خبر وتعليق إخوان سوريا يروجون لإسلام حداثي خوفا من التطرف
الخبر:
أعلنت جماعة “الإخوان المسلمين” المنفية عن سوريا منذ أكثر من ثلاثة عقود أنها اتخذت قراراً بفتح مكاتب لها داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وقال المراقب العام لـ”لإخوان المسلمين” السوريين رياض الشقفة في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية: “في البداية قلنا إنه وقت الثورة وليس الأيديولوجيا، لكن الآن هناك العديد من المجموعات في الداخل، وعلينا بالتالي إعادة تنظيم صفوفنا”، مضيفاً أن جماعة “الإخوان” تأمل بالترويج لتفكير إسلامي أكثر حداثة، في الوقت الذي يتنامى فيه التطرف.
التعليق:
قبل عام أصدر الإخوان المسلمون – سوريا وثيقة أسموها (عهد وميثاق) التزموا فيها بالمشروع الغربي المسمى بالدولة المدنية الديموقراطية، التي تضمن للغرب بقاء آخر معاقل العلمانية بمنظومتها الفكرية والسياسية والتشريعية كما هي في سوريا، بالرغم من أن عهد الشام وميثاقه لا يكون إلا بالإسلام العظيم وبدولته الراشدة على منهاج النبوة.
وتماشيا مع الرغبات الغربية ولا سيما الأمريكية، فقد صرح المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين – سوريا، زهير سالم، في شهر نوفمبر ٢٠١٢، أن حركته تخشى تسلل المتطرفين إلى الثورة السورية، وتزامن تصريحه المذكور مع تصريحات مماثلة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عبرت فيها عن تخوفها من تسلل التطرف إلى الثورة السورية، وطالبت بمعارضة (معتدلة قوية)، وقد تم على إثر مطالبتها تلك تشكيل ما يسمى بالائتلاف السوري لقوى المعارضة بقيادة إمام المسجد الأموي (المعتدل) معاذ الخطيب وبمشاركة ملحوظة لإخوان سوريا (المعتدلين) فيه.
إن مصطلح التطرف الذي استنبطه الغرب من رؤيته النفعية الاستعمارية لبلادنا يعني، ما يمكن تلخيصه بعدة نقاط أبرزها:
١- رفض الهيمنة الغربية بكافة أشكالها في بلاد المسلمين
٢- المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية
٣- رفض وجود كيان يهود والدعوة لاجتثاثه من جسد الأمة
٤- العمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة
وبهذا يتضح أن الثورة الإسلامية في الشام تندرج ضمن إطار (التطرف) الذي حدده الغرب، ولهذا فهو يعمل ما بوسعه من أجل إجهاضها وحرفها وتضليلها وجرها إلى مستنقع التبعية من خلال عملائه السياسيين والفكريين وأمثالهم من الأدوات الاستعمارية الدولية والإقليمية والمحلية.
إن تصريحات الشقفة حول أولوية الأيديولوجيا الآن، وأن جماعته تأمل في الترويج لتفكير إسلامي أكثر حداثة، يعني في طياته إسلاماً غربياً، يروج فيه للدولة المدنية العلمانية في سوريا خوفا من وصول الإسلام التغييري النقي إلى الحكم، تماما كما تريد أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكافة قوى الشر العالمي، إسلاماً يقبل بالهيمنة الغربية في بلاد المسلمين ومنه سوريا، ويخضع للنظام الدولي الجائر، ويسير وفق الإرادة الدولية، بما لا يشكل خطرا على وجود كيان يهود السرطاني، ولا يقدم بديلا حضاريا للحضارة الغربية الرأسمالية المتوحشة، أي أنه إسلام يخلو من مفاهيم الإسلام العظيم، وربما كانت (مصر الثورة) مثالا على هذا الإسلام الحداثي الذي يدعو له الشقفة، فقد سبقه لذلك مرسي وجماعته في مصر.
إن عهد الشام وميثاقه هو الإسلام العظيم، وتتويجه سيكون بإقامة الخلافة الراشدة بأرض الشام بإذن الله، وستدور الدوائر على الغرب وأذنابه وتقطع دابر الكافرين المستعمرين من بلادنا إلى غير رجعة.
((فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)).
أبو باسل