Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق عار على من وصل المريخ وبلغ علوما رفيعة أن يظل محتقرا لعقله ولنفسه

 

الخبر:

ذكرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية في عددها اليوم السبت 24/2/2013 أنّ تقريرا صحفيا عزا استقالة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر من منصبه راعياً للكنيسة الكاثوليكية إلى الكشف عن شبكة من الأساقفة الشاذين جنسياً داخل الفاتيكان، بعضهم تعرض للابتزاز من أشخاص في الخارج. وامتنع الناطق الرسمي باسمه عن تأكيد أو نفي التقرير الذي أوردته صحيفة “لا ربوبليكا” اليومية الإيطالية. وقالت الصحيفة الإيطالية إنّ بنديكت اتخذ قرار استقالته في 17 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي تلقى فيه ملفاً جمع بياناته ثلاثة من الكرادلة، أُنيطت بهم مهمة النظر في قضية تسريب وثائق سرية من الفاتيكان فيما عُرف بفضيحة “فاتيليكس”. وكان باولو غابرييلي -كبير خدم بابا الفاتيكان- قد اعتُقل في مايو/أيار الماضي بتهمة سرقة وتسريب مراسلات بابوية صورت الفاتيكان على أنّه بؤرة تمور بالدسائس والصراعات الداخلية. ونقلت عن مصدر وصفته بأنّه وثيق الصلة بمن أعد التقرير من الكرادلة، القول “إنّ كل شيء يدور حول عدم التقيد بما جاء في الوصيتين السادسة والسابعة من الوصايا العشر التي أنزلها الله تعالى على نبيه موسى، وهاتان الوصيتان تحرمان الزنا والسرقة على التوالي.

التعليق:

1- ما أن تكتب على محرك أي بحث على الإنترنت كلمتي “فضائح الفاتيكان” حتى ينهال عليك مجموعة لا حصر لها من المقالات التي تسرد سلسلة من الفضائح على مر التاريخ وخصوصا التاريخ الحديث حيث الإعلام والتواصل البشري سهل ويصعب فيه إخفاء أية فضيحة، وهذه الفضائح من مختلف الكبائر والجرائم، من فساد مالي إلى أخلاقي إلى سياسي، ولا يتسع المقام لسردها فهي أكثر من أن تُحصى.

2- المُلاحظ في هذه الفضائح أنها لم تستثن درجة في الكنيسة الكاثوليكية، فهي جرائم اقترفها صغار القساوسة إلى كبارهم، واستقالة البابا بنديكت سببها على الأرجح تورطه هو نفسه في مثل هذه الجرائم، ولولا تورطه لما حُرم من إلقاء كلمة الوداع التي تعد حدثا تاريخيا وشرفا له، مما يدلل على أنّه أجبر على الاستقالة ولم تكن بمحض إرادته، ولكن لتحفظ الإعلام والقائمين على الكنيسة على أخطاء سلم الهرم الكنسي، لأنّ ذلك من الخطوط الحمر التي يجمعون عليها، لأنّهم إن فعلوا فإنّ ذلك مدعاة لانهيار الكنيسة برمتها وانفضاض النصارى عنها، لذلك يتواطؤون جميعا على عدم إثارة الشكوك حول السبب الحقيقي وراء استقالة البابا نفسه أو تورطه مع باقي القساوسة الذين تحدث عنهم التقرير.

3- إنّ إقدام القساوسة ومنهم البابا على مخالفة تعاليم الدين المزعوم الذي كتبوه بأيديهم من مثل مخالفة أحد أهم الوصايا العشرة التي يقدسها النصارى لهو دليل واضح على علمهم بأنّ هذا الدين لم يأت من عند الله سبحانه وتعالى، فتفشي الفساد في الكنيسة دليل على عدم إيمان أصحابها بهذا الدين الذي يتكسبون منه ويستخدمونه مطية باسم الرب لتمرير السياسات الشريرة التي تخدم مصالح المتنفذين عبر العصور، من ملوك قدماء في العصور الوسطى وما بعدها وللرأسماليين الحاليين الذين أشعلوا الحروب العالمية لنهب وسلب ثروات البشر واستعبادهم، ولا يخفى على أحد دور الكنيسة في تبرير تلك الأعمال الشريرة، ودورها في حشد الشعوب النصرانية في تغليف تلك الحروب بغلاف الدفاع عن العفة والنزاهة وهي منها براء.

4- لقد آن الأوان للعالم النصراني أن ينفض عن هذه الكنيسة بعد أن انكشف زيف معتقداتها وعوار تعاليمها، وأن يتبعوا الدين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فعار على من وصل المريخ وبلغ علوما رفيعة أن يظل محتقرا لعقله ولنفسه باتباعه الكذب والضلال وهو يعلم.

 

((فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)).

 

 

أبو عمرو