بيان صحفي غزو مالي – حرب استعمارية أخرى في العالم الإسلامي! (مترجَم)
سمح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون باستعمال طائرات سي-17 لمساندة تدخل فرنسا العسكري في مالي.
تبريراً لهذا الهجوم العسكري، تدّعي فرنسا وبريطانيا ودول غربية – مرةً أخرى – بأنّ هذه حرب ضد ‘الإرهاب’ ولحماية الشعب المالي، ومن أجل كسب عطف الجمهور الغربي، تؤكد أجهزة الإعلام السمة ‘الإسلامية’ للمعارضة.
وتعليقاً على العمل العسكري، قال تاجي مصطفى، الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا: “يعتبر يورانيوم غرب أفريقيا بالنسبة لفرنسا مثل نفط الشرق الأوسط بالنسبة لكل الدول الأخرى، فثلثا كهرباء فرنسا تأتي من الطاقة النووية؛ مما يتطلّب استيراد اليورانيوم الهامّ من الدولة المجاورة، النيجر. كانت مستعمرات فرنسا السابقة في غرب أفريقيا حيوية لها للوصول إلى المواد الأولية (فمالي هي ثالث أكبر دولة منتجة للذهب في أفريقيا) وإلى الأسواق، لذلك كان وجودها العسكري الضخم في المنطقة”.
“لا ترسل الدول الاستعمارية مثل فرنسا وبريطانيا قوّاتها لشنّ حرب من أجل مساعدة المدنيين؛ فجيوشها ليست منظمات إنسانية، كما أنها لا تكترث بالعديد من سمات ضيق الأفق للمعارضة التي تصمها كـ’إسلامية’، ذلك لأن هذه الدول تتمتع بعلاقات حميمة بالعديد من الأنظمة ضيّقة الأفق، كما في السعودية والكويت والبحرين وغيرها”.
“علاوة على ذلك، فإن تدخلها في مالي (أَو ليبيا في 2011) يتناقض مع تقاعسها عن ذلك في جمهورية الكونغو الديموقراطية والبحرين، حيث شهدنا انتهاكات إنسانية من قبل تلك الأنظمة”.
“هذا مثالٌ جديد لتدخل عسكري في بلد إسلامي آخر من قِبل دولة استعمارية غربية، شبيه بالتدخّلات الدموية في أفغانستان والعراق التي راح ضحيتها العديد من الأرواح البريئة، كل ذلك محاولة منها للحفاظ على استعبادها السياسي والعسكري للشعوب بغرض استغلالها اقتصادياً، مستعملين الشعارات المبتذلة أمثال “الحرب ضد الإرهاب” و “الإسلامية” و “التطرّف” و “الإرهاب”.
“لا شكّ لدينا أن أمريكا وبريطانيا ستتابعان ما يجري عن قرب لتريا فيما إذا كان ممكنا حماية أو زيادة مصالحهما في المنطقة، مهما كانت الخسائر البشرية. لن نفاجأ بالفعل إذا شهدنا دولا أخرى تحاول استخدام دول مجاورة، مثل الجزائر، للعب دور مشابه لدور باكستان في الحرب في أفغانستان، على حساب تلك الدول المجاورة ذاتها”.
“إنّا نُعارض التدخل الخارجي من قبل الدول الرأسمالية التي تردد كلمات سحرية مثل “حقوق الإنسان” و “الحرب ضد الإرهاب”. لقد أطلقوا العنان للإرهاب على الناس في أفغانستان والعراق، ويضيفون الآن مالي إلى هذه القائمة”.
“كم هو بذيء في العالم اليوم، في غياب دولة الخلافة، أن يُنظَر إلى البلاد الإسلامية كمستودعات وقود للغرب الاستعماري، تقسّم وتوزع بين الدول المارقة التي تدعو نفسها “ديمقراطيات رأسمالية متحضّرة”.
“لا يزال غياب قيادة واحدة في العالم الاسلامي يحقق للغرب مواصلة مغامراته الاستعمارية في البلاد الإسلامية. يهيب حزب التحرير بالمسلمين جميعاً أن يواصلوا عملهم لإسقاط الحكّام العملاء في بلادنا الإسلامية وإعادة الخلافة الإسلامية التي ستضع حدّاً لهذه السياسات الاستعمارية المستمرة.”
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا