حكومة غسان هيتو الانتقالية: حلقة من حلقات تآمر أمريكا على الثورة في سوريا لإبقاء الحكم بيدها، ومشروع فتنة لضرب الثوار الإسلاميين في الداخل، وسفينة إنقاذ للسفاح بشار
وسط خلافات بين أعضاء “الائتلاف الوطني” أدت إلى انسحاب بعضهم من الجلسة قبل التصويت احتجاجاً على ما قالوا إنه مسعى متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو، اجتمعت الهيئة العامة لهذا الائتلاف يومي 18 و19/3/2013م، في فندق ريتاج رويال المرفَّه جداً في إسطنبول، واختارت الأمريكي من أصل سوري غسان هيتو رئيساً للحكومة الانتقالية. وأُعلن أنها ستدير “المناطق المحرَّرة” من الداخل، وستملأ فراغاً إدارياً كبيراً في هذه المناطق حيث لا يمكن لمسلحين أو شخصيات اجتماعية أو دينية أو عسكرية إدارتها”. هذا وقد لاقى انتخابه ترحيباً أمريكياً عبـَّرت عنه المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند بقولها للصحفيين: “إن المسؤولين الأمريكيين “يعرفون ويحترمون” غسان هيتو. وأضافت تمدحه: “هذا الشخص، وحرصاً منه على الشعب السوري، ترك حياة ناجحة جداً في تكساس وذهب للعمل في الإغاثة الإنسانية من أجل أبناء وطنه”. ووصفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه “مواطن أمريكي يُختار كرئيس للحكومة المؤقتة للثورة السورية”. وهذا ينقلنا مباشرة إلى ما صرَّح به قبل أسبوع فقط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 13/3/2013م بقوله: “ونريد أن نرى الأسد والمعارضة السورية تأتي إلى طاولة الحوار لخلق حكومة انتقالية بناء على إطار العمل الذي وضع في جنيف” وقال: “ولا بد أيضاً من معارضة سورية متعاونة تأتي إلى الطاولة، ونحن نعمل من أجل ذلك وسنستمر في ذلك”. إذاً هيتو هذا هو اختيار أمريكي ليقوم بمهمة أمريكية. ويمكن اعتبار أن هذا الاختيار هو بالحساب الأمريكي خطوة تحضيرية للحوار مع سفاح العصر بشار أسد من ناحية، ومن ناحية أخرى هو مشروع استيعاب للثورة وإجهاض توجُّهها الإسلامي الذي تعاظم خوف دول الغرب منه، وصاروا يعتبرون ضربه والقضاء عليه هو من أَوْلى أولويات هذه الحكومة وشرطاً أساسياً لمد يد المساعدة لهؤلاء الطفيليين على الثورة من أعضاء الائتلاف الوطني. وفي هذا المجال سيعمل هيتو على إشراك العناصر التي تقبل بمشروعه الغربي، وسيسوَّق له إعلامياً، وسيعمل على ضرب الثوار ذوي التوجُّه الإسلامي بحجة التطرف والإرهاب؛ لذلك فإن هذه الحكومة تحمل مشروع فتنة في الداخل، وهي حلقة من حلقات التآمر الدولي على الثورة المباركة في سوريا، وسفينة إنقاذ لبشار وفريقه الإجرامي من حبل المشنقة. والجدير ذكره هنا أنه رافق هذا الاختيار استعمال السفاح للسلاح الكيماوي ضد الأبرياء لامتصاص حالة الرفض المتوقعة له بإشغال الناس عنه، وفي الوقت نفسه لإرغام الناس ضمنياً لقبول هذا الاختيار وذلك من باب الضغط عليهم بمثل هذا الإجرام، وليس بعيداً أن يكون أمر هذا السلاح تبريراً للتدخل الدولي لدعم الحكومة المقترحة، وفي مواجهة تحرك الإسلام الصحيح في سوريا.
أيها المسلمون المؤمنون الصابرون في سوريا الشام: هكذا، وبكل استخفاف وازدراء يقوم الائتلاف الوطني بزعامة رئيسه أحمد معاذ الخطيب بخيانة دماء الشهداء، بخيانة الأحياء قبل الأموات، وقبل كل ذلك بخيانة الله ورسوله ودينه والمؤمنين، لقد كثرت المواقف الخيانية لهذا الائتلاف ورئيسه بالرغم من عمره القصير، ولا ندري على أي رصيد شعبي يعتمد أمثال هؤلاء، فهم لم يتمَّ اختيارهم من الناس، ولا يحملون مفاهيمهم ولا يمثلون تطلعاتهم، بل تمت صناعتهم في دهاليز الاستخبارات وكواليس السفارات، وأغلبهم مغمورون مثل هيتو هذا، الذي ذكر أنه كان مديراً تنفيذياً لمدة 11 عاماً في شركة “إينوفار” الأمريكية لتكنولوجيا الاتصالات في تكساس، لكنه ترك في نوفمبر/تشرين الثاني منصبه فجأة “لينضم إلى الثورة السورية”، كما صرح هو بنفسه. وكذلك فإن أغلبهم علمانيون حيث ذُكر عنه كذلك أنه شارك في تأسيس “تحالف سوريا الحرة” في الولايات المتحدة وتولى منصب نائب الرئيس منذ 2011م، وهدف هذا التحالف هو “دعم تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والعدالة والحريات المدنية واحترام القانون”. وحتى من يقال عنه إنه إسلامي، كأحمد معاذ الخطيب، أو قيل إنه يقف خلف هذا الاختيار كبعض الجماعات المسماة إسلامية، فإن إسلام هؤلاء هو إسلام على الطريقة الغربية الذي عوَّدوا فيه المسلمين على إبقاء النظام على كفره وبيد الغرب، ولا يغيـِّر إلا الأشخاص، وهذا ما رأيناه ونراه في كل من مصر وتونس حيث بات يخشى على الإسلام منهم أكثر من غيرهم.
أيها الثائرون في أرض الشام عقر دار الإسلام: إن تشكيل المجلس الوطني من قبل، والائتلاف الوطني من بعد، والحكومة الانتقالية الآن، تم بعيداً عنكم، ويعمل الغرب على فرضهم عليكم بطرقه الخبيثة الملتوية ليفرض من خلالهم حلوله التي لن تكون مختلفة عن نظام بشار إلا قليلاً، فهؤلاء لا يمثلونكم بل يمثلون من أوجدهم، بل هؤلاء يجب عليكم رفضهم كلياً، فهؤلاء يرفعون راية سايكس بيكو ويرفضون رفع راية الرسول صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء يريدون إقامة دولة مدنية علمانية ويرفضون إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي أمر الشرع بإقامتها. وهؤلاء يستجدون الاستعانة بدول الغرب الرأسمالي الكافر بينما الإسلام يحرم ذلك ويوجب على المسلمين جميعهم أن يكونوا يداً واحدة على من سواهم. فالعجب كل العجب أن يقبل المسلمون في سوريا بمجرد وجود هؤلاء الطفيليين بينهم، فضلاً عن أن يسمع لهم. وليعلم المسلمون أن قبول التعامل معهم هو تمكين لأمريكا في سوريا، ومساعدة لها للقضاء على ثورتهم، وتمكين لها لزرع الفتنة في الداخل… وليعلم المسلمون أن الله سبحانه سميع عليم، يحاسب على الذرة من الأعمال، فإما جنة وإما نار… فإن كنتم تريدون خلاصاً فلا خلاص لكم إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة التي ستكون على مستوى مواجهة التآمر الدولي عليكم، وإن كنتم تريدون نصراً فلا نصر لكم إلا من خلالها، وإن كنتم تريدون عزاً فلا عزة لكم إلا بالإسلام ومن خلالها، هكذا كان أوائلكم، رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، فتأسُّوا بهم كما طلب الله سبحانه وتعالى منكم بقوله عنهم: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) وبقوله عن إبراهيم والذين معه: (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)). هذه هي دعوة رسولكم ودعوة جده سيدنا إبراهيم ومن معهم، فهل نحن حقيقة معهم؟