خبر وتعليق البطالة المقنَّعة كثير من الناس لديهم وظائف على الرغم من الركود
بعد أن تم نشر أحدث أرقام معدلات النمو الاقتصادي هذا الأسبوع ظهر أن الاقتصاد البريطاني قد نما بمعدل 0.3% متجنبا بفارق ضئيل الركود الاقتصادي الثالث (الوقوع في ركود للمرة الثالثة منذ الانهيار المالي في 2008). وقد أطل علينا رؤساء الحكومة بتصريحات يدعون فيها أن سياستهم قد أثرت في إعادة بناء الاقتصاد. ومع ذلك فإنهم هم فقط من يصدق تلك الدعاية التي أطلقوها فيما يتعلق بهذه القضية.
قريب من هذا الادعاء الرسمي بأن التضخم في بريطانيا يبلغ 2.8%. لكن الكثير من الناس يشهدون ارتفاعا كبيرا في تكلفة الكهرباء والغاز والمواد الغذائية الأساسية فإن التضخم على الأرجح قريب من 10%. إن الكثيرين يعتبرون أن هناك خطأ في طريقة حساب هذه النسبة زاعمين أنها لا تعكس الحقيقة..
واحدة من الأشياء التي حيرت خبراء الاقتصاد هي حقيقة أن البطالة لم ترتفع خلال الركود الحالي. وتزعم الحكومة أن برنامج التقشف الذي اتبعته يحقق النتائج. إنه لمن الواضح أن الوزراء يسعون للادعاء بأن سياساتهم تعمل بشكل جيد لذلك فإنهم يتمسكون بأي خبر جيد متعلق بالاقتصاد ولو كان صغيرا.
إن الحقيقة هي أن الاقتصاد بالكاد ينمو، والقروض العامة لا تزال مرتفعة ولا زيادة في الصادرات لتنعش الاقتصاد. لذلك فعلى الرغم من كون أكثر من 2.5 مليون شخص عاطلين عن العمل في المملكة المتحدة، فإن 2012 كان أحسن الأعوام من حيث نمو العمولة منذ فقاعة شركات الإنترنت (الدوت نت).
كيف يكون هذا هو الحال وحوالي 7000 وظيفة في القطاع العام تتم خسارتها في الشهر والاقتصاد على حافة الركود؟؟ قد يكون أهم تفسير للأمر أن هذه الأرقام المنشورة تضع ضمن حساباتها مجموعات مهمة كأولئك الذين يعملون بوظائف جزئية والذين يرغبون بالعمل في وظائف كاملة ولا يستطيعون، أو الذين يعملون لحسابهم الخاص وأصحاب المهن الحرة الذين بالكاد يحصلون على كفايتهم من العمل أو الزبائن. أيٌّ من هؤلاء هم عاطلون لكن أيا منهم أيضا هو موظف كامل التوظيف ومع ذلك فإنهم مشمولون في الإحصائيات.
منذ انهيار ال2008، تنامت ظاهرة البطالة المقنعة. وقد أفاد تقرير صدر مؤخرا أن البريطانيين اليوم يرغبون في العمل 20 مليون ساعة إضافية إن توفرت لهم الفرصة لذلك. وعلى ما يبدو هذا سيعادل إضافة نصف مليون عامل إلى قائمة العاطلين عن العمل ليرتفع الرقم إلى 3 مليون عاطل بلا وظيفة.
وفي الحقيقة فإن النمو في معدل العاملين قد حصل -خلال فترة الركود الطويلة هذه- وذلك في عقود ساعات الصفر. عقود ساعات الصفر هي نوع من العقود لا يضمن صاحب العمل للموظف عددا معينا من ساعات العمل خلال الأسبوع. بدلا من ذلك فعلى الموظف أن يكون جاهزا عند الطلب ويحصل على أجر الساعات التي عملها فقط. 23% من أرباب العمالة الكبرى في بريطانيا يخضعون الموظفين لعقود تنكر حقهم الذي يحصل عليه الموظفون العاديون. وقد شهدت الأزمة الحالية أيضا تقليصا للوظائف الكاملة وإحلال الوظائف الجزئية عوضا عنها. بينما هؤلاء الموظفون في العمل لكنهم في الحقيقة لا يعتبرون أنفسهم محصلين لدخل عمل كامل ولا بوادر تغيير قريبة تلوح في الأفق.
وفي حين يعبر الوزراء عن فرحهم لكون إحصائيات البطالة أقل من المتوقعة، فإن حقيقة البطالة في المملكة المتحدة تنذر بزيادة المشكلة وتراكمها في السنوات المقبلة.
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا