Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق بدولة الإسلام فقط تنتشر العفة والحشمة

 

“وفقا لصحيفة “الشروق” الجزائرية، فقد أثار قيام جمعية محلية بولاية البليدة الجزائرية بتنظيم حملة لتحجيب الفتيات صغيرات السن أقل من 15 سنة للعام الخامس على التوالي جدلاً في الشارع الجزائري، بين من يرى أنه دعوة للحشمة ونشر للعفة وسط الفتيات وبين من يرى أنه “إرغام على سلوك ديني لا تفهمه الفتاة صغيرة السن”.

لا تزال محاولات تشويه الإسلام قائمة سواء بحسن نية أم بسوئها فالنتيجة واحدة. فالإسلام لا يفرض على الفتاة غير المكلفة ارتداء الحجاب وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء واضح حول هذه النقطة. وهم هنا لم يتناولوا أحكام اللباس الشرعي وسن التكليف به بما يظهر عدل الإسلام وتكريمه للمرأة وحرصه عليها، بل أظهروه دينا ظالما لا يراعي الإنسانية والطفولة في أحكامه، وبهذا يظهر على أنه لا يصلح كدستور ونظام حياة مما يخدم الخطط الخبيثة لعدم عودته كأساس للتشريع، فإن أية حملة صادقة يجب أن يكون أساسها الوحدانية وتحكيم شرع الله وإنهاء التبعية للطاغوت.

ونراهم هنا يجعلون الواقع أساسا لتفكيرهم وحلولهم، وبدل أن يعالجوا الجذور تراهم يركزون على الفروع، يقولون أن هذا لنشر العفة ولمنع الاعتداء على الفتيات، فهل بهذا ينشرون العفة ويمنعون الاعتداءات؟! فهل نخلق العفة بالاهتمام أو بتطبيق حكم واحد بعيدا عن الأحكام الأخرى؟ إن الإسلام هو نظام حياة لا يتجزأ ولا تُطبق أحكامه بالتدريج بل تطبق كاملة في إطار سياق عام يستند لكون الحاكمية لله وحده. وهذا لن يتحقق إلا بقيام دولة الإسلام التي تطبقه كاملا شاملا، فتسود القيم الإسلامية بالإسلام وسلطان الدولة.

وكذلك نرى هنا التناقض والمفارقات في التعامل مع كثير من القضايا طالما لم يكن شرع الله هو المحكَّم. فهم هنا حريصون على حجاب غير المكلفات بينما تدعم حكومة الجزائر الحملة الفرنسية الصليبية في مالي وغيرها والتي تُنتهك فيها أعراض النساء المسلمات، وأين هم من أخواتنا في سوريا اللواتي يُقتلن ويُعذّبن ويُعتدى عليهن؟! أوليس مثل هذه الحملات وردود الأفعال عليها هي إلهاء لبلد المليون شهيد حتى لا يفكروا بالقضية المصيرية والتخلص من مخلفات الاستعمار وعملائه وتحريرهم بالإسلام ودولة الإسلام؟

فالمشكلة إذاً لن تنتهي ولن يقضوا على أسباب الجريمة إلا بتغيير النظام الرأسمالي العلماني الفاسد الذي لا يطبق أحكام الله وحدوده والتي إن طبقت ستقف سدا منيعا أمام هذه الاعتداءات والانتهاكات.

 

أم صهيب الشامي