Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ما وراء استقالة الحكومة اللبنانية


الخبر:

قدم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي استقالة الحكومة اللبنانية، على إثر رفض المجلس الحكومي التمديد لمدير الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ورفضه تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية القادمة في لبنان.

 

التعليق:

تذرع ميقاتي برفض شركائه في الحكومة التمديد لريفي وتشكيل الهيئة الإشرافية على الانتخابات ليتقدم بالاستقالة. وقد جاءت الاستقالة في وقت حرج في لبنان لما يشهده من خضّات أمنية تمثلت في الصدامات الأمنية في طرابلس، وموجة الخطف الواسعة في البلد، واستمرار القوات الأسدية بقصف المناطق اللبنانية الحدودية. وقد سبق لميقاتي مرارا من قبل أن أكد أنه لن يستقيل حرصا على الاستقرار في البلد، ومع أنه أبدى عدم تمسكه بالسلطة إلا أنه اشترط الاتفاق على تشكيل حكومة بديلة قبل أن يتقدم باستقالته.

 

وقد سبق أن اشتد الضغط على ميقاتي من فريق 14 آذار ليتقدم باستقالته خاصة على إثر مقتل اللواء وسام الحسن قائد جهاز شعبة المعلومات، ومع ذلك رفض ميقاتي الاستقالة يومذاك نتيجة المشورة الأمريكية التي طلبت منه البقاء في الحكم.

 

واضح لكل ذي بصيرة أن التذرع برفض التمديد لريفي لتقديم الاستقالة ليس هو السبب الحقيقي وراء الاستقالة، فلا يصعب على ميقاتي تعيين أي ضابط آخر من الطائفة السنية (بحسب الحسابات اللبنانية) لتستمر المؤسسة الأمنية في عملها.

 

وقد لاحظنا أن الاستقالة تزامنت مع رفع النبرة الأمريكية ضد إيران وحزب الله وعصابة الأسد المتمسكة بالسلطة في الشام، بل وصل الأمر إلى قيام أمريكا بتمرير بعض المساعدات العسكرية للفصائل “المعتدلة” في ثورة سوريا.

 

كل هذا يدفعنا إلى القول إن الاستقالة تجيء لممارسة المزيد من الضغوط على محور إيران- عصابة الأسد- حزب الله وذلك ضمن سياق الحل الذي تعمل أمريكا على تسويقه في سوريا.

 

فاستقالة الحكومة تُشغل حزب الله في المستنقع اللبناني وتستنزف قدرته على الدعم الكلي لعصابة الأسد، وتفتح الباب لخلط الأوراق في الساحة اللبنانية بما في ذلك تشكيل أكثرية نيابية جديدة، وتعطيل سن قانون انتخابي يخدم تحالف القوى الموالية لعصابة الأسد (حزب الله – التيار العوني وغيرهم).

 

والمرجح أن تشهد السياسة اللبنانية غيوما سوداء وكباشا سياسيا تصعيديا عبر عنه سمير جعجع في تصريح له بأنه يفضل أن ينتصر حزب الله على مناوئيه (وجعجع منهم) بالضربة القاضية بدلا من الموت البطيء (بمعنى إذا استطاع ذلك).

 

 

 

المهندس عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير