيث يلتقي الجيوش على أبواب روما تحقيقا لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذلك على الله بعزيز، وإن غدا لناظره قريب.

 

 

حسن حمدان – أبو البراء