Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مساعدة أمريكا في خطتها الجديدة لأفغانستان خيانة جديدة

 

الخبر:

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 12 شباط/ فبراير 2013م، خلال خطابه عن حالة الاتحاد”أستطيع أن أعلن في هذه الليلة أنّه خلال العام المقبل، فإنّ 34,000 جندي من القوات الأمريكية سترجع من أفغانستان، وهذا التخفيض سيستمر، وبحلول نهاية العام المقبل، فإنّ حربنا في أفغانستان ستنتهي”، وقبل هذا الإعلان، بدأت باكستان بإطلاق سراح عناصر من طالبان الأفغانية التي أبدت استعدادها للسلام، وقبل هذا الإعلان كان المتحدث باسم حركة” تحريك طالبان باكستان” (TTP) إحسان أولاه إحسان، في 3 من شباط/ فبراير 2013م ومن خلال شريط فيديو قد قبل فجأة، عرض مفاوضات السلام مع حكومة باكستان التي تلقاها الخونة في القيادة السياسية والعسكرية بالترحيب، حيث نظموا مؤتمرا لجميع الأطراف ونشرت إعلانات عن دعم المفاوضات.


التعليق:

إنّ النفاق واضح في هذا، ففي السابق وعندما كان معظم الناس في باكستان يطالبون بإنهاء العمليات العسكرية في المنطقة القبلية، ونصحوا الحكومة بالبدء بالمفاوضات مع أهل منطقة القبائل، كان رد الخونة في كل من القيادة العسكرية والسياسية دعم العمليات العسكرية، وكانوا يعارضون بشدة أية مفاوضات، بل يزعمون أنّ هذه الحرب هي حربنا ويجب علينا كسبها بأي ثمن.

وفي الوقت نفسه حاول الحكام الخونة تأمين حضور علماء الدين البارزين في باكستان إلى مؤتمر العلماء الأفغانيين الذي سيعقد في الأسبوع الأول أو الثاني من شهر آذار مارس في كابول. وفي بداية احتلال أفغانستان، دعم الخونة في القيادة السياسية والعسكرية أمريكا سياسيا وعسكريا، وقدموا لها الدعم اللوجستي والاستخباراتي. وبالمثل فإنّ أمريكا الآن تحاول الحصول على دعم باكستان مرة أخرى من خلال الخونة في القيادة السياسية والعسكرية لإجبار حركة طالبان الأفغانية والمسلمين في أفغانستان على الاستسلام “للحل” الأمريكي لأفغانستان، وهو انسحاب القوات الأمريكية الجزئي والسيطرة الكاملة على البلاد من خلال حكومة عميلة، لهذا الغرض تحاول أمريكا إيجاد جو سياسي إيجابي وإيجاد رأي عام ايجابي من خلال إطلاق سراح عناصر من حركة طالبان الأفغانية من باكستان وتنظيم مؤتمر للعلماء في كابول.

إنّ هذا الوضع مؤسف للغاية لأنّه عندما أرادت أمريكا غزو واحتلال وتعزيز مكانتها في أفغانستان، دعم ذلك الجنرال مشرف في باكستان، والآن عندما أرادت أمريكا الخروج من المستنقع الأفغاني بماء الوجه، وجدت الدعم الكامل من الرجل الذي كان اليد اليمنى لمشرف سابقا، الجنرال كياني، وما كان لأمريكا أن تغزو وتحتل أفغانستان بدون مساعدة من باكستان، ولا يمكنها مغادرة أفغانستان” باحترام” من دون مساعدة من باكستان، وهذا يدلل على أنّ بيضة القبان في هذه المنطقة هي باكستان، وأنّ أمريكا لا تستطيع أن تفعل الكثير في هذه المنطقة من دون مساعدتها، ففي 14 شباط/ فبراير 2013م قال السفير الأمريكي السابق في باكستان كاميرون مونتر “الحقيقة أنّه ما كان لنا أن نقول آسف حتى تموز يوليو، فقد تكلفت بلادنا مليارات الدولارات”، وهو هنا يتحدث عن الكلفة العالية التي تكلفتها أمريكا لإرسال الإمدادات لأفغانستان عبر آسيا الوسطى بدلا من إرسالها عبر باكستان، فهذا التصريح هو بمثابة اعتراف بقوة باكستان وقدرتها.

إنّ انخراط باكستان في هذه الحرب الأمريكية لم تحقق باكستان منه شيئا سوى الخسائر، فعلى عكس وعود مشرف، فإنّه لم يتم حل النزاع في كشمير، ولا تحسن الوضع الاقتصادي في باكستان، ولم تتحسن مكانتها الدولية، ولم يتم حماية أمن مشروعها النووي، وبدلا من ذلك فقد تم دفن قضية كشمير، وتكبدت باكستان خسائر أكثر من سبعة بلايين من الدولارات، وخسرت أربعين ألفا من أرواح العسكريين والمدنيين، وبدت باكستان دوليا وكأنها حمار أمريكا، الذي تضربه باستمرار وتطلب منه المزيد، كما أنّ تعزيز الوجود الأمريكي في باكستان لا يخدم أمن الأسلحة النووية الباكستانية. فإن لم يكن كل هذا كافيا، فإنّ أمريكا تعزز من وجودها بشكل دائم على أعتاب بلدنا تحت ستار “الانسحاب”.

يجب على المسلمين التحرك لوضع حد حاسم لهذا الغدر المكشوف، ففي البداية، قام مشرف ورفاقه بالخيانة على أساس أنّه إن ساعدنا أمريكا في مسعاها في أفغانستان، فإنّ أمريكا ستساعد باكستان لتسوية النزاع على كشمير وتعزز من اقتصادنا، والآن الخونة في القيادة العسكرية والسياسية، برئاسة الجنرال كياني وزرداري، يرتكبون الخيانة نفسها مرة أخرى عن طريق إعادة توجيه هذه الحجة، بأنّه ينبغي علينا أن نساعد أمريكا في انسحابها حتى نتمكن من إخراج أنفسنا من هذه الحرب. ولكن الستة والستين عاما من تاريخ باكستان أثبتت أنّه طالما ظل الخونة في القيادة السياسية والعسكرية فإنهم على استعداد للتضحية بباكستان وبشعبها ومواردها لتحقيق الأهداف الأمريكية.

إنّ إقامة الخلافة هي الحاجة الملحة في الوقت الراهن لإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة وللتخلص من الخونة في القيادة السياسية والعسكرية، فدولة الخلافة القوية من شأنها أن توحد باكستان وأفغانستان وبنغلادش وبلدان وسط آسيا، وبالتالي حماية هذه المنطقة من الدول المعادية، الأمريكية والبريطانية والروسية، فليس هناك حل آخر غير إقامة دولة الخلافة، فهي فرض ربنا وهي الدرس المستفاد من التاريخ.

 

 

شاهزاد شيخ

نائب الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في ولاية باكستان