الجولة الإخبارية 19-1-2013
العناوين:
• حاكم الأردن يرى خطرا كبيرا آتياً من الثورات الإسلامية يتهدد سلطويته العلمانية
• فرنسا تريد أن تقاتل المسلمين في مالي بأموالهم في الخليج وتثبت كذبها في مواقفها
• أوباما يحذر من سياسة نتانياهو التي تدمر كيان يهود ويقول إن تهديد إيران له مؤقت ويمكن التعامل معه
• أهل الجزائر يعلنون غضبهم على النظام لسماحه لفرنسا باستخدام أجواء البلاد ضد المسلمين في مالي
التفاصيل:
نقلت ميدل إيست أونلاين في 13/1/2013 تصريحات لملك الأردن عبد الله الثاني أدلى بها لمجلة لونوفيل أوبزرفاتور الفرنسية قال فيها في جواب سؤال عن الثورات العربية: “عندما أنظر الآن إلى المنطقة عموما أرى خطرا كبيرا متمثلا في حلول السلطوية الدينية مكان السلطوية العلمانية، فعندما تتراجع حقوق النساء وتخشى الأقليات والمسيحيون وغيرهم على مستقبلهم وعندما تقوض التعددية فهذه ليست ديمقراطية”.
فهذا الملك يحارب الإسلام وهو يدّعي أنه من سلالة نبي الإسلام الذي أقام دولة إسلامية فما أن دامت أقل من عقدين من الزمان حتى أصبحت أعظم دولة في العالم ودامت على ذلك على مدى عشرة قرون وبقيت دولة كبرى إلى أن ثار جده الأول الحسين بن علي وأضرابه ضدها ليتعاونوا مع الإنجليز للعمل على إسقاطها، مع العلم أن الدولة الإسلامية أقامت العدل ونشرت الهدى في الأرض وكانت شمس الدنيا تنير العالم بالعلم والفكر وبالقيم الرفيعة العالية فأوجدت نهضة كبرى، وكانت ترعى كافة من يحمل تابعيتها وتنصفه وتعطيه حقوقه مهما كان دينه وعرقه وقومه وجنسه من دون تمييز، ولم تعتبرهم أقليات بل اعتبرتهم رعايا متساوين في الحقوق مع المسلمين، ورفعت من قيمة النساء بأن جعلت ما لهن مثل الذي عليهن فأعطتهن حقوقهن كاملة، فيأتي هذا الملك وهو حاكم دولة صغيرة وفقيرة ويتطاول على تلك الدولة العظيمة ويبدأ بالغمز بها ويعتبرها سلطوية دينية، ويعتبر أن هناك خطرا آتياً من الثورات مدركا لتوجهها الإسلامي.
مع العلم أنه لا يوجد في الإسلام مثل هذه السلطة التي كانت موجودة في أوروبا ومشكلة من رجال الدين النصارى وكنيستهم وكان الأوروبيون يعانون منها الأمرّيْن فثاروا عليها حتى أسقطوها، بينما كانت الدولة الإسلامية أعظم دولة تأخذ قوانينها من الدين الإسلامي وليس من رجال الدين، لأنه لا يوجد في الإسلام رجال دين يشرعون كما في النصرانية فاتخذوهم أربابا من دون الله، كما لا يوجد رجال علمانيون جعلوا أنفسهم أربابا من دون الله يشرعون كما في الديمقراطية التي يحرص عليها حاكم الأردن عبدالله الثاني. ويبدي حرصه على السلطة العلمانية ويحذر من الخطر الداهم عليها من الثورات العربية التي دفعتها الروح الإسلامية ضد العلمانية الجاهلية وقد انصبغت إحدى ثوراتها وهي الثورة السورية بالصبغة الإسلامية فيتخوف على نظامه العلماني من السقوط ويتخوف من اشتداد هذه الثورة في البلد الذي تسلط عليه هو ووالده وجده الهالكون.
والجدير بالذكر أن الناس في الغرب أدركوا مدى استبداد الدولة العلمانية وأنه يوازي استبداد الدول الدينية الثيوقراطية التي كانت مسيطرة في العصور الوسطى على أوروبا، وقد بدأت شعوب الغرب تتململ ضدها، وأما الشعوب الإسلامية فقد أدركت استبداد الدولة العلمانية الديمقراطية وبدأت بثورتها عليها. ومن جهة أخرى فإن الملك يطمئن نفسه بوجود فئات اتخذت طريق التنازل طريقا لها تحت ذريعة التدرج وتعتبر نفسها جبهة إسلامية، وقد أكد قادتها أكثر من مرة أنهم لا يريدون إسقاط النظام وإنما يريدون إصلاح النظام الملكي العلماني، وقد ذكر عبد الله الثاني في لقائه مع الصحيفة الفرنسية المذكورة أنه لا يتخوف من الإخوان المسلمين وحزب جبهتهم، ولكنه يتخوف من الثورات التي تطالب بالإسلام وعبر عنها تعبيرا منافيا للحقيقة عندما قال إنهم يطالبون بسلطوية دينية، ومنها ثورة أهل الأردن المسلمين التي بدأت جذوتها تشتعل، ويريدون إسقاط النظام الملكي العلماني الديمقراطي بعدما اصطلوا بنار ظلمه وفساده منذ عشرات السنين وقد أفقرهم وأشقاهم.
———–
قام الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في 15/1/013 بزيارة الإمارات العربية لكسب التأييد المالي واللوجستي من الإمارات، فنقلت جريدة الشرق الأوسط تصريح وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي قال فيه: “إن فرنسا تتوقع أن تقدم دول الخليج العربية المساعدة للحملة الأفريقية ضد المتمردين الإسلاميين في مالي سواء مساعدات عينية أو مالية”، ونقلت أيضا بأن “الإمارات أشادت بالدور الذي تقوم به باريس على الصعيدين الإقليمي والدولي للحد من الأزمات والنزاعات”.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من الرئيس الفرنسي أن جزءا من العسكريين الـ 700 الذين تنشرهم فرنسا في الإمارات وضعوا في حالة تأهب إضافة إلى 6 مقاتلات رافال للمشاركة في العملية العسكرية في مالي عند الحاجة، ونقلت تصريح أولاند الذي قال فيه: “إن الإمارات قد تقرر المشاركة فورا إما على المستوى اللوجستي أو المالي لدعم التدخل في مالي”. ففرنسا تعمل على قتال المسلمين في مالي بمشاركة مسلمين من دول الخليج وبأموال المسلمين التي تستأثر بها دول الخليج ولا تقدمها إلا للغربيين لدعم اقتصادهم أو لدعم اعتداءاتهم على المسلمين، فذكرت الصحيفة أن زيارة أولاند كان من المفترض أن تكون اقتصادية بامتياز فقد رافقه قادة أكبر الشركات الفرنسية مثل شركة الكهرباء الفرنسية وشركة مطارات باريس وشركة إير فرانس وشركة غاز دو فرانس سويز، وذلك لكسب الدعم المالي لاقتصاد فرنسا على حساب أموال المسلمين. ومن جهة ثانية فإنه من الملاحظ لدى كل مراقب أن فرنسا لا تقوم بأي عمل يحد من الأزمات والنزاعات إلا إذا كان ذلك لتحقيق مصالحها ولضرب الإسلام وهي تحاربه على أراضيها، بل دعمت كل دولة تحارب الإسلام واشتركت معها كما حصل في أفغانستان وفي الصومال ومن قبل في البوسنة وفي الجزائر.
وقد لفت نظر البعض تصريحات الفرنسيين سابقا بأن فرنسا لن تتدخل في مالي وفجأة قررت التدخل، مما يدل على أن فرنسا تتبع الكذب والخداع في سياستها، فبدأ البعض يتساءل عن سبب هذا الكذب والخداع، فهي دولة ليست محل ثقة لأنها مستعدة للكذب والخداع عندما تقتضي مصلحتها ذلك، وقد فعلت مثل ذلك كثيرا وفعلته مؤخرا حيث كانت تدعم المخلوع بن علي ضد الشعب في تونس ومن ثم بعدما سقط صارت تدعي أنها مع ثورة أهل تونس. وفعلت الشيء نفسه في ليبيا فكانت تدعم القذافي ونظامه وتحارب معه أعداءه الشعب الليبي وعندما قامت الثورة في ليبيا ادعت أنها مع الشعب الليبي وانقلبت على القذافي وذلك للحفاظ على مصالحها وعلى منع وصول الإسلام في ليبيا إلى الحكم فعملت على الكذب وخداع الشعب في ليبيا. وهذا حال كافة الدول الاستعمارية فمن يثق بها فإنه يكون قد راهن على مصيره وسيخسر في النهاية.
———–
في 15/1/2013 نشرت شبكة “بلوم بيرغ” من قبل الصحفي الأمريكي المقرب من الإدارة الأمريكية “غولد بيرغ” ما كان يدور في غرف مغلقة في البيت الأبيض من أقوال للرئيس أوباما تجاه رئيس وزراء كيان يهود فمما قاله: “إن السياسة التي يتبعها نتنياهو تدلل على عدم معرفته وإدراكه لمصالح إسرائيل الاستراتيجية، وأن هذه السياسة التي يتبعها تدخل في باب سياسات التدمير الذاتي التي سوف تساهم في عزلة إسرائيل دوليا. وأن استمرار سياسات نتانياهو سوف تفقد الأصدقاء بما فيهم الولايات المتحدة، وأن دولة إسرائيل الصغيرة ستصبح في مرحلة خطيرة من العزلة في الشرق الأوسط”، وقال أوباما: “صحيح أن الخطر الإيراني يتهدد دولة إسرائيل ووجودها ولكن هذا الخطر مؤقت ويمكن التعامل معه، ولكن الخطر الحقيقي والبعيد الذي يتهدد وجود إسرائيل يتمثل بسياسة التدمير الذاتي التي يتبعها نتانياهو”.
وما يلفت الانتباه هنا أن شبكة بلوم بيرغ صاحبها يهودي والصحفي غولد بيرغ وهو أيضا صحفي يهودي يقومان بنشر تصريحات أوباما وهما من المقربين له وللإدارة الأمريكية مما يدل على أن إدارة أوباما تعمدت نشر هذه التصريحات عن طريق يهود لتوجيه رسالة تحذير قوية إلى حكومة نتانياهو وإلى اليهود الذين يؤيدونه وينهجون نهجه حيث إنهم بتعندهم ومخالفتهم للسياسة الأمريكية سيؤدون إلى تدمير كيانهم بأنفسهم، فأوباما يوقظ اليهود الغاصبين حتى لا يدمروا بيوتهم بأيديهم. فإذا نزعت أمريكا دعمها لهم فإنهم لن يقووا على الحياة، خاصة وإن المنطقة الإسلامية في حالة ثورة نحو التغيير الجذري الذي سيقلب الموازين ويسقط الحكام الذين يحمون كيان يهود، مع العلم أن نتانياهو وغيره من قادة يهود أعلنوا مرارا تخوفهم من هذه الثورة وبدأوا ببناء جدار في الجولان خوفا من سقوط نظام بشار أسد الحامي لهم. وذكر أوباما أن خطر إيران مؤقت ويمكن التعامل معه، لأن إيران تسير في فلك أمريكا وتخدم سياستها في المنطقة الإسلامية كلها كما هو حاصل في العراق وأفغانستان والخليج وسوريا وغيرها. فيقول أوباما إنه بإمكان أمريكا أن تزيل تهديد إيران لكيان يهود، لأنه ليس حقيقيا بل هو دعائي، فقد تعرض لبنان عام 2006 وقبل ذلك منذ إعلان النظام الجمهوري في إيران لهجمات يهودية قوية، وكذلك تعرضت غزة عام 2009 وكذلك قبل شهرين في نهاية العام الماضي لهجمات يهودية ولم تتحرك إيران ضد كيان يهود، ولكنها تدعم بشار أسد ونظامه بكل أسباب القوة في محاربته لأهل سوريا المسلمين.
———-
نشرت شبكة الجزيرة في 16/1/2013 تقارير تتعلق بغضب أهل الجزائر المسلمين على النظام المستبد في بلادهم لسماحه لفرنسا باستخدام أجواء بلادهم ضد إخوانهم المسلمين في مالي، فذكرت هذه التقارير أن العديد من الفاعلين السياسيين والأكاديميين في الجزائر أظهروا غضبهم على النظام. وكان وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس قد أعلن قائلا: “إن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء دون شروط”، وهم ينتقدون النظام الجزائري الذي كان ضد التدخل في مالي وكان يفاوض الحركات الإسلامية التي بدأت تحكم مالي، واليوم يقوم النظام الجزائري بتقديم الدعم لفرنسا المستعمرة التي ارتكبت جرائم عظمى في الجزائر وقتلت منهم مليون ونصف ورفضت الاعتذار لهم عن جرائمها، فقال الصحفي الجزائري علي ذراع: “إن القضية لا تحتاج إلى تفكير عميق لأن النظام الحالي لا يستمد شرعيته من الشعب لأنه لو كان كذلك لثبت على مواقفه”. وأضاف: “النظام لا يولي اهتماما إلا للأنظمة الغربية التي نصبته، لأنه لا يعقل أن يسمح بضرب أشقاء لنا عرب ومسلمين، هم مضطهدون أصلا من الحكومة المالية الأفريقية النصرانية ومستعمرتهم السابقة فرنسا”.
وقال : “من سيدفع فاتورة هذه الحرب إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدفع بعشرات الآلاف من الجنود الجزائريين إلى الحدود لتأمينها بعد غلقها وكذا عشرات الآلاف من النازحين الماليين الهاربين من جحيم الحرب”؟ وقد انتقدت الحركات الإسلامية في الجزائر موقف النظام الجزائري الذي يخدم مصالح الغربيين ولا يخدم مصالح شعبه ولا مصالح المسلمين. وكان المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير قد أصدر بيانا في 13/1/2013 استنكر فيه الحملة الصليبة الغربية لاستعمار مالي التي تتزعمها فرنسا الحاقدة، واستنكر وقوف الأنظمة في المنطقة وقادة المجموعة الأفريقية إيكواس والاتحاد الأفريقي العميل للغرب بجانب هذا العدوان الفرنسي الاستعماري وتسهيلهم له كل السبل.