Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب ذكر الصراط الثاني وهو القنطرة التي بين الجنة والنار

نحييكم أيها الأحبة في كل مكان، من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونكون وإياكم مع برنامجكم (مع الحديث الشريف).

روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخلص المؤمنون فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أُذِنَ لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة بمنزله كان في الدنيا”.

 

قال القرطبي في كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة: “اعلم رحمك الله أن في الآخرة صراطين، أحدهما:مَجاز لأهل المحشر كلهم ثقيلهم وخفيفهم إلا من دخل الجنة بغير حساب، أو يلتقطه عنق النار، فإذا خلص من خلص من هذا الصراط الأكبر الذي ذكرناه، ولا يخلص إلا المؤمنون الذين علم الله منهم أن القصاص لا يستنفد حسناتهم، حبسوا على صراط آخر خاص لهم ولا يرجع إلى النار من هؤلاء أحد إن شاء الله؛ لأنهم قد عبروا الصراط الأول المضروب على متن جهنم الذي يسقط فيها مَن أَوْبَقَهُ ذنبه وأربى على الحسنات بالقصاص جرمُه.

ومعنى يخلص المؤمنون من النار:أي يخلصون من الصراط المضروب على النار، وخلص: أي سلم ونجا.

قال مقاتل: إذا قطعوا جسر جهنم حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا وطيبوا قال لهم رضوان وأصحابه: سلام عليكم بمعنى التحية: “طبتم فادخلوها خالدين”.

وقد ذكر الدارقطني حديثا ذكر فيه أن الجنة بعد الصراط.

قال القرطبي: ولعله أراد بعد القنطرة بدليل حديث البخاري والله أعلم، أو يكون ذلك في حق من دخل النار وخرج بالشفاعة، فهؤلاء لا يحبسون بل إذا أخرجوا بثوا على أنهار الجنة.

 

وورد في معنى قوله أهدى بمنزله: أي أهدى إلى منزله؛ فالباء هنا بمعنى إلى، أي يكون الواحد فيهم أعرف بمنزله في الجنة من منزله في الدنيا، وهو معنى قوله تعالى: “ويدخلهم الجنة عرفها لهم”.

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

نسأل الله العلي العظيم أن يغفر لنا ولمن أسأنا له من المسلمين، وألا يقبضنا إليه إلا وقد وَفَّيْنا كل ذي حق حقه، وأن يكتبنا من عباده الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عتاب ولا عذاب، اللهم آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.