نظام كريموف السفاح يستمر في قتل شباب حزب التحرير!
ارتقى إلى العلى شهداءَ ولا نزكيهما على الله أخَوَانا، اللذان حُرما من الحرية لسنوات طويلة قابعيْن في سجون النظام الظالم، نظام اليهودي كريموف الحاقد على الإسلام والمسلمين، لا لشيء إلا لأنهما كانا يعملان مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية غير خائفيْن في الله لومة لائم، فـ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
أحدهما يدعى آمانوف حميد الله وهو من مدينة آش بولاية قرغيزستان، حيث كانت قوات الأمن الأوزبيكية قد اختطفته من هناك، واعتقلته، ومن ثم نقلته إلى سجون أوزبكستان، وحرمته من الحرية بحكمها عليه بالسجن لمدة طويلة.
وأخونا هذا كان مثالا لغيره من سجناء الحرية في سجون المجرم كريموف في تقواه وشجاعته. فرغم الظلم والتعذيب الذي كان يلاقيه حميد الله على يد النظام الظالم من أجل صدِّه عن عقيدته وتخليه عن غايته، ومنعه عن أداء أبسط الشعائر التعبدية كالصلاة والصوم، ولمنعه عن الأمر بالمعروف والنهي من المنكر؛ رغم كل ذلك إلا أنه كان يقوم بهذه الأعمال بشكل كامل وبلا نقصان، فكان بإصراره هذا مثالا يحتذي به السجناء الآخرون. فقام عملاء النظام الظالم الذين لم يستطيعوا تحمل شجاعة وثبات أخينا فأضافوا لمدة محكوميته مدة جديدة أخرى. كان حميد الله قد قضى مدة حكمه الأولى في سجن “جاسليق” الذي شاع عنه بين الناس “أن الداخل إليه مفقود”. وفي سنة 2007م وبتهم مختلَقَة أضيف لمدة حكمه سنة وستة أشهر أخرى، ونقل إلى سجن يقع في منطقة زرفشان. وبعد مضي 8 سنوات حكم عليه بسنتين إضافيتين، ونقل إلى سجن يقع في بخارى. ثم وللمرة الثالثة أضيف عليه مدة جديدة وأرسل إلى سجن يقع في مدينة تشيرتشيق بولاية طشقند. وأما المرة الرابعة فقد أرسلوا إلى أهله البرقية التالية:
“إن دائرة القضاء المكلفة بالنظر والبت في الأعمال الجنائية، وبتاريخ 13 أبريل 2013م تعلمكم أن آمانوف حميد الله المحكوم بحسب المادة 221 قسم 2 بند “ب” للقانون الجنائي لجمهورية أوزبكستان قد توفي في 4/4/2013 على إثر نوبة قلبية”، ووقع عليها القاضي للأعمال الجنائية ببلد تشيرتشيق م. م. عثمانوف، وأرسلها إلى السجن رقم 64/33 بمدينة قارشي ثم ترسل البرقية إلى عائلة أخينا موقعة من المقدم ز. راوشانوف رئيس السجن الواقع في كاسان بولاية قاشقا داريا، ليعلمهم بوفاة ولدهم. لتصل في اليوم نفسه إلى مدينة أوش بولاية قيرغيزستان. ولكن موظّفي وزارة الداخلية في قرغيزستان أخروا توصيل البرقية لعائلة أخينا متعمدين بحجة الخوف من إثارة المشاكل.
ولما استلم أقارب أخينا البرقية توجهوا إلى مدينة قارشي بولاية أوزبكستان ليستلموا جثمان ابنهم. وعندما وصلوا إلى السجن قال لهم مأمور السجن: إنا قد دفناه هنا، لأنكم تأخرتم في مجيئكم لاستلام الجثمان.
أما الشهيد الآخر فهو عبد الرحيموف ميرعالم. من مدينة قاره سو بولاية أنديجان. وهو من مواليد 1966م. الذي اعتقل بسبب انتمائه لحزب التحرير.
عبد الرحيموف رحمه الله أصيب بمرض بالسل، نتيجة لأوضاع السجن السيئة جدا، فضلا عن التعذيب والمعاملة غير الإنسانية التي يستخدمها النظام ضد المساجين لتمسكهم بإسلامهم أو لأعمالهم السياسية من أجل تغيير النظام، وبسبب سوء حالته الصحية أرسل عبد الرحيموف إلى مشفى “سانكاراد” المخصص للمساجين والواقع في طشقند،
ولما اشتدت أحوال أخينا سوءًا أخرج من السجن في شهر أبريل سنة 2013م وفقا لقرار المحكمة القاضي بأن حالته الصحية لا تسمح بإتمام مدة محكوميته. لكنه توفي بعد عشرة أيام من خروجه من المشفى، أي أنه توفي في 12 أبريل سنة 2013م.
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ” أخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد.
نسأل الله تعالى أن يلهم أهل وأقارب هذين الأخوين الصبر والثبات والسلوان، وأن يجعل مقامهما مقام سيد الشهداء، وأن يحشرهما يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. آمين يا رب العالمين.