بيان صحفي اليوم العالمي للمرأة تذكير سنوي لفشل النظام الرأسمالي في حل مشاكل المرأة
يوافق الثامن من آذار/مارس 2013م الذكرى الـ 102 ليوم المرأة العالمي (IWD) – اليوم الذي تحتفل فيه الكثير من الناشِطات في حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم بالتقدم الذي أحرزته النساء في نضالهن لنيل حقوقهن وكرامتهن، والتطلع إلى مواصلة النضال في هذا المجال.
في هذا العام ستكون الفكرة الأساسية من قبل الأمم المتحدة لهذا اليوم هي منع العنف ضد المرأة تحت شعار: “الوعد هو الوعد: حان الوقت لوضع حد للعنف ضد المرأة”، فكرة تم تبني التركيز عليها من قبل الأمم المتحدة في كثير من السنوات السابقة. في وقت سابق من هذا الأسبوع، عقدت الدورة السابعة والخمسون للجنة المعنية بمكانة المرأة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك مع إيلاء اهتمام بهذا الموضوع أيضا.
بدل أن يكون هذا اليوم يوم احتفال، وجب أن يكون الـ ( IWD اليوم العالمي للمرأة ) يوم مواساة وتفكير وتأمل في جبل من الوعود المنكوثة التي قُدمت للمرأة من النظام الرأسمالي الذي هيمن على العالم خلال القرن الماضي لكنه فشل في تأمين الحقوق الأساسية والأمن والاحترام والتقدير للمرأة في أنحاء العالم.
بعد أكثر من 100 عام على اليوم العالمي للمرأة والنضال من أجل المساواة بين الجنسين، وتأسيس منظمات حقوق المرأة التي لا تعد ولا تحصى، ومبادرات الأمم المتحدة التي لا حصر لها والهادفة لتمكين المرأة في العالم، فإن العنف، والفقر المدقع، والقمع السياسي، والاستغلال والأمية، والعادات التقليدية الظالمة وصعوبة الحصول على نوعية جيدة من التعليم والعناية الصحية كل هذه الأشياء لا تزال موجودة في حياة مئات الملايين من النساء اللاتي يعشن في ظل الأنظمة الرأسمالية أو الأنظمة التي من وضع البشر في الشرق والغرب.
لذلك فإن اليوم العالمي للمرأة هو تذكير سنوي صارخ لمشاكل المرأة المدمرة تلك والتي بقيت دون حلول في ظل هذا النظام الذي فصل الدين عن الدولة وترك تنظيم شؤون الإنسانية لعقول الرجال والنساء المحدودة والعاجزة والناقصة.
فضلا عن التعبير بخطابات عن العنف واللامساواة، فقد أثبتت الحكومات الرأسمالية العلمانية ومؤسساتها من مثل الأمم المتحدة واتفاقياتها كاتفاقية سيداو جهلها في توفير استراتيجية واضحة لتحسين مكانة ووضع المرأة، وتأمين حقوقها، وحمايتها من الاستغلال. إن هذا ليس بمستغربٍ في النظام الرأسمالي الذي تسبب بفقر البلاد ودعم الديكتاتوريات من أجل منافع ومكاسب مادية. وإنها الحريات والمُثل الليبرالية العليا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والتي يحتفلون بها هي ذاتها التي خلقت مجتمعات منحلة، وأسرا مفككة أدت إلى التخلي عن الوصاية والرعاية للمرأة وكذا إباحة الاستغلال الجنسي للمرأة والتقليل من قيمتها فاقم من استغلالها وسوء معاملتها. لذلك كان على اليوم العالمي للمرأة توجيه أنظار العالم لافتقارالنظام الديمقراطي الرأسمالي للمصداقية في رعايته لاحتياجات المرأة وتقديم حلول سليمة لمشاكلها.
آذار هذا يصادف ذكرى أخرى أيضا – عام مر على المؤتمر العالمي التاريخي في تونس والذي نظمته نساء حزب التحرير.
هذا المؤتمر والذي كان بعنوان (الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي) جمع مئات من النساء من مختلف أنحاء العالم لتقديم رؤية دولة الخلافة المبنية على مبادئ وأحكام إسلامية محضة.
على النقيض من النظام الرأسمالي الديمقراطي الخاطئ، الخلافة تجسد استراتيجية واضحة فريدة من نوعها تؤمن وتضمن كرامة وحقوق المرأة والتي عُرضت بالتفصيل وعلى إطار واسع في منهج حزب التحرير ومشروع دستوره للدولة.
إنها الدولة التي يقوم نظامها السياسي على رعاية حاجات الأمة لا النخبة القليلة منها، والتي يقوم نظامها الاقتصادي على التوزيع العادل للثروة ومحاربة الفقر كأولوية، والتي تعم قوانينها ومبادؤها كل طبقات المجتمع والتي من ضمنها حماية المرأة من الاستغلال الجنسي والعادات التقليدية الظالمة، وبفرضها عقوبات صارمة على كل فعل يؤذي المرأة ضمنت رفعة المرأة وتوفير حياة كريمة لها في جميع الأوقات.
لهذا فإننا ندعو النساء المسلمات للعمل لإقامة الخلافة الإسلامية والتي ستجلب التحسن الحقيقي لحياتهن والتي ستكون سببا حقيقيا صحيحا للاحتفال بدلا من الاستمرار في وضع علامات تذكير سنوية للفشل في حل مشاكل المرأة.
(أَلَا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلخَبِيرُ)) [الملك: 14]
د. نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير