خبر وتعليق أصداء تفجيرات بوسطن في موسكو
الخبر:
ذكرت بوابة الإنترنت Ansar.ru الروسية، في 3 آيار/مايو، خبر إغلاق أحد المساجد في موسكو وذلك نقلا عن تصريح أدلى به إمام مسجد “دار الأرقم”. وقال إمام المسجد “في علاقة مع المعلومات التي نشرت في وسائل الإعلام، وتشويه سمعة المجتمع، اتخذ فريق عمل قرار تعليق الأنشطة الدينية والتعليمية لمسجد “دار الأرقم”.
من المقرر إعادة التنظيم. توقفت بدءا من اليوم، ولفترة غير محددة، جميع الخدمات اليومية، وخطب الجمعة والدروس والمحاضرات في المسجد”.
التعليق:
يذكر أنه قبل أسبوع من الإعلان عن إغلاق مسجد “الأرقم” أي في 26 أبريل، كان المسجد محاطا بوحدات مختلفة من الأجهزة الخاصة الروسية. جميع المسلمين الذين جاءوا إلى صلاة الجمعة تعرضوا لفحص وثائقهم الشخصية، وألقي القبض على 140 منهم. غالبية المسلمين الذين يحضرون المسجد هم من شمال القوقاز. وقد تناقلت وسائل الإعلام الروسية نسخاً متماثلة عن خبر احتجاز 140 من المتطرفين متمركزين في دار الأرقم. وذكرت وسائل الإعلام، استنادا إلى قانون عدم الإفصاح عن مصادر تطبيق القانون، أنه في كثير من الأحيان يرتاد المسجد أفراد منضمون إلى الفصائل الإسلامية الناشطة في القتال في شمال القوقاز. بدوره، قال مسؤول المسجد، معلقا على نتائج التفتيش، أن “جميع الذين اعتقلوا يوم الجمعة الماضي قد تم الأفراج عنهم في نفس اليوم، باستثناء اثنين منهم غير مسجلين في روسيا، وسيتم ترحيلهم وفقا لقوانين الهجرة”.
وقعت هذه الأحداث على خلفية التفجيرات التي حصلت أثناء ماراثون بوسطن. وكما نعلم، فقد ذكرت الرواية الرسمية أن الأخوان تسارنايف من الشيشان هم من نفذوا هذه التفجيرات تحت تأثير الجماعات المتشددة الإسلامية العاملة على أراضي روسيا في شمال القوقاز. كما تم الإعلان عن أن الأخ الأكبر تسارنايف كان مؤخرا في الأراضي الروسية، حيث درس في أحد المخيمات في دوكو عمروف. هذا التفسير للأحداث يشير بشكل غير مباشر إلى إلقاء اللوم على روسيا عن المأساة التي وقعت خلال ماراثون بوسطن. وهذا يعني أنها مسؤولة عن وفاة مواطنين أمريكيين في الأراضي الأمريكية. وقد اتخذت روسيا خطوات إضافية لتنأى بنفسها عن الأحداث في بوسطن. رئيس جمهورية الشيشان قاديروف قال أن تسارنايف قد غادر منذ مدة طويلة وطنه وعاش في كازاخستان، ومن ثم هاجر إلى الولايات المتحدة. وعرضت محطات التلفزيون الروسي أقارب تسارنايف الذين يعيشون في داغستان الذين قالوا بالإجماع بأن قريبهم كان يمضي معظم وقته تقريبا خلال زيارته لهم في الداخل ويقضي زيارته في حضور الولائم مع أقاربه. أما بالنسبة لأجهزة المخابرات فقد أجرت اعتقالات جماعية في مسجد “دار الأرقم”، في موسكو حيث كان معظم مرتاديه من السكان الأصليين لشمال القوقاز. أيضا، حاولت المخابرات الروسية إلقاء اللوم على مكتب التحقيقات الفدرالي، قائلة إنها حذرت الاستخبارات الأمريكية عن وجهات متطرفة من تسارنايف، ولكن مكتب التحقيقات الاتحادي لم يعط هذه الإشارات ما يكفي من الاهتمام. كما تحدث بوتين عن ضرورة تشديد محاربة الولايات المتحدة وروسيا للإرهاب.
تحوُّل روسيا إلى النأي بنفسها عن الأخوين تسارنايف وعن تفجيرات بوسطن، أصبح واضحا، عندما قال المتحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي أن المخابرات الروسية قد قامت بالفعل بإعلامهم بأن الأخوين تسارنايف يشكلون تهديدا للمصالح الأمريكية.
لقد تم اليوم الإضرار بمصالح المسلمين، ونتيجة لجميع هذه التلاعبات، خسر المسلمون في موسكو أحد المساجد. وبالتالي، فإن المشكلة الدائمية والماسة لنقص المساجد في واحدة من أكبرعواصم العالم أصبحت أكثر تفاقماً.
عثمان صالحوف