السفاح بشار في عيد الجلاء: يتلمَّس الكلام الذي ينقذ به نفسه من شرِّ مصير قد اقترب عبر مهاجمة أصحاب المشروع الإسلامي
في 17/4/2013م، وبمناسبة جلاء الجيوش الفرنسية عن سوريا عام 1946م، عرضت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية التابعة مباشرة للمخابرات مقابلة مع السفاح بشار أُسِّست على قلب الحقائق من أول كلمة قالها، ولم تكن سوى تأكيد لمرضه النفسي وترداد لمقولاته الكاذبة الخاطئة. وقد بدا في هذه المقابلة خاوياً على عرشه، يتلمَّس الكلام الذي ينقذ به نفسه من شرِّ مصير قد اقترب، فلم يجد أمامه سوى مهاجمة أصحاب المشروع الإسلامي قائلاً: “نحن نحارب القوى التكفيرية” ومتعمداً التضخيم بادعائه أن “القاعدة هي العنصر الغالب في سوريا حالياً” ومحذراً الغرب من أنهم “كما موَّلوا القاعدة في أفغانستان في بدايتها ودفعوا الثمن غالياً لاحقاً… الآن يدعمونها في سورية وفي ليبيا وفي أماكن أخرى، ويدفعون الثمن لاحقاً في قلب أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة”.
إن من يتأمل كلام هذا الكذَّاب الأشِر يرى أنه كمن يريد أن يفكَّ الحصار الخانق عن نفسه، فيلجأ إلى إبراز قاسم مشترك بينه وبين الغرب، ألا وهو العداء المستحكم للإسلام كدين سماويٍّ فيه تشريع وحكم، وفيه طريقة حياة قائمة على الإيمان بالله تعالى؛ لذلك جاء كلامه محذراً من أن دول المنطقة كلها ستتأثر وستتغير إذا ما وصل الإسلاميون الذين “يقفون تحت مظلة فكرية واحدة” إلى الحكم في سوريا، وستنعتق من التبعية والاستعمار الغربي، وستقوم للمسلمين دولة الخلافة الجامعة، وقد سبق له أن ذكَّر الغرب أنه “المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة”.
يخطئ من يظن أن بشار وحده يقتل الشعب السوري، فلو لم تكن حاضنته أمريكا تأمره بذلك وهو يقتل لمصلحتها، وتحديداً لمصلحة قيام نظام بديل عنه يكون تابعاً لها منفذاً لسياستها لما تجرَّأ على ذلك، فدوره ينتهي عند أمريكا عندما تجد البديل عنه. وهذا البديل سيكون من ضمن المطلوب منه هو القبول برحيل بشار من غير محاكمته… فهو أمريكي السياسة، وهناك توافق كبير بينهما في المواقف المعلنة: فهي تدعو إلى الحوار والانتقال السلمي للسلطة، وهو يدعو إلى مثله. وهي تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من معارضة الائتلاف وأعضاء من حكومته لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين وهو يقبل ذلك. وهي تدعو إلى عدم تسليح المعارضة بحجة الخوف من أن يقع السلاح بيد الإسلاميين الأصوليين، وهذا لمصلحته. وهي تركز على تضخيم خطر القاعدة وهو كذلك. وهي لا تعتبر المعارضة الخارجية صافية لها بل تشاركها بها دول أوروبا. وهي تدعو إلى رحيل بشار وليس إلى محاكمته. وهي تدعو لإبقاء الأجهزة الأمنية المجرمة على حالها والاكتفاء بتغيير بعض الوجوه المفضوحة الإجرام في حال تمَّ تغيير صورة الرئيس. وهي أعلنت أنها غير متأكدة من استعمال الطاغية للكيماوي ضد المسلمين. وهي سخَّرت الدول التابعة لها في المنطقة كإيران ومصر والعراق ولبنان… وسخرت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وذلك بتعيين مندوبين للتغطية على جرائمه والسير بحسب خطتها للحل، وهذا آخرهم الإبراهيمي يطلب الآن أن تتحوَّل مهمته من مبعوث عربي دولي إلى مبعوث دولي فقط حتى يستطيع القيام بمهمته الأمريكية بعد أن اعتبر الموقف العربي منحازاً ضد بشار (لمصلحة دول أوروبا). وهي تنسق مع روسيا وتتفق معها على اعتبار مؤتمر جنيف إطاراً للحل، وتسكت عن تزويد الروس للطاغية بالسلاح…
إن سكوت المجتمع الدولي على ما يرتكبه السفَّاح بشار ليدل بشكل قطعيٍّ على تواطؤ وتآمر هذا المجتمع الدولي معه على ذبح المسلمين، وإن أوضح دليل على هذا التواطؤ والتآمر الدولي أن هذا السفاح ما زال يطلُّ على العالم كرئيس وليس كمجرم حرب. وإن العمل الصحيح يجب أن ينصبَّ على التخلص من نظام بشار والانعتاق من هذا المجتمع الدولي الفاجر، وإن ذلك لا يمكن أن يتحقَّق إلا بإقامة دولة ذات شأن، وتكون دولة جامعة لكل المسلمين في المنطقة، ولا تخضع للقانون الدولي الجائر الذي وضع بالأصل لتحقيق مصالح الدول الكبرى على حساب الدول المستضعفة الأخرى، ولا يكون ذلك إلا بإقامة دولة الخلافة الإسلامية. وهذا هو المشروع الإسلامي عينه الذي يحذِّر السفاح منه، وهو المشروع عينه الذي أخشى ما يخشاه الغرب. وبهذا وحده يتم التغيير الحقيقي في سوريا، وبهذا وحده يحفظ حق الدماء الزكية التي سفكت، ويحفظ الدين.
أيها المسلمون في سوريا الشام: يجب أن تعوا جميعاً أن هذه الحرب هي حرب الغرب على الإسلام أولاً، وقد شاء الله تعالى أن يكون أرذل الخلق بشار هو رأس الحربة المسمومة التي يوجهها الغرب للنيل منكم، وقد تكون مشيئته سبحانه وتعالى أن يكون المسلمون في سوريا هم معقد أمل الأمة الإسلامية في قيام أمر الله عندكم ابتداء، وأن تكون مكرُمة قيام دولة الخلافة الإسلامية في بلادكم. وإن أول عمل مطلوب شرعاً منكم لتحقيق هذا الشرف العظيم أن يتوحد هدفكم على إقامة الخلافة الراشدة بشرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن يتوحد عملكم على اتباع طريقته (صلى الله عليه وسلم) التي اتبعها حين أقام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة، وهي أن يكون الرأي العام في سوريا هو باتجاه إقامة دولة الخلافة، وأن يكون عمل المجموعات المسلحة منصباً على هذا الأمر وأن تُطلب النصرة من أهل القوة من المخلصين من أبنائنا في الجيش السوري، سواء منهم المنشقون أم العاملون من أجل نصرة إقامة الدولة الإسلامية الثانية وذلك من خلال عمل منظم مدروس يكون على مستوى التغيير المنشود، ويمنع كل تدخل خارجي سواء أكان غربياً أم عربياً وخاصة من دول الجوار التي تتلقى الأوامر من الغرب من أجل حرف مسار إسلامية الثورة الطيبة… إن حزب التحرير الذي آلى على نفسه منذ أكثر من نصف قرن أن يقوم بهذا الأمر يدعوكم لأن تكونوا معه في هذا المشروع العظيم الذي أعد له عدته من دستور ورجال، ولا تنظروا للأمر على أنه مكاسب ومناصب، بل هو حكم شرعي يجب تطبيقه، وهو ليس بحثاً عن كرسي للحكم، وإنما هو تسليم للحكم لمن هو قادر على الحكم بما أنزل الله، وفق شرع الله وعلى طريقة رسول الله… قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)).