خبر وتعليق الجهاد تهمة يعاقب عليها قانون آل سعود
الخبر:
أدانت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أمس (3) من أصل (6) متهمين في مجموعة تهم منها “التنسيق مع أحد الأشخاص من أجل خروج الشباب للعراق والمشاركة في القتال هناك” (الرياض – 23/04/2013).
التعليق:
إن مجرد اعتبار الخروج للعراق تهمة هو كارثة بحد ذاته فهو منع للجهاد في سبيل الله وتفريق بين المسلمين بل وتمكين لأعداء الله من أهلنا المسلمين في العراق بل وخشيةٌ من وصول المجاهدين من العراق إلى سوريا لنصرة إخوانهم هناك.
نعم، لا يتوانى نظام آل سعود عن محاربة ذروة سنام الإسلام جهرا دون مواربة أو تورية، ففي الوقت الذي يسارع فيه لإظهار حميته تجاه قتلى تفجيرات أمريكا أو أوروبا أو كوارثها الطبيعية، أو حتى في الوفاة الطبيعية كوفاة المجرمة تاتشر قبل أيام، وإظهار التعازي والأحزان، نجده يمنع أبناء بلاده من نصرة إخوانهم المسلمين المستضعفين، بل يعاقبهم إن فكروا في هذه النصرة سجنا وتعذيبا..
ففي الصحيفة ذاتها التي نقلت هذا الخبر نجد خبرا آخر يتحدث عن (أحكام بالسجن تتراوح بين 4 أشهر إلى 13 عاماً والجلد بحق 27 متهماً بالإرهاب)، وإذا أردت الاطلاع على تفاصيل هذا “الإرهاب” لن تجده سوى التخطيط لدعم المجاهدين في العراق بالمال أو العتاد، وقبل أيام قليلة طالعتنا الصحف أيضا باعتقال “خلية” كانت تخطط للجهاد في أفغانستان، يأتي ذلك في الوقت الذي تضافرت فيه التحذيرات من الذهاب للجهاد في سوريا، بلسان المفتي يوما وبلسان وزارة الداخلية يوما آخر، ثم بالتحذير من مجرد التبرع بالمال للمجاهدين في سوريا، ثم لم يكتفوا بذلك بل تجاوزوا حدود بلادهم ليدعوا إلى “تعاون دولي لمنع حصول إرهابيين على أسلحة دمار شامل” (الحياة 23-04-2013) ولا يقصدون بالإرهابيين إلا مجاهدي سوريا الذين رفضوا الانضواء تحت ائتلافهم ومجالسهم العميلة ورفضوا أن يرفعوا غير راية رسول الله أو أن يحكموا بغير حكمه…
هذا هو عهد آل سعود لأسيادهم منذ خروجهم على دولة الخلافة، مرورا باحتلال فلسطين ثم أفغانستان فالعراق، وسوريا الآن.. عهدهم حربٌ على دين الله وأحكامه، ومنعٌ لوحدة المسلمين وتآخيهم، وتجريمٌ لنصرة المسلمين والجهاد معهم..
إن استمرار الفئة الحاكمة من آل سعود في طغيانها هذا مردّه أمران أساسيان، أولهما أنهم لا يستحيون من الله ورسوله، وهذا ليس مستغربا من مثلهم، فلا تقوى تردعهم ولا إيمان يوقفهم، بل عمالة وخيانة وتسليم لأعداء الله..
أما الأمر الثاني وهو المستغرب حقا، فهو استمرار استخفافهم بأبناء بلادهم، ومردّ ذلك الطاعة العمياء كما قال تعالى: (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ )) بحجة أنهم “أولياء الأمور” المستوجبو الطاعة مهما فعلوا…
لا يا أهلنا في بلاد الحرمين، فولي الأمر الشرعي هو الذي يقود الجهاد، لا الذي يمنعه..
وولي الأمر الشرعي هو الذي ينتصر للمسلمين ولا يخذلهم..
وولي الأمر الشرعي هو الذي يعادي من حاد الله ورسوله، وليس الذي ينتفض لمصابهم ويسارع لتعزيتهم..
وولي الأمر الشرعي هو الذي يحكم المسلمين بأوامر الله، لا بأوامر أمريكا أو الغرب..
وولي الأمر الشرعي هو الذي يحكم المسلمين بشريعة الله كلها، لا بما يجتزؤه هواهُ منها..
وأخيرا، فولي الأمر الشرعي هو الذي يحكم المسلمين كافة، لا فرق بين عربي أو أعجمي، وليس الذي يحكم طبقةً منهم أو قطعةً من أراضيهم.. فهو يوحد المسلمين ولا يفرقهم..
فإلى متى تسمحون لحكامكم بهذا الاستخفاف، وإلى متى تسكتون عن هذا الطغيان..
ألا فهبوا لنصرة دين الله ونصرة إخوانكم، هبوا لإقامة أمر الله كله وشرعه كله، هبوا لإعلاء رايته ولنشر دعوته وتوحيد المسلمين جميعا في دولته..
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ))
أبو صهيب القحطاني
بلاد الحرمين الشريفين