خبر وتعليق الخلافة وحدها قادرة على التخلص من سرطان ديوراند
الخبر:
قال الرئيس الأفغاني كرزاي خلال مؤتمر صحفي في كابل في الرابع من أيار مايو بأن لدى باكستان هدفين من وراء الحرب الدائرة حاليا. “الأول، فإن من الواضح أن أفغانستان على مدى العشر سنوات الماضية تسير في طريق إعادة تطوير وتقوية نفسها بالتعاون مع المجتمع الدولي. بالتالي فإن باكستان تحسدها، وسوف لن تقبل بأن ترى الازدهار والتقدم في أفغانستان بل تسعى لوضع العقبات في طريق تقدمها. وأما الهدف الثاني فهو جعل الشعب الأفغاني مستعدا للمحادثات بشأن خط الحدود ديوراند وبالتالي قبوله كحدود رسمية بين الجانبين.” لقد قالها بكل صراحة بأن الشعب الأفغاني لا يمكنه أبدا القبول بخط ديوراند بين باكستان وأفغانستان. بعد معارك بين الجانبين استمرت لتسع ساعات قتل شرطي حدود أفغاني في منطقة غوستا التابعة لمقاطعة نانجارهار، وقد تم دحر الجيش الباكستاني إلى مواقعه تاركا وراءه مرافق ومبان للجيش الأفغاني. إن التوتر الحدودي مستمر في نقاط عديدة على جانبي الحدود.
التعليق:
إنها حقيقة معروفة بأن الخط الاستعماري قد تم رسمه على صدر الأمة عام 1893م كجزء من الاستعمار البريطاني الهندي الغاشم على أفغانستان من أجل تحقيق أهداف الاستعمار البريطاني الشريرة. والآن، مرة أخرى فإن المستعمرين (الولايات المتحدة والناتو) يستخدمونه كأداة من أجل خداع وتضليل المسلمين لترسيخ الفصل بين البلاد الإسلامية في أفغانستان وباكستان. وفي هذا الصدد، فقد اعترف مدير مكتب كرزاي عبد الكريم خرام في 28/4/2013 صراحة بأن الجيش الأمريكي وقوات حلف الناتو تركوا منطقة الحدود للجيش الباكستاني، وبالتالي فإنهم السبب الحقيقي وراء هذا النزاع الحدودي. قائدة الصليبيين أمريكا سوف تحقق فوائد كثيرة من وراء هذا النزاع الحدودي بين البلدين المسلمين:
• إن الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي تريدان إقناع الرأي العام في أفغانستان بأن باكستان سوف تدمرهم وتقضي عليهم إذا لم تكن هناك قوات صليبية، أي إطالة إقامتهم من خلال خلق شعور بانعدام الأمن من طرف باكستان.
• لقد أجبر الغزو الشيوعي المسلمين الأفغان إلى الهجرة إلى باكستان مما جعلهم قريبين جدا من إخوانهم الباكستانيين؛ بحيث تم بناء علاقات قوية من الأخوة والصداقة وعلاقات تجارية وعلاقات أخرى في مختلف نواحي الحياة. هذه العلاقة هي من العمق بحيث أن العديد من الأفغان لديهم الآن بيوت في كلا الجانبين من الحدود. ولكن الغرب يريد خلق العداوات الداخلية من خلال خلق مثل هذه السيناريوهات وإعادة إشعال النزاعات المنسية لتغذية النزعة القومية المحرمة وجعلها جزءا أساسيا من عقيدتهم.
• إيجاد رأي عام لدى الشعب الأفغاني المسلم باعتبار إخوانهم في العقيدة الشعب الباكستاني المسلم أعداء لهم. وفي المقابل إيجاد رابطة قوية من الصداقة بين أفغانستان والهندوس المشركين في الهند الذين يقتلون إخوانهم المسلمين في كشمير بحيث يثيرون اشمئزاز المسلمين تجاه أمتهم في حين تمتد أيديهم بالصداقة الأبدية نحو المحتلين الكفار.
• يريدون تحويل الأفكار والمشاعر الإسلامية الصادقة للمسلمين داخل القوات المسلحة في باكستان وأفغانستان ليتبنوا طريقة الكفار المستعمرين إلى جانب تغيير الأفكار السياسية لبعض الجماعات الجهادية التي تناضل من أجل تحرير المسلمين والبلاد الإسلامية من هيمنة الغرب.
وبصرف النظر عن كل هذا، فإن هناك عوامل أخرى سلط كرزاي الضوء عليها هي بالفعل مثيرة للضحك وخادعة. لأنه خلال العقد المنصرم، لم تحقق أفغانستان أي تقدم، بل على العكس. في الواقع، فإن مشاكل الأمة على كلا الجانبين قد زادت مرات عدة. ففي أفغانستان، فشلت الحكومة الفاسدة في تلبية احتياجات عامة الناس وحل قضاياهم الأساسية.
الحقيقة هي، أن 80% من البلاد لا يتوفر فيها الأمن، وأن معظم الناس عاطلون عن العمل، ومعدل معرفة القراءة والكتابة يتم تضخيمه عمدا أعلى من الأرقام الحقيقية في حين أن جودة التعليم هي صفر تقريبا، لا توجد مرافق طبية مناسبة في أي مكان في البلاد، لا يوجد طرق في الضواحي، نسبة الفقر في ازدياد مطرد على مدى السنوات القليلة الماضية، والدوائر الحكومية لا تعمل بدون رشوة. الصليبيون ومجموعاتهم الأخرى (بلاك ووتر، عينة مايكل، ريموند ديفيس… وغيرها من الشبكات) تواصل ذبح المسلمين الأبرياء ويستمرون في إهانة العقيدة الإسلامية. وبالإضافة إلى ذلك، الابتذال في قمة ازدهاره، والطرق التي شيدت لنقل الخدمات اللوجستية لقوات حلف شمال الأطلسي والجيش الأمريكي مكسرة مع اقتراب انسحابهم. السؤال الأساسي هو، أين هو الرخاء الذي يجعل باكستان تخلق العقبات من أجله؟ باكستان أيضا تواجه مثل هذه القضايا بما في ذلك النشاطات المسلحة في المناطق القبلية. والسؤال الآخر هو من الذي سوف يعمل على حل نزاع خط دوراند؟ هل هي الحكومة الباكستانية أم الحكومة الأفغانية أم أهل المنطقة الذين يعانون بسبب هذا النزاع المستمر أم هذه القوات الدولية التي سوف تقرر ذلك؟
بدون جيش دولة الخلافة الإسلامية لا يمكن لهذا الخط الاستعماري أن يتلاشى، ولن تحل أبدا لا قضية خط ديوراند ولا النزاعات المستمرة حوله. كلا البلدين سيبقى يعاني بسبب الحكومات المنافقة الحالية التي حلّت عليهم مثل السرطان الذي يخدم أسياده الغربيين، ويقسمون الأمة في هذه المجالات، ويخلق حالة من الفوضى ويسهل الاستعمار الصليبي.
سيف الدين مستنير
كابل، ولاية أفغانستان