Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المساعدات المميتة

 

جاء في كتاب الدكتورة ( دامبيسا مويو ) الموظفة في البنك الدولي، الحاصلة على الدكتوراة من جامعة أكسفورد، والخبيرة في الاقتصاد العالمي والاستراتيجيات، جاء في كتابها الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عام 2011م، أن المساعدات للدول النامية القادمة من الغرب هي المسئولة عن تخلف وتدهور الأوضاع وبالذات الاقتصادية، وطرحت الخبيرة الاقتصادية في كتابها الذي يحمل عنوان (المساعدات المميتة) أسئلة مثل: لماذا تهدر المساعدات الدولية بلا طائل، وما هو الطريق الأفضل للتنمية؟

وقالت الكاتبة: إن الدول الأفريقية فقيرة بالضبط بسبب برامج مساعدات التنمية المتدفقة إلى أفريقيا بما يزيد عن 300 مليار دولار منذ عام 1970م. وتضيف أن تلك المساعدات والهبات ساهمت في جعل الفقير أشد فقرا وساهمت في إبطاء النمو، وقالت الدكتورة مويو: (كانت المساعدات -وستظل- كارثة سياسية واقتصادية وإنسانية لا يمكن التخفيف من ويلاتها بالنسبة لمعظم أجزاء العالم النامي) وحسب رأي الموظفة في البنك الدولي: فإن الدول الأكثر اعتمادا على المساعدات سجلت نموا سلبيا سنويا بمعدل ناقص 2%، وبين عامي 1970-1998م حيث كانت المساعدات في ذروتها في التدفق إلى أفريقيا، ارتفع معدل الفقر في القارة فعليا من 11% إلى رقم مذهل بلغ 66%.

إذاً هذه المساعدات تأتي إلى الدول النامية مشروطة بالتبعية لاقتصاديات الدول الكبرى، وأيضا تأتي على شكل قروض ربوية تظل الدول النامية تسدد فوائدها لعقود طويلة، في حين لا تذهب تلك المساعدات في بناء اقتصاد حقيقي، علاوة على أن جزءا كبيرا منها يذهب إلى جيوب المسئولين، الذين يحافظ عليهم الغرب رغم علمه بفسادهم لأنهم هم من يؤمن له مصالحه في البلاد النامية، التي تعد فقيرة لفقر شعوبها ولكنها للمفارقة دول غنية من حيث مواردها الطبيعية، هذا هو الغرب الكافر المستعمر وهذه هي مساعداته التي يتوهم كثير من الناس أنها تأتي من أجل مصلحتهم، ولكن ها هو شاهد من أهلها -وغيرها كثير- يكشف مدى ضرر هذه المساعدات على اقتصاد البلاد النامية والتي هي بمثابة المساعدات المميتة.

 

 

د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن