رِسالَةٌ مِنْ نِساءِ حِزْبِ التَّحْرِيرِ فِيْ تُرْكِيّا إِلَى النِّساءِ الشَّرِيفاتِ فِيْ الشّامِ (مترجم)
أَخَواتِنا الْعَفِيفاتِ الشَّرِيفاتِ فِيْ الشّامِ،
السَّلامُ عَلَيْكُنَّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ،
سَلامٌ عَلَىْ الشّامِ وَأَهْلِها، تِلْكَ الشّامُ الَّتِيْ دَعَا لَها رَسُولُ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ، وَالَّتِيْ وَصَفَها عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بِأَنَّ الْمَلائِكَةَ باسِطَةٌ أَجْنِحَتَها عَلَىْ الشّامِ وَأَنَّهُ يَسْكُنُها خَيْرُ الْبَشَرِ! وَنَحْنُ نُتابِعُ أَخْبارَكُمْ لَيْلَ نَهارَ دُونَ انْقِطاعٍ. وَرُؤْيَةُ مَا يَحْدُثُ لأَخَواتِنا وَإِخْوانِنا فِيْ الشّامِ يَجْعَلُنا لا نَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَىْ وُجُوهِهِمْ، وَحِينَ نَرْتَدِيْ جَلابِيبَنا عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَنْزِلِ، نَشْعُرُ فِيْ قُلُوبِنا بِالرُّعْبِ الَّذِيْ تَعِيشُهُ أَخَواتُنا فِيْ سُورْيا. وَحِينَ يَتَرَدَّدُ بُكاءُ أَطْفالِنا فِيْ آذانِنا، يُذَكِّرُنا بِما يُعانِيهِ أَطْفالُنا فِيْ سُورْيا، وَصُوَرُهُمُ الَّتِيْ تَقْشَعِرُّ لَها الأَبْدانُ، فَنُعانِقُ أَطْفالَنا وَالأَلَمُ يَعْتَصِرُ قُلُوبَنا.
كُلُّ أَلَمٍ تَعِيشُونَهُ هُناكَ نَشْعُرُ بِهِ نحن هنا في تركيا كَذلِكَ، لأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ بِأَنَّنا “كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْواحِدِ”، وَقالَ عَزَّ مِنْ قائِلٍ (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )). وَنَحْنُ نَرْجُو اللهَ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ سُبْحانَهُ وَتَعالَىْ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ كُلِّ مَنِ ارْتَكَبَ هَذِهِ الْجَرائِمَ ضِدَّ إِخْوانِنا وَأَخَواتِنا. وَلأَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ وَحَتَّىْ الآنَ وَالْغَرْبُ يُحاوِلُ أَنْ يُخَدِّرَنا بِأَسالِيبَ مَاكِرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ لِيَجْعَلَنا نَعْتادُ عَلَىْ هذا الأَلَمِ الَّذِيْ نَشْعُرُ بِهِ تُجاهَ مَا تُعانِيهِ أُمَّةُ الإِسْلامِ فِيْ الْعالَمِ أَجْمَعَ، لَكِنَّهُمْ فَشِلُوا، فَلَيْسَ هُناكَ شَكٌّ الْيَوْمَ بِأَنَّ قُلُوبَنا وَقُلُوبَ كُلِّ الْمُسْلِمِينَ تَنْزِفُ دَماً لِمَا يَحْدُثُ فِيْ سُورْيا.
أَخَواتِنا الْعَزِيزاتِ فِيْ سُورْيا؛ لَقَدْ أَظْهَرْتُنَّ مُقاوَمَةً مُلْهَمَةً. إِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الأَمَلِ! وَإِنَّ انْتِفاضَتَكُمْ هِيَ تَتْوِيجٌ لِنِضالِ الأُمَّةِ لِمُدَّةِ قَرْنٍ، لأَنَّكُمْ أَخَواتِنا وَإِخْوانَنا الشُّرَفاءَ، صَرَخْتُمْ بِصَوْتٍ عالٍ، واضِحٍ وَلا لَبْسَ فِيهِ مِنْ أَجْلِ إِقَامَةِ خِلافَةٍ إِسْلامِيَّةٍ، الدَّوْلَةِ الَّتِيْ تَرْغَبُ بِها الأُمَّةُ الإِسْلامِيَّةُ لِمُدَّةِ مَا يُقارِبُ التِّسْعِينَ عامًا، وَلَقَدْ تَعَهَّدْتُمْ عَلَىْ أَنْ لا يَرْتاحَ لَكُمْ بالٌ إِلاّ بَعْدَ قِيامِ دَوْلَةِ الْخِلافَةِ. لَقَدْ أَكْرَمَنا مَوْلانا سُبْحانَهُ بِكُمْ، يَا خَيْرَ ناسٍ فِيْ الْبَشَرِيَّةِ! الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ وَهَبَنا أُخُوَّتَكُمْ! فَلَقَدْ أَخْبَرَنا رَسُولُ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: “أَلا وَإِنَّ الإِيمانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشّامِ”.
لَقَدْ أَثَرْتُمُ الأَمَلَ بِأَنَّ قِيامَ الْخِلافَةِ باتَ وَشِيكًا بِإِذْنِ اللهِ -وَهِيَ الدَّوْلَةُ الَّتِيْ سَوْفَ تُحَرِّرُ الأُمَّةَ مِنْ هَيْمَنَةِ الْغَرْبِ، وَسَوْفَ تُعِيدُ وَحْدَةَ الْبِلادِ الإِسْلامِيَّةِ تَحْتَ رايَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّتِيْ سَوْفَ تُطَبِّقُ جَمِيعَ الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ لِرِعايَةِ شُؤُونِ النّاسِ. لَقَدْ أَثْبَتَتْ ثَوْرَتُكُمْ لِلأُمَّةِ وَلِلْعالَمِ أَجْمَعَ بِأَنَّ تَطْبِيقَ نِظامِ الإِسْلامِ واقِعٌ قَرِيبٌ إِنْ شاءَ اللهُ! لِذَلِكَ كانَ نَجاحُ كِفَاحِ الْمُسْلِمِينَ فِيْ سُورْيا هُوَ نَجاحاً لِلأُمَّةِ كُلِّها. وَنَصْرُكُمْ هُوَ نَصْراً لِلأُمَّةِ. فَاسْتَمْرِرْنَ بِالثَّباتِ فِيْ نِضالِكُنَّ الإِسْلامِيِّ أَخَواتِنا الْعَزِيزاتِ فَإِنَّ رَبَّ الْعالَمِينَ يُؤَيِّدُكُنَّ. وَلا تَسْمَحْنَ لِلْحُلُولِ الْغَرْبِيَّةِ الدِّيمُقْراطِيَّةِ، صَنِيعَةِ الْبَشَرِ، أَنْ تَخْطِفَ ثَوْرَتَكُنَّ النَّقِيَّةَ.
نَحْنُ، أَخَواتِكُنَّ فِيْ حِزْبِ التَّحْرِيرِ – تُرْكِيّا، مَعَ إِخْوانِنا وَأَخَواتِنا فِيْ حِزْبِ التَّحْرِيرِ فِيْ الْعالَمِ أَجْمَعَ، نَدْعَمُ دَعْوَتَكُنَّ بِكُلِّ الْوَسائِلِ الَّتِيْ نَمْتَلِكُها لِكَيْ نطبق نِظامَ الإِسْلامِ بدلاً من النَّظامِ الْعَلْمانِيِّ الدِّكْتاتُورِيِّ. وَبَيْنَما تَتَعالَىْ نِداءَاتِكُمْ فِيْ أَرْجاءِ الْعالَمِ، نَعْمَلُ نَحْنُ لَيْلاً وَنَهارًا لِتَبْلِيغِ هذا الصَّوْتِ. فَفِيْ تُرْكِيّا، قُمْنا بِتَنْظِيمِ مُؤْتَمَراتٍ حَضَرَها الآلافُ. وَنُنَظِّمُ أَيْضًا نَدَواتٍ وَمُؤْتَمَراتٍ صَحَفِيَّةً لإِيصالِ دَعْوَتِكُمْ لِلنّاسِ. وَقامَ شَبابُ وَشابّاتُ حِزْبِ التَّحْرِيرِ فِيْ كُلِّ الْعالَمِ، لَيْسَ فَقَطْ فِيْ تُرْكِيّا، بِتَنْظِيمِ مُظاهَراتٍ وَمُؤْتَمَراتٍ وَمُناقَشاتٍ لا تُحْصَىْ لِنَشْرِ الْوَعْيِ عَنْ مُعاناتِكُمْ وَلأَجْلِ الدَّعْوَةِ لإِقامَةِ الْخِلافَةِ الَّتِيْ سَوْفَ تَكُونُ دِرْعَكُمْ وَحامِيَتَكُمْ. وَكُلُّ هذا كانَ تَحْتَ رِعايَةِ الْعالِمِ الْجَلِيلِ عَطاءِ بْنِ خَلِيلٍ أَبُو الرَّشْتَةَ، أَمِيرِ حِزْبِ التَّحْرِيرِ الْمُجْتَهِدِ وَالسِّياسِيِّ الْماهِرِ وَالْقِيادِيِّ الْمُفَكِّرِ، ذلِكَ الرَّجُلُ الَّذِيْ أَمْضَى وَقْتًا فِيْ ظُلُماتِ سُجُونِ الطُّغاةِ فِيْ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ وَنالَهُ فِيهَا مِنَ التَّنْكِيلِ وَالتَّعْذِيبِ مَا نالَهُ، وَطُورِدَ فِيْ السُّعُودِيَّةِ وَلِيبْيا وَالْعِراقِ وَالأُرْدُنِّ، أَتَعْلَمْنَ لِمَاذا؟ لأَنَّهُ يَعْمَلُ لإِقامَةِ الْخِلافَةِ الَّتِيْ بِها تُحْقَنُ دِماؤُكُنَّ، وَيُذادُ بِها عَنْ أَعْراضِكُنَّ، وَتُصانُ فِيهَا كَرامَتُكُنَّ؛ وَمَعَ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَّ صامِدًا دُونَ أَيِّ تَنازُلٍ عَنْ هذِهِ الْغايَةِ الْعَظِيمَةِ. فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْخَلِيفَةَ الْقادِمَ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلِيَّ أَمْرِكُمْ وَحامِيَكُمْ، الَّذِيْ سَوْفَ يُحَرِّكُ الْجُيُوشَ الْمُسْلِمَةَ دُونَ تَرَدُّدٍ أَوْ تَأْخِيرٍ مِنْ أَجْلِ الدِّفاعِ عَنْ دِمائِكُمْ وَأَعْراضِكُمْ بِالطَّرِيقَةِ الَّتِيْ لا يُؤَدِّيها إِلاّ أَمِيرٌ يَتَجَسَّدُ الإِسْلامُ فِيْ تَفْكِيرِهِ وَأَعْمالِهِ وَرُؤْيَتِهِ، وَسَوْفَ يُوَفِّرُ لَكُمْ حَياةَ الأَمْنِ وَالْكَرامَةِ وَالازْدِهارِ، وَيُعْلِي رايَةَ الإِسْلامِ فِيْ جَمِيعِ أَنْحاءِ الْعالَمِ فَوْقَ كُلِّ الرّاياتِ.
أَخَواتِنا الْعَزِيزاتِ الشَّرِيفاتِ فِيْ الشّامِ! إِنَّ دِماءَنا تَغْلِيْ فِيْ عُرُوقِنا مِنَ الْغَضَبِ لِخُذْلانِ الْحُكُومَةِ التُّرْكِيَّةِ لَكُنَّ، فَقَدْ تَخَلَّتْ عَنْكُنَّ وَأَنْتُنَّ فِيْ أَمَسِّ الْحاجَةِ لِلْمُساعَدَةِ، وَفَشِلَتِ الْحُكُومَةُ بِتَحْرِيكِ وَلَوْ جُنْدِيٍّ واحِدٍ لِنُصْرَتِكُنَّ عَلَىْ الرُّغْمِ مِنْ أَنَّها تَنْعُمُ بِواحِدٍ مِنْ أَكْبَرِ الْجُيُوشِ فِيْ الْعالَمِ مُكَوَّنٍ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ مِلْيُونِ جُنْدِيٍّ. هذا لأَنَّ إِرْدُوغانَ وَنِظامَهُ يُشارِكُونَ فِيْ الْمُؤَامَراتِ لإِفْسادِ ثَوْرَتِكُنَّ، بِالْمُشارَكَةِ مَعَ الْقِياداتِ الأُخْرَىْ فِيْ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ خِلالِ دَعْمِ مُخَطَّطاتِ أَسْيادِهِمْ فِيْ الْغَرْبِ لِمَنْعِ وِلادَةِ الْخِلافَةِ الرّاشِدَةِ الثّانِيَةِ، وَوَضْعِ حاكِمٍ عَمِيلٍ آخَرَ لَهُمْ فِيْ سُورْيا يَرْعَى مَصالِحَهُمْ وَيُنَفِّذُ مَشارِيعَهُمْ.
هذا هُوَ السَّبُبُ فِي خُذْلانِ الْحُكُومَةِ التُّرْكِيَّةِ لَكُمْ. لَكِنَّها لَمْ تَكْتَفِ بِذَلِكَ، بَلْ قامَتِ الْحُكُومَةُ أَيْضًا بِتَسْلِيمِ بعض الضُّبّاطِ الْمُنْشَقِّينَ الَّذِينَ لَجَأُوا إِلَى تُرْكِيّا، قامَتْ بِتَسْلِيمِهِمْ إِلَىْ نِظامِ بَشّارٍ الْمُجْرِمِ، هذا بِجَانِبِ إِخْضاعِ اللّاجِئِينَ السُّورِيِّينَ الضُّعَفاءِ الَّذِينَ فَرُّوا مِنَ الْقَمْعِ الأَكْثَرِ وَحْشِيَّةً إِلَىْ مِحْنَةٍ لا إِنْسانِيَّةٍ أُخْرَى بِوَضْعِهِمْ فِيْ مُخَيَّماتٍ بِظُرُوفٍ خَطِيرَةٍ وَمُرَوِّعَةٍ جِدًّا لا تَصْلُحُ حَتَّىْ لِلْحَيَواناتِ، بَيْنَما يُعِيدُونَ بَعْضَهُمْ إِلَى سُورْيا لِمُواجَهَةِ الْمَوْتِ. أَخَواتِنا الْعَزِيزاتِ، تَتَفَطَّرُ قُلُوبُنا حُزْنًا عَلَىْ وَضْعِكُنَّ الْيائِسِ وَطَرِيقَةِ إِرْدُوغانَ الْمُؤْسِفَةِ لِرِعايَةِ احْتِياجاتِكُنَّ بِسَبَبِ نِظامِهِ الْقَوْمِيِّ الْفاسِدِ الَّذِيْ يَرْفُضُ حِمايَةَ دِمائِكُنَّ وَيَضَعُ الْمَصالِحَ الاقْتِصادِيَّةَ الْوَطَنِيَّةَ فَوْقَ تَوْفِيرِ الرِّعايَةِ اللّازِمَةِ وَالأَمانِ لَكُنَّ.
وَمَعَ ذلِكَ، فَإِنَّ كُلَّ هذا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ صَبْرِكُنَّ وَصُمُودِكُنَّ كَشَفَ الْغِطاءَ عَنْ أَعْيُنِ الْمُسْلِمِينَ فِيْ تُرْكِيّا وَغَيْرِهِمُ الْكَثِيرُ فِيْ الْعالَمِ أَجْمَعَ بِمَا فِيهِ الْكِفايَةُ لِتَقْتَنِعَ عُقُولُهُمْ بِمَا كانُوا يَشْعُرُونَ بِهِ وَبِمَا كانُوا يَعْلَمُونَ مِنْ قَبْلُ: بِأَنَّ الدِّيمُقْراطِيَّةَ وَالْعَلْمانِيَّةَ وَالْحُرِّيَّةَ وَحُقُوقَ الإِنْسانِ لَيْسَتْ فَقَطْ كَلِماتٍ جَوْفاءَ، لَكِنَّها عَلاوَةً عَلَىْ ذلِكَ كَمِينٌ وَخِداعٌ مِنَ الْغَرْبِ.
إِنَّ الأَخْبارَ السّارَّةَ فِيْ الْجانِبِ الآخَرِ الَّتِيْ تَصِلُنا عَنِ انْتِصاراتِكُمْ وَصُوَرَ الأَبْطالِ الْمُجاهِدِينَ أَمْثالِ خالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ تَجْعَلُها حَيَّةً فِيْ أَعْيُنِ أَطْفالِنا. وَرُؤْيَةُ شَجاعَةِ الْمُجاهِداتِ الَّتِيْ لا تَتَزَعْزَعُ، يُقاتِلْنَ ضِدَّ الظُّلْمِ حَقًّا مُلْهِمَةٌ. إِنَّ دِماءَكُنَّ لَنْ تَذْهَبَ هَدْرًا وَبِالتَّأْكِيدِ لَنْ تَذْهَبَ هَباءً! لأَنَّ جَزاءَكُنَّ فِيْ الآخِرَةِ سَوْفَ يَكُونُ عَظِيمًا إِنْ شاءَ اللهُ وَسَوْفَ تَخْلُدْنَ إِلَى الأَبَدِ فِيْ ذاكِرَةِ الْمُسْلِمِينَ -الآنَ وَفِيْ كُلِّ الأَجْيالِ الْقادِمَةِ- لأَنَّكُنَّ مَنْ ساهَمْتُنَّ فِيْ إِعادَةِ نُورِ نِظامِ الإِسْلامِ وَرَحْمَتِهِ لِيَعُمَّ الْعالَمَ مِنْ جَدِيدٍ، الْعالَمَ الَّذِيْ كانَ غارِقًا فِيْ الظَّلامِ لِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ.
وَلَكِنَّ قُلُوبَنا تَبْكِيْ لِرُؤْيَةِ الْجُيُوشِ الْمُسْلِمَةِ، بِما فِيْ ذلِكَ جُيُوشَ تُرْكِيّا وَهِيَ مُقَيَّدَةٌ بِالسَّلاسِلِ فِيْ ثَكَناتِها مِنْ قِبَلِ حُكّامِها الْجُبَناءِ، بَيْنَما يُتْرَكُ الرِّجالُ الشُّجْعانُ وَالنِّساءُ وَحَتَّى الأَطْفالُ فِيْ سُورْيا يُقاتِلُونَ ظالِمَهُمْ لِوَحْدِهِمْ. وَمَعَ ذلِكَ، فَإِنَّنا سَوْفَ نَنْشُرُ النِّداءَ بَيْنَ أَبْناءِ الْجَيْشِ التُّرْكِيِّ وَجَمِيعِ الْجُيُوشِ الْمُسْلِمَةِ فِيْ الْعالَمِ لِتَحْطِيمِ وَلائِهِمْ لِهَؤُلاءِ الْقادَةِ الْمُتَخاذِلِينَ وَأَنْ يَهُبُّوا بِسُرْعَةٍ لِتَلْبِيَةِ واجِبِهِمُ الإِسْلامِيِّ الْعَظِيمِ بِنُصْرَتِكُنَّ وَالإِطاحَةِ بِنِظامِ بَشّارٍ الْمُجْرِمِ. فَهُناكَ جُنُودٌ مُخْلِصُونَ بَيْنَ صُفُوفِ الْجُيُوشِ الإِسْلامِيَّةِ، يُحِبُّونَ اللهَ سُبْحانَهُ وَتَعالَىْ وَيَنْتَظِرُونَ بِقُلُوبٍ مُتَشَوِّقَةٍ لِتَخْلِيصِ أَراضِيْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ هذِهِ الْقِياداتِ الْخائِنَةِ الَّتِيْ تُبْقِيْ الْجُيُوشَ خاضِعَةً مُكَبَّلَةً فِيْ حِينِ تَنْزِفُ أُمَّتُهُمْ دَمًا! إِنَّها تَتَشَوَّقُ بِأَنْ تَكُونَ “جُيُوشُ النَّبِيِّ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” مِنْ جَدِيدٍ، لاسْتِعادَةِ الْكَرامَةِ وَالْعِزَّةِ لأَنْفُسِهِمْ وَلأُمَّتِهِمْ، بِتَنْفِيذِ أَوامِرِ اللهِ تَعالَىْ مِنْ خِلالِ قائِدِهُمُ الْوَحِيدِ، الْخَلِيفَةِ! إِنَّ الْقائِدَ الَّذِيْ يَنْتَظِرُونَهُ هُوَ خَلِيفَةٌ كَالْمُعْتَصِمِ بِاللهِ الَّذِيْ لَبَّىْ نِداءَ مُسْلِمَةٍ فِيْ عَمُّورِيَّةَ، اعْتَقَلَها وَأَهانَها الرُّومُ فَصَرَخَتْ بِاسْمِ الْخَلِيفَةِ “وَا مُعْتَصِماهُ”، فَرَكِبَ عَلَىْ فَرَسِهِ فَوْرًا مُتَّجِهًا إِلَىْ عَمُّورِيَّةَ لِيُنْقِذَها، وَبَعْدَ فَتْحِها، حَرَّرَ الْمَرْأَةَ بِيَدَيْهِ وَاعْتَذَرَ لَها عَنْ تَأْخِيرِهِ، قائِلاً، “أُخْتِيْ الْكَرِيمَةَ، لَمْ أَسْتَطِعِ الْمَجِيءَ فِيْ وَقْتٍ سابِقٍ، فَالطَّرِيقُ مِنْ بَغْدادَ طَرِيقٌ طَوِيلٌ”.
إِنَّ جُيُوشًا كَهَذِهِ تَحْتَ إِمْرَةِ خُلَفاءَ كَهَؤُلاءِ كانُوا هُمْ مَنْ سارَعُوا لِمُساعَدَةِ هذِهِ الأُمَّةِ؛ فَقامُوا بِحِمايَةِ أَعْراضِ الْمُسْلِماتِ؛ انْتَقَمُوا لِلْمَظْلُومِينَ؛ وَفَتَحُوا أَبْوابَ الإِغاثَةِ لِلْمَلْهُوفِينَ. وَسَوْفَ نَرَى أَمْثالَهُمْ قَرِيبًا إِنْ شاءَ اللهُ، بِعَوْدَةِ الْخِلافَةِ الرّاشِدَةِ الثّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهاجِ النُّبُوَّةِ، وَالَّتِيْ سَوْفَ نَبْذِلُ كُلَّ جُهُودِنا لِنُواصِلَ كِفاحَنا مِنْ أَجْلِها أَخَواتِنا الْعَزِيزاتِ، لِذَلِكَ نُطالِبُكُمْ بِالصَّبْرِ وَالصُّمُودِ كَمَا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحابَتَهُ، حَتَّىْ نُوْجِدَ خَلِيفَتَنا الَّذِيْ سَوْفَ يُعاقِبُ وَبِشِدَّةٍ كُلَّ مَنْ أَهانَ مُسْلِمَةً أَوْ يَتَّمَ طِفْلاً وَكُلَّ مَنْ خانَ هذِهِ الأُمَّةَ! حَقّاً إِنّنا نَسْمَعُ خُطُواتِ الْخِلافَةِ الرّاشِدَةِ الثّانِيَةِ، قادِمَةً بِنَصْرِكُمْ، وَالَّتِيْ سَوْفَ تُحَرِّرُ فِلَسْطِينَ وَالْعِراقَ وَأَفْغانِسْتانَ وَكُلَّ الْبُلْدانِ الْمُحْتَلَّةِ، وَالَّتِيْ سَوْفَ تَنْتَقِمُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ وَتُنْشُرُ دَعْوَةَ الإِسْلامِ رِسالَةً هُدًى وَنُورٍ لِلْعالَمِ أَجْمَعَ!
تَمَسَّكْنَ أَخَواتِنا الْكَرِيماتِ بِكِفاحِكُنَّ الإِسْلامِيِّ، وَنَحْنُ نَقِفُ جَنْبًا لِجَنْبٍ مَعَكُنَّ بِقُلُوبِنا، بِلا تَعَثُّرٍ، وَبِعَزِيمَةٍ قَوِيَّةٍ! يا أَخَواتِنا الْمُوَقَّراتِ وَالرّائِعاتِ وَالشُّجاعاتِ وَالْمُلْهَماتِ فِيْ سُورْيا، إِنَّ يَوْمَ فَرْحَتِنا باتَ قَرِيبًا بِإِذْنِ اللهِ! يَقُولُ اللهُ سُبْحانَهُ وَتَعالَىْ: (( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )).
اللَّهُمَّ اجْعَلْ هذا الْيَوْمَ قَرِيبًا وَمَتِّعْ أَسْماعَنا بِهذا الْخَبَرِ السَّعِيدِ! أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَبِالإِجابَةِ جَدِيرٌ!
وَالسَّلامُ عَلَيْكُنَّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
أَخَواتُكُنَّ مِنْ حِزْبِ التَّحْرِيرِ فِيْ تُرْكِيّا