خبر وتعليق ((وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ))
خبر:
نشرت جريدة حريات التركية خبراً جاء فيه: أثناء برنامج أنقرة لأسبوع المولد الشريف، اجتمع كل من رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليشتار أوغلو، ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلى، الذين قاموا بخطابات قاسية ضد بعضهم بسبب عملية الحل السلمي. قام القادة بتقديم رسائل سلام مع التأكيد على كرامة الإنسان في خطبهم التي ألقوها أثناء الاحتفال في أسبوع المولد الشريف لهذا العام الذي تم تنظيمه من قبل وزارة الشؤون الدينية في قاعة ارينا المغلقة الرياضية في أنقرة. قال رئيس الوزراء طيب إردوغان: “تعتبر سورة الكوثر رفضاً قاطعاً للعنصرية، وتعتبر سورة الكوثر رفضاً للعصبية، وإن سورة الكوثر التي نقرؤها كل يوم في صلاتنا هي تحذير قطعي من رب العالمين لأولئك الذين يدعون أصالة النسب، والنبل، ويظنون أنهم أرقى وأسمى من غيرهم.
تعليق:
إن إردوغان يستخدم آيات الله في سبيل تحقيق مصالح الكفر، دون خوف من الله، ولا حياء ، ودون أن يحمر وجهه خجلا، كلما شعر الكفار المستعمرون وعلى رأسهم إنجلترا الكافرة المستعمرة، بالعجز والفشل في تطبيق خططهم تجاه الدولة الإسلامية، والإسلام، والمسلمين، كانوا يتوجهون حالا نحو محاولات ضرب الإسلام بسيف الإسلام.
على سبيل المثال، فإن إنجلترا التي فشلت في محاولاتها أثناء عملية إلغاء الدولة الإسلامية التي قامت بها بنفسها، قد وصلت إلى غايتها المنشودة باتباع أسلوب فعال تمثل بما قام به مصطفى كمال ومن جمعهم حوله من المسلمين من خطب ظاهرها الإسلام ولكن باطنها محمل بالسموم، فقام بخداع المسلمين بهذه الخطب وفي النهاية تحقيق مراد الكفار المستعمرين.
بالإضافة إلى أنه خلال عملية إلغاء الخلافة، قام عميل الإنجليز مصطفى كمال بإلقاء خطابات حول الحفاظ على الخلافة والسلطنة أثناء افتتاح كونغرس أرضروم، وكونغرس سيواس حتى أثناء افتتاح الجمعية الوطنية الكبرى (المجلس التركي) وهذا يعتبر أحد أفضل الأدلة التي تدعم هذه الحقيقة.
ومع الأسف فإن هذه السياسة المنافقة المتبعة ضد المسلمين تستمر دون انقطاع منذ إلغاء الخلافة وحتى يومنا هذا.
وإن ما قام به إردوغان على أنه يتعلق بعملية الحل السلمي، من إلقاء الخطاب، وقراءة سورة الكوثر، وربطه بالعصبية ومن ذلك بعملية الحل السلمي، ليس إلا أحد الأمثلة على السياسات المنافقة التي تتبع ضد المسلمين.
ذلك أن إردوغان يستخدم آيات الله تعالى كأداة من أجل تطبيق سياسات أنظمة الكفر وعلى رأسهم سيدته أمريكا.
والحقيقة إن إردوغان لا يملك أبدا العقلية التي ترفض القومية بحسب الأحكام الشرعية.
وإن خطاب العنصرية الذي ألقاه خلال هذه الفترة، لم يقم به إلا لأجل عصبية الحل السلمي التي شرع بها.
وإننا في الفترات السابقة قد كنا شاهدين على كثيرا من خطب إردوغان حول كونهم أفضل القوميين.
ولكنه يقوم بهذا النوع من الخطابات المناهضة للقومية وذلك لما يستوجبه الوضع المستمر في عملية الحل السلمي.
وحتى إنه عندما تلقى ردة فعل كبيرة من أحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب الحركة القومية، في هذه الفترة على خطابه حول القومية، قال في خطاب له بتاريخ 27/02/2013 لخداع القسم القومي ولتليين الوسط: “نحن نعظم ونبجل دائما القومية التي تحمل معنى الأخوة، والوحدة، والتعاون”.
كيف من الممكن أن تكون القومية، أخوة ووحدة وتعاوناً؟ وهذا يظهر أن إردوغان قام برفض القومية ليس لأنها حرام حسب الأحكام الشرعية، بل قام بردها بشكل متقلب دوري في سبيل تحقيق مصالح الكفر.
لذلك فإنه يستخدم آيات الله تعالى دون خوف من الله أو حياء ودون أن يحمر وجهه خجلا، وذلك في سبيل تحقيق مصالح الكفر.
لو لم يكن كذلك لما زج في السجون بشباب حزب التحرير الذين يرفضون القومية لحرمتها حسب الأحكام الشرعية ويقولون أن إزالتها يمكن فقط عبر إقامة الخلافة التي أمرت بها الأحكام الشرعية والذين يسعون لإقامتها في أسرع وقت ممكن بعون الله تعالى.
قاتلهم الله أنا يؤفكون، قال تعالى:
((اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ))
محمود كار / ولاية تركيا