خبر وتعليق أمريكا تعطي الضوء الأخضر للأسد لإستخدام السلاح الكيماوي
الخبر :
كشفت مصادر إعلامية أميركية عن مضمون برقية دبلوماسية أميركية سرية تفيد أن “الجيش السوري استخدم على الأرجح أسلحة كيميائية ضد شعبه في هجوم” على حمص الشهر الماضي.
وأفاد موقع مجلة “فورين بوليسي” الأسبوعية بتاريخ ١٥/١/٢٠١٣ أن “دبلوماسيين أميركيين في تركيا أجروا تحقيقاً سرياً ومكثفاً” عن إمكان استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، وأن هؤلاء الدبلوماسيين توصلوا إلى “قضية خارقة” نقلوها في برقية سرية إلى واشنطن تفيد أن “قوات الأسد العسكرية استخدمت نوعاً قاتلاً من الغاز السام”.
وأطلع مسؤول في الخارجية الأمريكية مراسل “فورين بوليسي” جوش روغين على مضمون البرقية الموقعة من القنصل الأميركي العام في اسطنبول سكوت فريدريك كيلنر، الذي أرسلها إلى الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي.
وتعرض البرقية نتائج تحقيق في تقارير من داخل سوريا بأن “الأسلحة الكيماوية تم استخدامها في مدينة حمص في 23 كانون الأول الماضي”.
وأعد القنصل الأميركي تقريره بعد سلسلة مقابلات مع ناشطين من أطباء ومنشقين، ووصف المسؤول في الخارجية مضمون البرقية بأنه “الأشمل في جهود الحكومة الأميركية للتحقق من مزاعم مصادر داخل سوريا”.
واستند التحقيق إلى شهادات كثيرين واجتماع بين الفريق القنصلي الأميركي والجنرال المنشق مصطفى الشيخ الذي كان “المسؤول المحوري في برنامج سلاح الدمار الشامل السوري”.
وقال المسؤول في الخارجية لـ”فورين بوليسي” أنه “لا يمكن أن نقول مئة في المئة إنما السوريين الذين نحن على اتصال بهم قدموا قضية خارقة بأن الأداة 15 تم استخدامها في حمص في 23 كانون الأول الماضي”.
http://thecable.foreignpolicy.com/posts/2013/01
/15/secret_state_department_cable_chemical_weapons_used_in_syria
التعليق :
لا شك أن الخطوط الحمراء التي ترسمها أمريكا كذبا وتضليلا قد تحولت إلى خطوط خضراء فاقعة ألوانها، تعطي لعميلها بشار في دمشق الإشارات تلو الإشارات بقبولها ورضاها عما يمارسه من أعمال وحشية بربرية بحق أبناء الشعب السوري البطل.
وأن هذه المعلومات (المسربة) من داخل أروقة الخارجية الأمريكية كما ادعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تعتبر إشارة واضحة من الإدارة الأمريكية عن سكوتها عما يرتكبه النظام السوري من استخدام للسلاح الكيماوي، لا سيما وأن هذه (التسريبات) قد ترافقت مع تصريحات للجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي أدلى بها قبل عدة أيام قال فيها (إن منع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية، “سيظل دائماً إنجازاً لا يمكن تحقيقه.”).
إن هذه التصريحات وهذه التسريبات من الخارجية الأمريكية للإعلام، يمكن فهمها على أنها ضوء أخضر آخر لطاغية الشام باستخدام ما يحلو له من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في حربه المجرمة ضد أبناء الشام، وهي طمأنة له بأن ما أشيع مسبقا عن الخط الأحمر الأمريكي المتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية، لم يكن المقصود منه استخدام الأسد لهذه الأسلحة ضد الثوار بقدر تحريضه على الحفاظ على هذه الأسلحة ومنع وصولها إلى أيد غير أمينة (أمريكيا) كون بقائها مع النظام وحتى استخدامها من قبله، يبقى ضمن الإطار المقبول أمريكيا، وقد صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل في معرض رده على هذه التسريبات لمراسل مجلة فورين بوليسي (أن الولايات المتحدة تدرك أن الأسلحة الكيماوية ما زالت مؤمنة في أيدي الحكومة السورية) وهذا خير دليل على ارتياح أمريكا (للأيدي الأمينة) التي تمتلك الأسلحة الكيماوية، أضف إلى ذلك استغلال ذريعة السلاح الكيماوي في حال أن انقلبت الموازين بشكل مفاجئ ونجح الثوار باجتثاث الأسد على حين غرة دونما ترتيب للأمور على الطريقة الأمريكية، فيكون لها مبررا للتدخل العسكري إن كان لديها القدرة على الدخول بجنودها إلى مقبرتهم في الشام.
أيضا فقد كانت الهجمة الإعلامية الغربية المتعلقة بخطر الأسلحة الكيماوية تصب جميعها في تخويف الثوار من بطش الأسد وقدرته على استخدام الكيماوي ضدهم أملا في تطويعهم للقبول بالدخول في عملية سياسية خيانية بتنسيق تام مع الائتلاف الوطني السوري الذي يعد ربان التسوية السياسية مع النظام والذي يصدح ليل نهار بتأييده للحل السياسي ورفضه لأي حل آخر خارج الإرادة الدولية كما عبر عن ذلك معاذ الخطيب سابقا.
ومن اللافت للنظر في تقرير فورين بوليسي أيضا هو الاجتماعات المشبوهة بين العميد الركن مصطفى الشيخ -مؤسس المجلس العسكري السوري- وطاقم القنصلية الأمريكية في اسطنبول، وهو يؤكد ما ذكرته تقارير سابقة عن الدور الأمريكي في إنشاء المجالس العسكرية أملا في احتواء الكتائب المقاتلة على الأرض، مما يوضح الدور الأمريكي الخبيث في استقطاب بعض المنشقين من السياسيين والعسكريين بمساندة تركية بهدف احتوائهم ودعمهم ماليا وسياسيا ليكون الصوت (الوطني) في طرح المبادرات الخيانية وتمريرها شعبيا.
إن رسائل أمريكا للأسد المتعلقة بغض الطرف عن استخدامه للسلاح الكيماوي ينم عن فشلها الذريع إلى الآن في تطويع الثوار، وهي دلالة على تقهقر السياسة الأمريكية في الملف السوري وعجزها عن تطبيق حلولها الاستعمارية، فلم يبق لها سوى إعطاء الضوء الأخضر للمزيد من القتل والإرهاب الأسدي طمعا في إجهاض الثورة وتركيع الشعب السوري المجاهد، ولكن وبالمقابل فإن نجاح الثورة الإسلامية في الشام قد حقق إنجازات سياسية وعسكرية متصاعدة بشكل مستمر.
لقد أثبت ثوار الشام التفافهم حول شعارات ثورتهم وعلى رأسها لن نركع إلا لله.
فليخسأ طاغية الشام ولتخسأ أمريكا… فلن نركع إلا لله.
والله معنا ولن يترنا أعمالنا.
أبو باسل