Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف إيثار الآخرة على الدنيا

أُحييكم أيها الاخوة الكرام من إذاعةِ المكتبِ الإعلامي لحزب التحرير بتحيةِ الإسلامِ العظيم فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

نلتقي وإياكم مع فقرةٍ متجددةٍ مِنْ برنامجكم مع” الحديث الشريف”

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: أن النبيَ صلى الله عليه وسلم قال: “بشر هذه الأمة بالسناءِ والرفعةِ والنصرةِ والتمكين في الأرضِ ومَنْ عَمِلَ منهم عَمَلَ الآخرة للدنيا لم يكنْ له في الآخرةِ نصيب”.

 

يتحدثُ النبيُ صلّى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ الشريفِ عن البشرى بالنصرِ, فقد بشرَّ اللهُ سبحانَه وتعالى الأمةَ بالنصرِ والتمكينِ والرقعةِ والإستخلافِ في الأرضِ قال تعالى ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))

 

إن أطاعوهُ والَتزمُوا أوامرَه واجتنبُوا نواهيه, فبشرَهم بالنصرِ وأنهُم خلفاءُ اللهِ في الأرضِ, لذلك أمضى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ عشرَ عاماً مِنَ العناءِ والعذابِ والمشقةِ في مكةَ وهو يدعو إلى طاعةِ اللهِ والدخولِ في دينهِ قكانت دارُ الأرقمِ بنِ أبي الأرقمِ مركزَ اشعاعٍ وانطلاقٍ يجتمعُ فيها الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم ويتعلمونَ من الرسولِ أمورَ دينهِم ثم ينطلقُون في الأرضِ دعاةً إلى اللهِ وجوهُهم مستبشرةٌ لأنهم على يقينٍ بأنَّ اللهَ سوفَ يظهُر هذا الدينُ ولو كرهَ المشركون, فتحملوا الأذى والمشقةَ وآثرُوا الحياةَ الآخرةَ على الدنيا, آثروا جنةً عرضُها السمواتِ والأرضِ على الحياةِ الدنيا الزائلة؛ فحققَ اللهُ لهم ماكانُوا يعملون َ من أجلهِ وأقامُوا دولةَ الإسلامِ, ظهرَ الحقُّ وزهقَ الباطلُ إنَّ الباطلَ كانَ زهوقا.

 

ويتحدثُ النبيُ في هذا الحديثِ أيضاً عن مفهومٍ آخرَ وهوَ الإيثارُ أي تفضيلُ الغيرِ على النفسِ وقد تجلى هذا واضحاً عندمَا هاجرَ النبي وأصحابُه إلى المدينةِ المنورةِ فاستقبلَهٌ الأنصار بفرحٍ وسرورٍ وآثرُوا إخوانَهمُ المهاجرينَ على أنفسِهم أخوينِ أخوين يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ))

 

جعلنا الله ُوإياكم ممن يستمعُون القولَ فيتبعُونَ أحسنَه .

 

أيها الإخوة الكرام إلى حينِ أن نلقاكُم في فقرةٍ أخرى نتركُكم في حفظِ اللهِ ورعايته, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.