Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق من يدافع عن الإسلام

يشعر الجميع الآن في ماليزيا بحرارة الانتخابات العامة الثالثة عشرة. فيمكن رؤية أعلام حزب التحالف باريسان ناسيونال تتناثر في كل مكان جنباً بجنب مع أعلام حزب المعارضة باكاتان راكيات. يستعد الشعب للانتخابات العامة المقبلة، والتي ستعقد على الأغلب في الأسابيع المقبلة في موعد لن يتجاوز 27 حزيران 2013. ووصف رئيس الوزراء نجيب رزاق الانتخابات على أنها “أم الانتخابات”، ربما بسبب المشهد السياسي المتغير في البلاد. فلقد حُكمت ماليزيا تقليديا منذ استقلالها عن بريطانيا من قبل تحالف الباريسان راكيات (خلفاً للبريكاتان). لكن المشهد السياسي بدأ بالتغير منذ خمس سنوات بعد أن استطاع تحالف الباكاتان راكيات والذي كان جديد العهد أن ينتزع جزءاً كبيراً من المقاعد في البرلمان من الحزب الحاكم. وفي الانتخابات العامة الثانية عشرة، اكتسب حزب المعارضة السيطرة على خمسة مجالس ولايات وحقق مكاسب كبيرة على مستوى الاتحاد، مما جعلهم يمنعون عن الحزب الحاكم ثلثي الأغلبية في البرلمان الاتحادي.

تسيطر ثلاثة أحزاب طائفية كبرى على تحالف الباراسان ناسيونال، وهم منظمة الملايو الوطنية المتحدة، والجمعية الماليزية الصينية، والكونغرس الماليزي الهندي. هذه الأحزاب كلها مبنية على العنصرية والطائفية والعلمانية مع أنهم يدعون دعم فكرة “الانسجام العرقي” في تحالفهم. بينما يشكل حزب المعارضة أغلبية من تحالف غريب بين حزب العدالة الشعبية وحزب العمل الديمقراطي والحزب الإسلامي الماليزي العام. إن حزب العدالة الشعبية والذي أسسه أنور إبراهيم هو في الأساس حزب علماني. وحزب العمل الديمقراطي هو حزب ذو أغلبية صينية ويدعي أنه في طبيعته متعدد الثقافات والأعراق، لكنه أعرب في مواقف عديدة موقفه المعادي للإسلام. أما عن الحزب الإسلامي الماليزي، فإنه حزب إسلامي في الأساس وهدفه المكتوب هو أن يرى تطبيق الإسلام في ماليزيا.

وتُظهر الانتخابات العامة المقبلة أن جميع الأحزاب الرئيسية يشاركون في حملات سياسية متعددة، مليئة بالخداع والشتيمة والإهانة. وفي ظل هذا الكم الهائل من الحملات المليئة بالذم، يجب علينا كمسلمين أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال: من الذي يمثل الإسلام؟ هل يمكننا أن نتوقع أن أيّاً من هذه الأحزاب سوف يدافع عن الإسلام؟ من الواضح أننا لا يمكننا أن نتوقع من الأحزاب غير الإسلامية أو الأحزاب التي تتكون عضويتها من غالبية غير مسلمة أن تدعم الإسلام أو تدافع عنه. فبلا شك، إن الجمعية الماليزية الصينية والكونغرس الماليزي الهندي وحزب العمل الديمقراطي هم خارج هذه المسألة. أما عن حزب العدالة الشعبية، فقد أعلنوا بوضوح أن المبادئ العقائدية الرئيسية للحزب مبنية على العدالة الاجتماعية والتقدمية والديمقراطية الليبرالية. ولم يكن الإسلام على الإطلاق بشكل واضح في أجندتها. وإن منظمة الملايو الوطنية المتحدة هو حزب أساس أعضائه من المسلمين. إنه أكبر حزب في تحالف الباريسال ناسيونال وحافظ دائما على أن الإسلام هو من ضمن أجنداته. فقد نجح في استدراج العديد من العلماء ليصبحوا أعضاء في الحزب، بما في ذلك العلماء الشباب.

 

ويُنظر إلى العلماء الشباب لمنظمة الملايو الوطنية المتحدة (ILMU)، الذين يقومون بالعديد من الأنشطة التي تشمل تبرير والدفاع عن الآراء والتصريحات من القادة في المنظمة، بما في ذلك الآراء والتصريحات التي هي من الواضح لا تمت للإسلام بصلة، يُنظر إليهم على أنهم “الجناح الآخر للمنظمة” – “الجناح الإسلامي” للمنظمة. وقد يكون هناك أعضاء مخلصون في منظمة العلماء لكن على المرء أن يعلم أن الانضمام إلى حزب ذي أجندة علمانية محددة لن ينصف الإسلام. وسيؤدي الحال إلى أن يدمر الأعضاء المخلصين الإسلام، لا أن يدافعوا عنه!

وبالنسبة للكثيرين، يبدو أن الجهة الوحيدة التي ستدافع عن الإسلام هو الحزب الإسلامي الماليزي. ففي مرحلة معينة في كفاحه، كان الحزب واضحا نسبيا في تحديد هدفه. وكان يهدف لإنشاء دولة إسلامية. فلقد نشر الحزب في عام 2003، “وثيقة الدولة الإسلامية” فصّلوا فيها ولو بطريقة مبسطة وخاطئة نموذجهم للدولة. كانت هذه أجندتهم. ومع ذلك، تغيرت هذه الأجندة بشكل كبير. وبالتبرير بأن التحالف هو أكثر أهمية، قرر الحزب الإسلامي الماليزي بوقف أي ذكر لدولة إسلامية وبدأ بالحديث عن “دولة الرعاية والفرص”. وعلى الرغم من زعم الحزب بأن أساس كفاحه لم يتغير، فإن أفعالهم وقراراتهم حول مختلف القضايا المتعلقة بالإسلام كانت في أحسن الأحوال غامضة نوعا ما. فعلى سبيل المثال، قاموا مؤخرا باقتحام الساحة السياسية الماليزية احتجاجا على مسألة استخدام كلمة “الله” من قبل غير المسلمين.

 

إن الفتوى الرسمية التي قدمها الحزب الإسلامي الماليزي تختلف تماما عن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحزب حول الموضوع نفسه. وعلاوة على ذلك، لطالما حافظ الحزب على التزامه بالديمقراطية وكان دائم الثبات على ذلك. حتى إنه ليس واضحا ما إذا كان الحزب يرى الديمقراطية وسيلة لتحقيق غاية أو غاية في حد ذاتها. ما هو واضح هو أن الحزب وكحزب إسلامي هو في حد ذاته غير واضح بشأن الديمقراطية وانعكاسها على كفاحه الإسلامي. وكما ظهر سابقاً، فإنه على الرغم من ادعاءات أعضاء الحزب الإسلامي الماليزي بأنه لا يزال ثابتاً في طريقه، فمن الواضح تماما أنه رضخ تحت ضغوط التحالف والديمقراطية. فمع التزامه بالديمقراطية، لن يقف الحزب الإسلامي الماليزي أبداً للإسلام.

فمن إذن سوف يقف للإسلام ويدافع عنه؟ يجب أن يكون حزب سياسي مبدؤه الإسلام، الذي يتبع بكفاحه نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم تماماً، والذي يقف ثابتاً على مبادئه في وجه الظلم والقهر، والذي تكون أفكاره نقية وطاهرة بأن الإسلام هو الحل لمشاكل الحياة وبأن هيمنة السياسة السامة واضحة وضوح الشمس. نسأل الله تعالى بأن يعيننا على تحقيق النصر للإسلام عن طريق إقامة دولة الخلافة قريباً بإذن الله!

 

 

 

د. محمد – ماليزيا