خبر وتعليق النظام الأوزبكي الجائر لا يعرف إلا قمعَ رعيته
اجتاحت حالة من الخوف والرعب محافظة طشقند وولاياتها، على إثر مقتل امرأة متقاعدة طعنا بالسكين، الجدير ذكره أن هذه العجوز تعيش بمفردها دون راع منذ ستة أشهر مما جعلها فريسة سهلة للجناة الغاصبين لتكون ضحيتهم العشرين.
الظاهر أن الحكومة لم تستطع أن تضع حدا لعمليات القتل والاغتصاب هذه، رغم ادعاء رئيس وزراء أوزبكستان ووزير داخليته بأن الأوضاع تحت سيطرتهم، وأنهم في طريقهم للقضاء على الجريمة في أوزباكستان.
إن السياسة المستبدة التي ينتهجها كريموف لم تؤد إلى تبعية البلاد إلى الدول الكبرى فقط، بل أوصلت الشعب إلى حالة الفقر المدقع مما اضطر ملايين من أبناء البلد، للتخلص من الفقر وبحثا عن العيش الكريم، للهجرة إلى الخارج تاركين أهلهم وآباءهم. اللافت في الأمر أن هؤلاء المهاجرين ونتيجة فقرهم لا يجدون تكاليف السفر مما يجعلهم يبحثون عن المال بأي شكل وبالتالي تصبح تلك العجائز اللواتي يعشن بمفردهن وبدون راع فرائس سهلة لسرقتهن.
ومما دفع بهؤلاء إلى ارتكاب جرائم القتل بنية السرقة هو أن نسبة البطالة ارتفعت في البلاد إلى 40% حيث إن نسبة كبيرة من مصانع أوزبكستان أصبحت معطلة.
فوق كل ذلك فإن السجون في أوزبكستان ليست مكانا لتأديب الجناة وتأهيلهم، بل هي أوكار يخرج منها المجرمون أكثر إجراما. ونظام كريموف يساعدهم في ذلك حيث إن العفو العام الذي تعلنه الحكومة كل عام لا يشمل المحبوسين السياسيين والإسلاميين، بل يشمل هؤلاء قطاع الطرق والسارقين.
ومما يزيد المجرمين إجراما أيضا أن حكومة أوزبكستان لم تجعل من أولوياتها تأديبهم وتأهليهم ليصبحوا نواة صالحة في المجتمع وليخرجوا بأنفسهم وبالبلاد من الفقر، بل جعلت في سلم أولوياتها إبعاد الإسلام من الحياة، ومحاربة كل مظاهر الإسلام من المجتمع، فأغلقت المساجد والمدارس الدينية والكتاتيب. فبقي المجتمع بعيدا عن المفاهيم الإسلامية وأصبحت المقاييس النفعية هي التي تسيّر سلوك الناس بدلا من مقاييس الحلال والحرام والثواب والعقاب.
إن هذه الحكومة الظالمة ليس همَّها اعتقالُ المجرمين والجناة، بل كلُّ همِّها اعتقال السياسيين المفكرين، همُّها اعتقال حملة الدعوة المخلصين، بل والمصلين العاديين بتهم مصطنعة.
والخلاصة أنّ نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام الذي أرسل رحمة للعالمين جميعا يقول: “… والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون”، وهكذا كان فحينما طبقت أحكام الإسلام التي جاء بها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عاش المسلمون في أمن وأمان، لدرجة أنه لم يطبق حدُّ السرقة في الدولة الإسلامية على مدى 400 سنة.
أخيرا فإن دولة الخلافة قائمة قريبا بإذن الله وقد أظل زمانها، ومعها وبها سيعود الأمن والأمان للمسلمين وتعود العدالة والاطمئنان مرة أخرى ((وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)).
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أوزبكستان
صلاح الدينوف علي