خبر وتعليق أعمال مهاجمة القومية وإقامة الخلافة مناهضة لسلامة الأمة
الخبر:
كان حزب التحرير إندونيسيا موضوع البحث في اجتماعات الحكومة طوال هذا الشهر نيسان/أبريل 2013. فقد تناول أعضاء “لجنة اتحاد الشعب والسياسة” وهي إحدى اللجان في وزارة الداخلية الإندونيسية في اجتماعاتهم، حزب التحرير، فقالوا أنه يهاجم القومية وسيفسد الدولة، ورأوا أن فكرة الخلافة التي يحملها الحزب مخالفة للـ “بنجاسيل” التي تقوم على أساسها الدولة الاتحادية لجمهورية إندونيسيا، ولذلك بحسب رأيهم فإن فكرة الخلافة تشكل خطراً على إندونيسيا. وكما فعلت “لجنة اتحاد الشعب والسياسة” بحثت أيضاً “لجنة تخطيط التعمير الوطني” موضوع حزب التحرير في اجتماعها بتاريخ 16 نيسان/أبريل 2013، وهذه اللجنة هي أعلى اللجان درجة في تخطيط الأمور في إندونيسيا اقتصاديا وسياسيا. وكانت نظرة هذه اللجنة للحزب مطابقة لنظرة “لجنة اتحاد الشعب والسياسة”.
التعليق:
إن تناول حزب التحرير والخلافة بهذه الصورة على أعلى المستويات يدل على أن الحزب هو حزب مؤثر في إندونيسيا وعنده تأثير أقوى من قبل. ومن جانب آخر يدل أيضا على أن فكرة الخلافة قد انتشرت انتشارا واسعا بين عامة الناس وحتى في أوساط الحكومة نفسها. ولكن النظام الإندونيسي وحكوماته عمدوا إلى تسميم المجتمع بالوطنية وبالقومية كما سمموه بالإقليمية الضيقة فجعلوها محور العمل الآني، وسمموه أيضاً باستحالة قيام الدولة الإسلامية، وباستحالة وحدة البلاد الإسلامية، لوجود الاختلاف المدني والعنصري واللغوي، مع أنها جميعها أمة واحدة، تربطها العقيدة الإسلامية التي ينبثق عنها نظامها. ولهذا فإن الحكومة الإندونيسية باتت تنظر إلى مهاجمة الحزب للقومية على أنه عمل هدام للدولة الإندونيسية مفسد للمجتمع!
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن القومية فكرة مخالفة للإسلام وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عنها، فقَالَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ» رواه أبو داود.
والقوميَّةُ رابطة فاسدةٌ لثلاثةِ أسبابٍ:
أولاً: لأنَّها رابطةٌ قَبَلِيَّةٌ ولا تصلحُ لأنْ تربُطَ الإنسانَ بالإنسانِ حين يسير في طريقِ النهوضِ.
ثانِياً: أنَّها رابطةٌ عاطفيَّةٌ تنشأُ عنْ غريزةِ البقاءِ، فيوجدُ منْهَا حبُّ السيادةِ.
ثالِثَاً: أنَّهَا رابطةٌ غيرُ إنسانِيَّةٍ، إذْ تُسَبِّبُ الخصوماتِ بينَ الناسِ على السيادةِ.
ولذلكَ فهي رابطة فاسدة لا تصلحُ لأنْ تكونَ رابطةً بينَ بني الإنسانِ. وبسبب القومية أصبحت البلاد الإسلامية ممزقة كل ممزق.
أما نظام الخلافة؛ فإن إقامته فرض على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم. والقيام بذلك كالقيام بأي فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلمين، فهو أمر محتم لا تخيير فيه ولا هوادة في شأنه. ولذالك فإن العمل لإقامة الخلافة أمر مهم وواجب لسلامة الأمة وليس بأمر خطر على الدولة كما يدّعون! بل على النقيض من ذلك فبه العزة والرفعة لهذه الأمة، والتقصير في القيام به معصية من أكبر المعاصي يعذب الله عليها أشد العذاب. وعلى هذا يتبين أن أعمال حزب التحرير كلها هي من أجل إنقاذ الأمة من الفساد وسلامتها ونيل رضوان الله تعالى.
محمد رحمة كورنيا / إندونيسيا