Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تدعم المجالس العسكرية في سوريا تجنبا لقيام دولة إسلامية

 

الخبر :

في تقرير إخباري باللغة الإنجليزية أعده ديفيد أغناتيوس لصحيفة واشنطن بوست نشرته بتاريخ ١٢/١/٢٠١٣ كان عنوانه: القلق من قيام دولة فاشلة في سوريا، ذكر فيه أن الفوضى المتزايدة في المناطق المحررة من شمال سوريا أدت لإقناع بعض أعضاء المعارضة السورية بأن البلاد سوف تصبح “دولة فاشلة” إذا لم يتم انتقال سياسي منظم بعد انتهاء حقبة الأسد.

ويستند هذا التحليل على تقرير استخباراتي قدمته بعض المصادر السورية التي تعمل مع الجيش السوري الحر لوزارة الخارجية الأمريكية قبل أسبوع بحسب المصدر.

وقد ذكر التقرير أن الولايات المتحدة قامت بمحاولات عدة للتعامل مع مشكلة الانتقال السياسي في سوريا، من خلال تشجيع “مجالس عسكرية” في حلب، إدلب وغيرها من المناطق.

وكانت الفكرة أن هذه المجالس من شأنها أن تعزز القيادة المنضبطة والسيطرة بين صفوف الثوار، ومساعدتهم على التغلب على الأسد وأيضا توفير هيكل لانتقال سياسي منظم للحكم في سوريا.

لكن مصادر سورية تقول أن المجالس العسكرية قد حلت إلى حد كبير ولأسباب مختلفة.


التعليق :

لا يختلف اثنان على أن المفهوم الأمريكي للدولة الفاشلة يتمحور حول مناهضة الدولة الموصوفة بالفشل للمصالح الأمريكية ورفض التبعية لها، وأن فشلها أو نجاحها بالمنظور الأمريكي ينطلق من مدى تجاوبها مع هذه المصالح، ومدى استعدادها للانضواء ضمن الإناء السياسي الأمريكي والغربي عامة. بالرغم من أن أمريكا في بعض الحالات النادرة تحتاج فيها لأن تطلق وصف الدولة الفاشلة على من يدعي مناهضة الاستعمار الغربي في العلن ويخدم مصالح أمريكا في السر كما هو حال إيران مثلا مما يخدم مصلحة أمريكا في إبقاء هذه الدولة ضمن الإطار المطلوب تسويقه دوليا، من أجل قطف ثمار ما يترتب على ذلك لاحقا.

وقد يستغرب البعض من أن أمريكا لم تصف النظام الأسدي بالدولة الفاشلة رغم الجرائم البشعة التي تمارسها العصابات الأسدية التي لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا، ومع هذا فهي بالنسبة لأمريكا دولة (ناجحة)، كيف لا وقد اعتبرها الأسد قلعة العلمانية الأخيرة في المنطقة.

إذن فوصف الدول بالفشل والنجاح بالمقياس الأمريكي في الأغلب الأعم يعتمد على المصالح وإمكانية تحقيقها بشكل علني ودون مواربة.

أما بالنسبة للنظام السياسي المستقبلي الذي تخشاه أمريكا في سوريا فلا يحتاج المرء لذكاء ليعرف أنه النظام الإسلامي، وأن الدولة الفاشلة التي تحذر منها أمريكا هي الدولة الإسلامية، التي ستقتلع نفوذ أمريكا والغرب، ليس من الشام فقط بل من كافة أرجاء العالم الإسلامي وتطردها إلى غير رجعة.

وفي هذا السياق يمكن فهم أسباب اقتناع بعض أطياف المعارضة السورية بضرورة العمل ضمن الإناء السياسي الأمريكي، وذلك خوفا من قيام دولة (فاشلة) بالمقياس الغربي الأمريكي، أي دولة لا يكون فيها للمعارضة الموبوءة مكان، بل يحاسبون فيها على خيانتهم لأمتهم وارتمائهم في أحضان الغرب كما هو حال الائتلاف السوري وهيئة التنسيق وغيرهم.

وقد ذكر التقرير أن أمريكا قامت بمحاولات مختلفة من أجل تهيئة الأجواء لانتقال سياسي ارتكزت فيها على أمرين، أولهما التوافق مع المعارضة السياسية المستحدثة برفض أسلمة الثورة خوفا من قيام دولة (فاشلة)، وثانيهما تشجيع قيام مجالس عسكرية، هدفها الأساس هو السيطرة على العمل العسكري والقتالي ضد النظام، من أجل ضمان انضواء الثوار تحت جناح الأطر العسكرية الموالية للمعارضة السورية الموبوءة، لتكون ذراعا لها في السيطرة على الأرض.

إلا أن الفشل كان وما زال حليفا للمجالس العسكرية والائتلاف السوري الممثل للمعارضة الموبوءة، ومن ورائهم لأمريكا المجرمة، ولعل في تصريحات معاذ الخطيب وفكتوريا نولاند والإبراهيمي حول رفضهم الحل العسكري وتشجيعهم للحل السياسي تعبيرا عن حالة الفشل التام في ضم الثوار للمجالس العسكرية وعقم المحاولة وكشفها على الأرض، حتى باتت المجالس العسكرية المرتبطة بالخارج ليس لها مكان سوى أمام شاشات التلفاز والاستعراضات الإعلامية ورفع التقارير للخارجية الأمريكية عما يجري كما ألمح بذلك التقرير المذكور، بينما على الأرض فإن القرار بيد الثوار والكتائب المجاهدة التي أعلنت هدفها في إسقاط النظام وإقامة دولة الإسلام في عقر دار الإسلام في الشام.

لقد أثبتت ثورة الشام للقاصي والداني أهمية الوعي السياسي على الأحداث والمؤامرات التي تحاك ضد أبناء الشام، والتي تتحطم فوق صخرة الثورة الربانية، فسلاح الوعي السياسي الكاشف لكل منزلق وكل مؤامرة كبيرة كانت أم صغيرة كان له الدور الأبرز في تحصين ثورة الشام من الأخطار المحدقة بها من كل حدب وصوب، فرعاية الله سبحانه وتعالى لهذه الثورة برزت في ميادين عدة سياسية وعسكرية، وكان للوعي السياسي النصيب الأكبر في الرعاية الربانية، كونه ينطلق من زاوية الإسلام العظيم، مترافقا مع حسن القيادة السياسية الحقيقية للثورة والثبات والإصرار والتضحية والجهاد في سبيل الله، وتلكم والله أسباب النصر.

لذلك فعلى المخلصين من الثوار المنضوين تحت أطر المجالس العسكرية المرتبطة بهيئة الأركان بالخارج أن يحذروا مما تسوقهم إليه أمريكا، وأن ينفضوا أيديهم عنها.

فثورة الشام تبحر نحو شاطئ الخلافة على منهاج النبوة بإذن الله.

((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))

 

 

أبو باسل