خبر وتعليق خطة بناء مباني السفارة الأمريكية
أعلنت السفارة الأمريكية بحسب موقعها الرسمي:
http://indonesian.jakarta.usembassy.gov/news/prid_06072012.html
عن خطة لبناء مبنى جديد للسفارة في الموقع نفسه الذي تشغله الآن في شارع التحرير الجنوبي وسط جاكرتا، وسوف يكلف المشروع 540 مليون دولار (أي 4,5 تريليون روبية تقريبا)، ويخطط له أن يكتمل خلال خمس سنوات وسوف يستوعب أكثر من 5000 عامل.
إن مبنى السفارة الأمريكية سيتألف من بنايات عدة على مساحة 36.000 م2 وسوف يستعمل من قبل السفارة والبعثة الأمريكية إلى آسيان. وبحسب المخطط فسوف يتألف المبنى الجديد من مبنى رئيسي مكون من عشرة طوابق، وأبنية مواقف السيارات وأبنية للخدمات وغرفة انتظار تابعة للقنصلية وثلاث بوابات.. وتجديد المباني التاريخية في هذه المنطقة، وبهذا ستصبح السفارة الأمريكية في جاكرتا ثالث أضخم سفارة أمريكية بعد السفارتين الأمريكيتين في العراق وباكستان.
وبالرغم من إبراز الطابع الإندونيسي في إعلان السفارة الأمريكية، والتكنولوجيا العالية ومناسباتها للبيئة، إلا أن كل ذلك لن يخفي الأخطار وراء هذه الخطة. إن بناء هذا المبنى يعتبر دليلا واضحا على مدى قوة نفوذ أمريكا في إندونيسيا بخاصة، ومناطق آسيان بعامة. وعليه، فلا بد من الحذر، إذ إن ازدياد مباني السفارة حجما، يدل على زيادة أعمالها ووظائفها في البلاد.
بالإضافة إلى أعمالها في خدمة مصالح أمريكا في إندونيسيا وخدمة الإندونيسيين الراغبين في السفر إلى “بلاد العم سام”، فإن السفارة الأمريكية تقوم بأعمال استخباراتية، مثل جمع المعلومات التي تهم أمريكا. فإن الرسائل الدبلوماسية، من السفارة والقنصليات الأمريكية في إندونيسيا، والتي تحتوي على معلومات عن الدولة المحلية (إندونيسيا)، والتي تم كشفها من قبل ويكيليكس لتؤكد على دور السفارة في هذه الأعمال. فالسفارات الأمريكية في أنحاء العالم هي في الحقيقة مراكز استخباراتية لأمريكا.
لقد نص عقد تصميم وبناء السفارة الأمريكية في جاكرتا – إندونيسيا بشكل واضح عند وصف المشروع على بناء مركز لقوات البحرية (المارينز).
إن بناء السفارة الأمريكية الجديدة بجاكرتا بهذا الحجم سيجعلها وسيلة لتعزيز الاستعمار الأمريكي الذي ما زال مستمرا، خاصة في مجالات السياسة والاقتصاد. علما بأن كل شكل من أشكال الاستعمار يضرّ بالشعب والبلد. حتى لو بدا أن بناء هذا المبنى سيفيد إندونيسيا من حيث تشغيله أعداداً من العمال والموردين الإندونيسيين، ولكن الخسائر التي ستحصل من جراء احتلال أمريكا في المستقبل ستكون أكبر من ذلك بكثير.
وعليه، فإنه ينبغي على الحكومة الإندونيسية أن ترفض ذلك إن كانت جادة فعلاً في الحفاظ على هذا البلد وأمنه، ومن الضروري أيضا أن يتحرك المسلمون في كل البلاد لرفض خطة بناء مباني السفارة الأمريكية وأن يقفوا ضد هذا المنكر العظيم، والدفاع عن سلطان بلاد المسلمين.
كتبه: محمد إسماعيل يوسنطا