Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق رباه من يعيد لدمائنا حُرمتها بعد أن ضيَّعها حكامنا


الخبر:

نشر موقع هسبريس بتاريخ 11/3/2013 خبراً عن شريط فيديو بثته محطة كادينا سير الإسبانية كشف عن حقائق جديدة في فاجعة غرق 25 مهاجراً سرياً مغربياً منحدرين من مدينة سيدي إفني بسواحل لانزاروتي بجزر الكناري الإسبانية قبل أشهر. وكذب الشريط الرواية الرسمية لخفر السواحل الإسباني الذي جنبها أي مسؤولية عن حادث الاصطدام الذي حدث بتاريخ 13/12/2012 وحمّل المسؤولية كاملة حينذاك لسائق القارب الذي كان يقل المهاجرين السريين المغاربة بدعوى رفضه الامتثال لمناشدات فريق التدخل بالتوقف الفوري.

وأظهر الفيديو أن فريق خفر السواحل الذي قام بعملية اعتراض القارب قد خالف القوانين وقام بتدخل غير قانوني بعد صدمه للقارب رغم محاصرته لأن بروتكول خفر السواحل ينص عادة على استعمال زوارق سريعة توجد على متن بارجة “الكوارديا سيفيل” وهو ما لم يقدم عليه فريق التدخل في هذه العملية، ما يؤكد رواية عائلات الضحايا والتي تتهم خفر السواحل الإسباني بدهسهم عمداً. وخلف الحادث الشهير فقدان سبعة مهاجرين سريين، عادت جثة واحدة فقط منهم إلى مدينة سيدي إفني وهي جثة “علي بوليد”، فيما اختفت بقية الجثث في البحر، بينما تم إنقاذ الباقين وترحيل 3 قاصرين ممن نجوا من الحادث إلى مدينة سيدي إفني التي خرج سكانها في عدة احتجاجات في الأسابيع الماضية تنديداً بصمت الدولة المغربية وعدم مطالبتها نظيرتها الإسبانية بكشف الحقيقة.

 

التعليق:

مرة أخرى يظهر مدى التخاذل الذي يبديه حكامنا أمام أسيادهم ومدى استهتارهم بأرواح شعوبهم فضلاً عن مشاعرهم، فما أظهرته الصور يوضح بشكل جلي أن الحادث بكل بساطة هو جريمة قتل ارتكبت عن قصدٍ وبدم باردٍ، فبدل أن توقف بارجة خفر السواحل الزورق المكدَّس بالبشر، رغم أنهم لم يُظهروا أي نوع من المقاومة أو محاولة الهرب، بدل ذلك، قامت بدهسه بكل سرعة ثم عادت بكل وقاحة لتتفقد القتلى والمصابين وتطمئن عليهم!

ورغم كل هذا الوضوح في ملابسات الجريمة، وكون الشاهد إسبانياً، أي من أهل الجناة، وأنه شاهد كل شيء ووثَّقه بما لا يدع أي مجال للبس والتأويلات، رغم كل هذا، إلا أن حكامنا لم ينبسوا ببنت شفه، ولم يبدوا ولو مجرد امتعاض، فالأمر لا يعنيهم، لأن إستراتيجية العلاقة مع إسبانيا، محتلة بلادنا وناهبة خيراتنا ومستعمِرتنا السابقة، أهم من أن يُكدِّر صفوها مقتل بضع عشرات من أبنائنا، حتى لو قتلوا في جريمة شنعاء مرتكبها معروف، فحكومتنا “إسلامية” تؤمن بقضاء الله وقدره، وتؤمن أنه من جاء أجله فإنه لا يستطيع دفع الموت ولا تأخيره، فلم إذاً تعكير صفو علاقاتنا بأحبابنا؟ وماذا نستفيد من محاسبة القاتل إن كنا لا نملك أن نعيد المقتول إلى الحياة؟

عن عَبْد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا». فهل يعقل حكامنا هذا، وهل يدركون أن حرمة المسلم أعظم عند الله من كل المصالح الإستراتيجية، هذا إن فرضنا وجودها أصلاً.

اللهم إليك نشكو تكالب أعدائنا علينا وتخاذل حكامنا عن نصرتنا، وإياك نسأل أن تكرمنا بحاكم يحبنا ونحبه، يدفع عنا كيد أعدائنا ونتقي به من سطوتهم.

 

 

 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في المغرب