Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الحوار القادم في اليمن ستتحكم فيه القوى الدولية

 

أوردت صحيفة الأولى اليومية الصادرة في اليمن يوم الخميس 10 كانون الثاني/يناير الجاري في عددها 614 خبراً تحت عنوان “الإرياني: الحوار القادم سينعقد بضمانات مسبقة ولن تتحكم فيه القوى المتصارعة”، جاء فيه على لسان د. عبد الكريم الإرياني رئيس اللجنة الفنية للحوار “الحوار الوطني القادم يتميز عن أي حوارات سابقة بالإعداد المسبق، وبأنه سيدور بضمانات مسبقة ورعاية دولية وإقليمية” وأضاف الإرياني في محاضرة له نظمها برنامج دعم الحوار القادم في اليمن NDSP يوم الأربعاء 9 كانون الثاني/يناير الجاري “ان الحوار لن تتحكم فيه أي من القوى المتصارعة” و “إما نكون أو لا نكون، ومهما وجد المتحاورون من صعوبات وتعقيدات فلا بد من وصول قطار الحوار إلى محطة آمنة” و “ستكون هناك آلية واضحة وسكرتارية يمنية ودولية بحيث ينعقد مؤتمر الحوار القادم ثم يتوزع إلى لجان…”.

هذا اعتراف صريح من رئيس اللجنة الفنية للحوار القادم في اليمن بأن القوى المتصارعة المحلية ستكون في قبضة الدول الغربية المتصارعة على اليمن التي ستوجه القوى المحلية بحسب ما تراه يحقق مصالحها.

الإرياني الذي شارك في حوارات سابقة في اليمن في الأعوام 1993 – 1994م و 2006 – 2010م اعترف بفشل جميع الحوارات السابقة، لكنه اليوم يؤكد أن هذا الحوار يختلف عن سابقاته، بضرورة الوصول من خلاله إلى محطة آمنة!

لقد تزامن تصريح الإرياني هذا مع اجتماع السفير الفرنسي لدى اليمن برأس النظام عبد ربه منصور هادي لبحث الحوار القادم في اليمن الذي تشارك فيه فرنسا بطرح تعديلاتها على الدستور في اليمن. وحديث سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بوتينا موشايت في مقابلة مع صحيفة يمن فوكس الناطقة بالإنجليزية الصادرة يوم الخميس 10 كانون الثاني/يناير الجاري عمن سيشارك ومن لا يجب أن يشارك في الحوار القادم في اليمن.

بصراحة فإن دول الغرب الاستعمارية خائفة من التغيير الحقيقي في بلاد المسلمين الذي إن حدث فسوف ينهي سيطرتها السياسية على البلاد الإسلامية التي دارت فيها الثورات ومنها اليمن، فهرعت للحفاظ على النظام الحاكم فيه، وسعت لإجهاض الثورة فيه بحرفها عن مسار التغيير الحقيقي بمبادرة 30ـ 60 يوماً لإخراج صالح من الحكم التي ضمنتها الحوار القادم في اليمن. فهي اليوم تمد في عمر النظام الحاكم في اليمن وتزوده بمقومات البقاء والاستمرار بطرح بعضٍ من مشاكل الناس على طاولة الحوار وحلها على طريقة الفكر الرأسمالي إلى أجل مسمى.

إن دول الغرب تدرك مدى عدم قدرة الأنظمة الرأسمالية التي جلبتها عنوة إلى بلاد المسلمين مكان أنظمة الإسلام على حل مشاكلنا حلولاً نرضاها وتبعث فينا الطمأنينة والسكينة، وحتى لا يقودنا التفكير والبحث إلى أفكار وأنظمة الإسلام حرصت على إدخال تعديلات عليها تبقيها سيدةً علينا لفترة قادمة. ونجحت دول الغرب في إبقائنا في قبضتها علينا بإيهامنا بأن تغيير النظام سيقود إلى حرب أهلية.

كما أن من أهداف دول الغرب التي تسعى لتحقيقها برعايتها الحوار القادم في اليمن هو سلامة إمدادات النفط القادم إليها وخط تجارتها إلينا عبر مضيق باب المندب الذي تطل اليمن عليه، فقد جربت تلك الدول نفسها اللعب بالنار خلال صراعها المرير في السيطرة السياسية على الصومال الذي لم يتوقف عند حد معين وأدى إلى انهيار النظام الحاكم بالكامل.

لقد بلغت دول الغرب في اليمن مبلغاً عظيماً بأنها هي من طرح الحوار وجمع أطرافه إلى طاولة الحوار وهي من ستدير الحوار وتشرف عليه من خلال سكرتاريتها الحاضرة في الحوار.

إن المشكلة الحقيقية التي تعمل دول الغرب لصرف الأذهان عنها هي غياب الحكم بالإسلام، فهي يجب أن لا تطرح للحوار ولكن تطرح للنقاش في كيفية عودة الحكم بالإسلام لتطبيقها عملياً باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة وتنصيب خليفة يبايع على الحكم بالإسلام، وهذا ما تخشاه دول الغرب الاستعمارية مجتمعة، وتعمل على منع حدوثه. فهل علم أهل اليمن لماذا تصر الدول على حضور مؤتمر الحوار القادم في اليمن؟ وما هو العمل الواجب عليهم فعله؟

 

 

 

المهندس: شفيق خميس