خبر وتعليق أَمِنْ أجل حفنة من الدولارات يخون الرجل الله ورسوله ويرهن أمته
الخبر:
أوردت صحيفة اليوم السابع على صفحتها الإلكترونية بتاريخ 15\1\2013 خبرا مفاده أن د. هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، دعا عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السناتور جون ماكين، والإدارة الأمريكية، على الإسراع في تنفيذ المساعدات الاقتصادية الأمريكية، والتي تتضمن تحويل مليار دولار من الديون المستحقة على مصر إلى برامج التنمية، بالإضافة إلى تمويل قيمته (1.310) مليار دولار لدعم البنية التحتية والقطاع المصرفي والاستثمارات في مصر، كما دعاه لبذل مساعيه لضمان موافقة الكونجرس على برنامج المساعدات لدعم الموازنة المصرية بقيمة (450) مليون دولار.
وأكد رئيس الوزراء، خلال لقائه “ماكين” والسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، على أن مصر تعول على أصدقائها في الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر، وتشجيع السياحة الأمريكية على زيارة المقاصد السياحية المصرية.
التعليق:
إن الناظر إلى هذه التصريحات لرئيس حكومة مصر يشعر بالحسرة والألم لهذا التسوُّل ومد يد ذليلة من مسلم إلى أمريكا رأس الكفر، راعية الإرهاب وسيدة الإجرام الدموي في العالم، والتي لا تزال أياديها ملطخة بدماء المسلمين الذكية في أفغانستان والعراق. فكيف يجرؤ مؤمن ليصرح بمثل هذا؟ “يَبيعُ دينَهُ بِعَرَضٍ مِن الدنْيا” ويدعو إلى تعزيز العلاقات وفتح الباب أمام هذه القوى الاستعمارية الغاشمة.
فيا دكتور قنديل إن تصريحك هذا جعلنا نشتاق إلى ماضٍ كُتِبَ على جبين التاريخ بأحرف من نور، حينما أصاب القحط المدينة المنورة، أيام كانت للمسلمين خلافة عز وشرف، خلافة الفاروق عمر رضي الله عنه، فأرسل طالباً الغوث والمدد من واليه على مصر، فأرسل عمرو بن العاص رسالة عاجلة إلى عمر بن الخطاب (خليفة المسلمين) قائلاً له “سوف أرسل لك مدداً حين تصل أول قافلة عندك يكون آخرها قد خرج من مصر”، هكذا كانت مصر يا دكتور قنديل، أما اليوم نراك تعتب على أعدائنا وتطلب المساعدة، وكأن أمريكا مفتاح الرزق والخير.
إن مصر كنانة الله في أرضه، قد حباها الله خيراً كثيراً، فلا تَطرق باب الكفار والأعداء، فمصر لا تتسول يا دكتور قنديل، ولتطلب المساعدة والعون من رب العالمين، ولتعمل أنت ورئيسك دكتور محمد مرسي لوضع الإسلام موضع التطبيق، ولتنبذوا النظام الديمقراطي العفن، ولتنبذوا أيضا أمريكا حاملة لوائه في العالم، ولترفضوا التعامل مع صندوق النقد والبنك الدولي، وغيرهما من المؤسسات الاستعمارية الأمريكية.
إن الاستعانة بالكافر المستعمر لن تزيد بلادنا إلا وهْناً و مَعِيشَةً ضَنْكًا، وخزياً في الدنيا والآخرة، فلا مناص غير نظام رب العالمين “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى” [طه/123]، المتمثل في مشروع الخلافة العظيم، لتعود مصر إلى هويتها الصحيحة، إلى مكانها الطبيعي، حاضرة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة “لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ” [الصافات/61].
“وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ” [الأعراف/96].
أبوعابد – مصر