Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أفول الديمقراطيات

 

الخبر:

أصدر المجلس الثقافي البريطاني في باكستان مؤخراً استطلاعاً يشير إلى أنّ غالبية الشباب الباكستاني يدعمون إقامة دولة إسلامية بدلاً من الدول الديمقراطية؛ ويشير أيضاً إلى أنّ 94٪ من الشباب الّذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً يعتقدون بأنّ البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، ويرغبون في إحداث تغييرٍ حقيقي في باكستان.

التعليق:

إنّ هذه الحقائق هزت وأقلقت الخونة في القيادة السياسية والعسكرية في باكستان وأسيادهم في واشنطن؛ وعلى الرغم من أنّ وسائل الإعلام الإلكترونية لم تذكر شيئاً عن هذا المسح في نشرات الأخبار أو في البرامج الحوارية، فلقد نُشرت هذه الدراسة على نطاقٍ واسعٍ في وسائل الإعلام المطبوعة.

وفي برنامجٍ حواري مباشرٍ بُث على التلفاز تحت عنوان “الديمقراطية أم الدكتاتورية”، رفض الشباب المشاركون في البرنامج الديمقراطية والدكتاتورية، واقترحوا الخلافة كنظامٍ بديلٍ عن تلك الأنظمة، حتى قال أحد المشاركين: “يبدو لي أنّ هذا البرنامج ليس عن الديمقراطية أو الديكتاتورية، بل عن الخلافة فقط، وهذا الّذي يريده أغلبية الحضور”، ولقد حصلت هذه الحلقة على إعجاب المشاهدين، مما جعل إدارة القناة تزيد من مدة الحلقة المقررة بساعةٍ واحدةٍ، إلى إن بلغت الساعتين تقريباً.

وبالمثل، فقد بثت محطة التلفاز التابعة للدولة (قناة (PTV – وهي قناة باللغة الإنجليزية – برنامجاً حوارياً بعنوان، “هل ستُحدث انتخابات 2013م أيَّ تغيير؟”، وذكرت مقدمة البرنامج في كلمتها الافتتاحية استطلاع المجلس الثقافي البريطاني المشار إليه، واعترفت أثناء المناقشة بأنّ الرأي العام يتجه نحو الاعتقاد بأنّ الانتخابات لن تجلب أيّ جديد، ولكنها حثت الشباب على المشاركة في الانتخابات المقبلة في نهاية الحلقة!

وقبل بث هذه البرامج، بدأت محطة “جيو” – وهي أكبر وسائل الإعلام في باكستان – بحملةٍ للترويج إلى أنّ الفشل الحاصل في البلاد هو بسبب الحكومة، لا بسبب فشل الديمقراطية، ولكن يبدو أنّ كل هذه الجهود لم تمكنها من تغيير رأي النّاس.

وفي محاولةٍ أخرى لتشجيع النّاس وخصوصاً الشباب على التصويت، عقدت الّلجنة الانتخابية الباكستانية اتّفاقاً مع لاعب الكريكت الشهير “شهيد أفريدي”، ليقوم بجولةٍ في البلاد، وعلاوةً على ذلك فقد طُلِب من بعض الشخصيات “الدينية” إصدار فتاوى تحث النّاس على التصويت في ظل هذا النظام الديمقراطي.

لقد كانت نسبة التصويت متدنيةً، قبل خمس سنوات، في انتخابات عام 2008م؛ بسبب غضب النّاس على حكم مشرف لموقفه الموالي لأميركا، وإشاعته الفاحشة في البلاد، وحصول مجزرة المسجد الأحمر، إضافةً إلى تعاطف النّاس مع حزب الشعب الباكستاني بسبب اغتيال زعيمته (بي نظير بوتو)، مما جعلهم يرغبون في التخلص من مشرف وأنصاره، ولكن بعد تجربة خمس سنوات من الديمقراطية، أصبح الناس على قناعةٍ بأنّ الديمقراطية مثل الديكتاتورية، فهي أيضاً أداةٌ لتدمير الاقتصاد من خلال تنفيذ تعليمات صندوق النقد الدولي وسياسات البنك الدولي، كما أنها أداة تُستخدم لتأمين مصالح أمريكا على حساب النّاس والبلد والإسلام.

إنّ الأمة الآن تدركُ بأنّ الدكتاتورية والديمقراطية لا تخدمان إلا الخونة في القيادة السياسية والعسكرية وأسيادهم الأمريكان، والأمة الآن تريد تحرير نفسها من أغلال الديمقراطية والدكتاتورية، وترى في الإسلام الحل الوحيد في التغيير الجذري.

وهذه الحقائق واضحةٌ جداً، إلى درجة أنّه في 20 نيسان/أبريل 2013م، وبينما كان عميل أمريكا (الجنرال كياني) يمر بموكبٍ من الضباط من الجيش الباكستاني في منطقة كاكول قال: “اسمحوا لي أن أذكركم بأنّ باكستان تم إنشاؤها باسم الإسلام، والإسلام لا يمكن أن يؤخذ أبداً منها”.

لقد أفاقت الأمة من سباتها، وها هي الآن تعلنها أنّ الإسلام والخلافة هو خيارها الوحيد ومصيرها، فقد نقلت أحد الصحف عن أحد المُستطلع رأيهم في مسح المجلس الثقافي البريطاني، (محمد أسامة)، قوله: “بصفتي مسلمٌ، أعتقد بحكم الخليفة، والديمقراطية هي التخلي عن بلدك والتشبث بأمريكا.”

 

 

شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان