Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق استضافة المخابرات الأوزبكية في روسيا

 

تحدث إيلينا ريابينين رئيس “الحق في اللجوء” في معهد حقوق الإنسان في بيان صحفي عن حالات اختفاء المسلمين في روسيا ولا سيما مواطني أوزبكستان معددا فيه بعض الحالات التي اختفى بها مواطنون أوزبيك، ومنوها في عنوان لافت لتكرار حالات الاختفاء هذه فكتب يقول : قد اختفى مؤخرا مسلم آخر، ثم عقب قائلا: اختفى في 14 ديسمبر 2012م في منطقة موسكو المواطن الأوزبيكي يوسف قاسم خونوف. وكان خونوف قد خرج من السجن في 10 ديسمبر من العام نفسه حيث قبع هناك تسع سنوات بتهمة انتمائه لحزب التحرير. ثم أشار ريابينين إلى الجهة التي يرجح أنها خطفته، وذلك بقوله وكانت السلطات الأوزبكية قد طلبت تسليمه لها في عام 1999.

واستطرد الكاتب حديثه عن حالات اختفاء المواطنين الأوزبيك قائلا: وقبل ذلك بشهر، وقعت حادثة مشابهة. فبتاريخ 6 نوفمبر 2012م وفي منطقة في نيجني نوفغورود، اختفى المواطن الأوزبكي أزمات جون أرماكوف وهو من مواليد 1972م، أرماكوف كان قد اعتقل في 14 نوفمبر 2009 في روسيا؛ وذلك بناء على طلب من السلطات الأوزبكية بدعوى أنها تبحث عنه متهمة إياه قيامه بنشاطات سياسية ذات طابع ديني”.

ثم يتابع الكاتب حديثه عن فظاعة هذه الجرائم واصفا إياها بالمخيفة، فيكتب قائلا: بين هذه الأحداث، كانت هناك حادثة مخيفة. ثم يسترسل مفصلا الحديث عن هذه الحادثة فيقول أنه: في 15 نوفمبر 2012م وذلك في مطار موسكو “فنوكوفو” تم اعتقال خمسة مواطنين من أوزبكستان وكان خمستهم مقيمين في نامانغان، بحجة أنهم مطلوبون دوليا؛ وذلك لانتمائهم لحزب التحرير. ويذكر والكلام لإيلينا ريابينين رئيس “الحق في اللجوء” في معهد حقوق الإنسان خبرا مفاده أنه في 9 ديسمبر 2012م أقدم أحد الخمسة وهو المواطن الأوزبيكي عبد الصمد فضل الدينوف البالغ من العمر 19 عاما على الانتحار جرّاء الضغط النفسي الناجم عن تعذيب أجهزة المخابرات الأوزبيكية له ولأصدقائه”.

لماذا تتكرر عمليات الاختطاف لمسلمي آسيا الوسطى، خاصة الأوزبيك على الأراضي الروسية؟ وما العمل من أجل وقف هذه العمليات؟ سؤال يطرح نفسه كما يقول رئيس مؤسسة “الحق في اللجوء”.

ثم يجيب قائلا بداية : أود أن أذكركم بأنه وقع في روسيا مؤخرا عددٌ من عمليات الخطف لطالبي اللجوء الذين كانوا يخضعون للحماية من قبل ستراسبورغ. ثم لا يعثر لهم على أثر، ولكن بعد حين يكتشف أنهم هناك في سجون بلدان آسيا الوسطى، حكم عليهم بالسجن لمدد طويلة.

هل يعني هذا أن السلطات الروسية، تحدَّت علنا القوانين الدولية التي تمنع تسليم طالبي حق اللجوء لبلدانهم، وأدارت ظهرها لالتزاماتها بهذه القوانين!. أم إن القوات الخاصة في أوزبكستان هي ذكية جدا، وماكرة ومؤثرة، حيث تعمل في روسيا وبكل أريحية وهدوء فتختطف الأشخاص المطلوبين لها من قلب الأراضي الروسية، ثم تنقلهم بالتالي إلى أوزبكستان متجاوزة كل الحدود، رغم أنف أو بدون علم السلطات والمخابرات الروسية، وبالطبع يقول ريابينين هذا احتمال ضعيف جدا.

وعليه فإن الكاتب يرجع السبب في عمليات الاختطاف هذه إلى أنها من قبيل المقايضة بين السلطات الروسية والسلطات الأوزبيكية، حيث يقول أن نفوذ روسيا في منطقة آسيا الوسطى آخذ في التزايد من جديد بعد أن فقدته أو كادت على أثر دخول الولايات المتحدة الأميركية حلبة الصراع على بسط النفوذ في تلك المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الشيوعية وبالتالي انفراط عقد الجمهوريات السوفيتية واستقلاها عن روسيا، فوجدت جمهوريات آسيا الوسطى نفسها بين فكي كماشة فتارة هي تميل لروسيا وتميل لأميركا تارة أخرى. تبعا لنظرية العصا والجزرة التي تستخدمها كل من الدولتين الكبريين مع تلك الجهوريات.

لذا فإن إسلام كريموف وهو يرى بأم عينه كيف أن أميركا تقلب ظهر المجن لأتباعها وعملائها من حكام العرب في منطقة الشرق الأوسط فتتخلى عنهم وتنبذهم نبذ النواة، خشي على نفسه وخاف أن تتخلى عنه أميركا وتستبدل به غيره إن ثار الشعب الأوزبيكي في وجهه وهو المعرّض لذلك في أي لحظة نظرا لظلمه لشعبه وفساده، فعاد مرة أخرى يبتعد عن أميركا ويميل لروسيا متأملا في دعمها له فوافق على الانضمام إلى “الاتحاد الجمركي”، كرسالة حسن سير يوجهها للسلطات الروسية، إضافة لعقود أخرى وقعها وزير خارجية روسيا أثناء زيارته لأوزبكستان التي كانت بمثابة أمارة من كريموف على تقربه من روسيا من جديد.

ثم يخلص الكاتب إلى حقيقة المقايضة التي تمت بين روسيا وكريموف، حيث يبقى كريموف ضمن إطار التبعية لروسيا ومن أجل ذلك قامت روسيا بتوقيع الاتفاقات اللازمة مع أوزبكستان، مقابل أن يطلق فلاديمير بوتين يد الوحدات الخاصة الأوزبيكية لخطف أي شخص من روسيا بسهولة، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي يمر فيها العالم هذه الأيام.

ويختم الكاتب بيانه الصحفي بإشارة إلى رغبة روسيا في بسط سيطرتها ونفوذها على منطقة وسط آسيا؛ بنشره تصريح بوتين الذي يقول فيه : “منطقة آسيا والمحيط الهادئ تنمو بشكل ملاحظ مما يجعله سببا وجيها للاعتقاد بأن في السنوات الـ 10 المقبلة ستشهد تغييرات القيادة في الاقتصاد العالمي، كما أنه حتما سوف يؤدي، ذلك وببساطة إلى إعادة توزيع الأدوار في السياسة العالمية”.

وننوه هنا أن الدائرة في قابل الأيام ليست لأميركا وليست لروسيا ولا لغيرهما من بلاد الغرب وإنما هي للإسلام السياسي المتمثل قريبا بإذن الله في دولة الخلافة الإسلامية، وأن رهان كريموف وغيره من حكام المسلمين في آسيا الوسطى أو في العالم أجمع على أميركا أو روسيا أو أوروبا هو رهان خاسر، فإن ثورات الربيع العربي والتي أصبحت ربيعيا إسلاميا بثورة الشام المباركة ستزهر حتما إن شاء الله عن قيام الخلافة الإسلامية التي ستتبر ما علت أميركا وروسيا وأوروبا تتبيرا وتدحر نفوذهم من بلاد المسلمين دحرا، وتحاسب كريموف وأشياعه الخونة من حكام المسلمين عربا وعجما على كل جرائمهم التي ارتكبوها بحق الإسلام والمسلمين، وحينها ولات حين مناص.

 

((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ))

 

 

 

إلدر خزمين

عضو المكتب الإعلامي المركزي