خبر وتعليق ما وراء زيارات وزير خارجية أمريكا المتكررة لتركيا
الخبر:
زيارة ثالثة خلال شهرين لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى تركيا. كيري القادم إلى تركيا في 20 نيسان سينضم إلى اجتماع أصدقاء سوريا المنعقد في اسطنبول. سينضم إلى الاجتماع بالاضافة إلى كيري وزراء قادمون من إنجلترا وفرنسا وألمانيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن. كما سيقوم كيري بعقد لقاءات خاصة مع معارضين سوريين ومسؤولين أتراك. (وكالات الأنباء)
التعليق:
بزيارته الأخيرة هذه سيكون قد قدم إلى تركيا للمرة الثالثة في الفترة بين 1 آذار – 20 نيسان. وإنه ليس معهودا على وزراء الخارجية الأمريكية ترددهم إلى البلد نفسه بشكل متكرر هكذا. وإن لكل بلد أساليب كثيرة تتبعها للتواصل. مثلا عن طريق السفراء، أو المحادثات الهاتفية، أو المراسلات، أو إرسال ممثلين عنها. وبالرغم من أن جون كيري قادر على اتباع أحد أساليب التواصل هذه إلا أنه يضطر إلى المجيء بنفسه، إذن هناك مسألة جدية تستدعي ذلك. وإن هذه الغصة التي تقلق أمريكا لا بد أنها الوضع في سوريا.
عند البحث في زيارة كيري الثالثة هذه، نرى ما يلي:
إن زيارة كيري الأولى كانت لعقد تسوية بين تركيا و(إسرائيل). بعد أن كانت العلاقات التركية-(الإسرائيلية) معلقة بسبب أحداث سفينة مرمرة. بالرغم من أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية تبدو وكأنها معلقة إلا انها كانت تسير خلف الستار. حتى إن العلاقات الاقتصادية بعد حادث مرمرة قد حطمت الرقم القياسي. ولكن كان لا بد للعلاقات التركية-(الإسرائيلية) أن تصبح أوضح وأن تتقدم أكثر لأجل التطورات في سوريا. فها هو كيري في زيارته هذه قد أرسى الأسس لتليين العلاقات، وبعد ذلك قيام أوباما بزيارة (إسرائيل) وتهيؤ الوضع لاعتذارها من تركيا، وقيام رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان بقبول هذا الاعتذار الزائف.
حتى إن إردوغان في هذه الفترة أعلن أنه منزعج من بقاء العلاقات سيئة.
وزيارة كيري الثانية كانت لتحديد مسار المعارضة المسلحة في سوريا. وإن المناقشات في سوريا تتزايد باستمرار وتتمحور في جبهة النصرة. حتى إن هناك بعض الأخبار حول إعلان جبهة النصرة علاقتها بالقاعدة. وفي وقت سابق كانت أمريكا قد وضعت جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية. وإن بشار الأسد جزار سوريا في لقاءات عقدها ذكر وجود القاعدة في سوريا. كل ذلك لتشويه الثورة وتضليلها. لأن منظمة القاعدة في الأصل هي علامة أنتجتها أمريكا ضمن استراتيجيتها لمحاربة الإرهاب. لذلك فإن الحديث عن وجود القاعدة في سوريا هو اتهام الثورة السورية بالإرهاب. إذن فإن زيارة كيري الثانية تهدف إلى توجيه المعارضة السورية والدول العربية بهذا الخصوص.
أما زيارة كيري الحالية، فهي لمعالجة مسألة تسليح المعارضة السورية. ففي نظر الرأي العام الغربي فإن المعارضة السورية منقسمة إلى طرفين. الطرف الأول، وهو المعارضة المعتدلة التي تسير الجهود السياسية والدبلوماسية من خارج سوريا وهي مؤيدة للديمقراطية وموالية للغرب. أما الطرف الآخر، فهو المجموعات المسلحة المبعثرة التي تعمل بأعداد كبيرة داخل سوريا، وإن هذه المجموعات تتحرك بشكل عشوائي (دون تحكم الغرب). لهذا السبب فإن المعارضة المعتدلة والجيش السوري الحر المرتبط بها يشتكون على الدوام من الغرب لعدم تقديم الدعم والسلاح الكافيين. لذا فإن هذه هي المسألة التي ستتم معالجتها في زيارة كيري هذه. وبهذا الخصوص سيتم توجيه الدول التي ستشترك في (أصدقاء سوريا)، وتنظيم ذلك متروك على تركيا. حتى إنه وفقا لبعض الأخبار ستقدم التدريب العسكري للمعارضة السورية. وستقوم بتنظيم توزيع أسلحة عليهم. فقد ذكر أنه سيتم إنشاء فريق من الخبراء الاستشاريين حتى لا تتسرب الأسلحة إلى أيدي جماعات أخرى مثل جبهة النصرة.
بينما…
بينما المعارضة السورية مبعثرة هكذا،
وبينما ثقافة الديمقراطية في سوريا ضعيفة هكذا،
وبينما لم تتناسق مطالب الجيش السوري الحر بعد،
وبينما لم تتم السيطرة على المعارضة المسلحة في سوريا بعد،
وبينما الأفق الوحيد والأهم الظاهر لما بعد الأسد هو إقامة دولة الخلافة،
فلا خيار لهم إلا…
إغماض الأعين عن مجازر حكام المسلمين التي تتم في سوريا،
إمداد العصابات المرتبطة بإيران وحزب الله يد العون لبشار الأسد،
تفعيل نشاط المعارضة السورية المزيفة من اجتماع إلى آخر،
زيادة شدة المجازر التي يقوم بها بشار الأسد،
توثيق العلاقات بأسرع وقت ممكن بين تركيا وكيان يهود لخشيتهم على سوريا شريكتهما،
وقيام القوى الغربية بصرف الغالي والنفيس هباء للتمكن من سرقة الثورة السورية.
يلماز شيلك / ولاية تركيا