الجيش يمنع الإعلام من نقل صورة الاعتصام في رومية من أجل الموقوفين الإسلاميين بذريعة أن آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم يشكلّون خطرًا على المراسلين! إلام تستمر الإساءة إلى مئات العائلات الشريفة في هذا البلد أيها الحكام الظالمون؟!
مرت الباصات التي تقل الأهالي على أكثر من حاجز، وفُتشت تفتيشًا دقيقًا، وبالطبع لم يعثر الجنود على أي آلة خطيرة، لا من سلاح ولا غيره، بل وجدوا في الباصات رجالاً طاعنين في السن ونساء وأطفالاً ذاهبين إلى الاعتصام على أمل تحريك ملف مشؤوم سُجن بموجبه شبانهم سنوات دون محاكمة، في أحد أسوأ السجون سمعة في العالم. فهل هؤلاء المساكين يشكّلون خطرًا على المراسلين والصحفيين حقًّا؟! أما الاشتباكات التي ينقلها المراسلون حية من أحياء طرابلس وبيروت والبقاع، وكذلك عمليات الخطف التي مارستها الأجنحة العسكرية لبعض العائلات، وعمليات طرد العاملين السوريين من مراكز عملهم والتي تنقل على الهواء مباشرة… هذه كلها لا تمثل خطرًا على المراسلين والصحفيين؟! احترموا عقول الناس يا حكام لبنان! من يصدّقكم في زعمكم هذا؟! ومن ذا الذي أعطى هذه الأوامر التي تفتقر إلى الحد الأدنى من المنطق؟! ولماذا توجّهون هذه الإهانة إلى مئات العائلات الكريمة من أهالي المناطق اللبنانية كافة؟! ألم تكتفوا بما ارتكبتموه في حقهم من جناية بسجن أبنائهم سنوات طوالًا ظلمًا وعدوانًا؟!
الحقيقة التي لا شك فيها أن منع الصحافة والإعلام من نقل صورة الاعتصام هي حلقة من حلقات التواطؤ على الموقوفين الإسلاميين وأهليهم والمجتمع الذي ينتمون إليه. تواطؤ تقف على قمة هرمه سفارة إمبراطورية الشر الأميركية في لبنان، ويشارك فيها ساسة حاقدون وآخرون فاسدون وجبناء ومسؤولون كبار، ويتورط فيه أركان في السلطتين القضائية والأمنية. وجميع السياسيين في هذا البلد يعرفون ويعترفون بالمظلمة التي ترتكب بحق هؤلاء الشبان جهارًا نهارًا على نحو سافر، وما تصريح وزير الداخلية الذي ندرت صراحته في هذا البلد عنا ببعيد!
تذرعوا في تبرير تأخير المحاكمات بعدم وجود قاعة تتسع عددهم الكبير مع محاميهم، فعمدت وزارة الداخلية إلى بناء قاعة محكمة ضخمة خصيصًا لهم بجانب السجن، وبعد جهوزيتها بأشهر لم يلتفت إليها الجهاز القضائي واستمر ينقل الموقوفين “بالتقسيط المريح” إلى محاكم بيروت “الضيقة”! أليس هذا برهانًا على الكذب والتسويف في هذا الملف الأسود الذي زاد وجوه حكام لبنان سوادًا فوق سوادها؟!
رئيس الحكومة المستقيل واللذان من قبله تحمَّلوا أزمات سياسية من أجل المحكمة الدولية، حيث الضحية انتقل إلى ذمة الله تعالى وحيث ما من محكمة في الدنيا تملك إعادته إلى الحياة. أما هؤلاء المدفونون أحياء فقد أمضى هؤلاء الرؤساء سنوات في الحكم دون أن يرفّ لهم جفن أو تتحرك شعرة في أبدانهم من أجلهم، فهم آخر همهم، أما أول همهم فهو رضى السفارة الأميركية وبعض حكام العرب!
صبرًا أيها المظلومون في سجون الطغيان، وصبرًا يا ذويهم، فالله تعالى من فوق سبع سماوات توعد بالانتقام لكم من ظالميكم، فقال في الحديث القدسي: (( وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْتَقِمَنَّ مِنَ الظَّالِمِ فِي عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَلَأَنْتَقِمَنَّ مِمَّنْ رَأَى مَظْلُومًا فَقَدَرَ أَنْ يَنْصُرَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ )).
أحمد القصص
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية لبنان