خبر وتعليق وزير السياحة المصري يعلنها بدون خجل
الخبر:
تناقلت الصحف العربية والأجنبية نقلاً عن رويتر تصريحات وزير السياحة المصري هشام زعزوع الأحد 5/5/2013 من دبي التي جاء فيها أن إعادة بناء قطاع السياحة يشكل أولوية وطنية لبلاده في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة عدد السائحين بما لا يقل عن 20 بالمئة هذا العام. وأضاف زعزوع أن الحكومة تتبنى “أهدافا متفائلة” للقطاع مؤكداً باللغة الإنجليزية “البكيني (لباس البحر) مرحب به في مصر والخمور ما زالت تقدم” حسب النص المنشور في صحيفة الجارديان البريطانية. كما أشار الوزير لمحادثات مع الأطراف المعترضة وقال “تحدثنا مع هذه الجماعات السلفية وهي الآن تتفهم أهمية قطاع السياحة ولكن ما زال هناك بعض الأفراد من خارج القيادات يتحدثون عن هذه الأشياء”. جدير بالذكر أن هذه التصريحات تبعت تنديد الوزير نفسه من تزايد حالات التحرش على الأجنبيات بعد رصد 150 حالة تحرش و3 حالات اغتصاب لسائحات في شرم الشيخ. وقال الوزير خلال مداخلة هاتفية في برنامج “مصر الجديدة” على فضائية “الحياة2” السبت 4/5/2013 “أن موظفي الفنادق يتحرشون بالسائحات وأن العاملين بالسياحة في شرم الشيخ مسؤولون عن أمن وسلامة السياح”، مؤكدا أنه سيتم إغلاق الفنادق التي تم رصد حالات التحرش بها.
التعليق:
اعتلت هذه الحكومة ذات “الأهداف المتفائلة” سدة الحكم بعد وعود بتطبيق الإسلام وحماية المسلمين ونشر الفضيلة في المجتمع وأقبل عليها الملايين آملين في العيش تحت رحمة الإسلام وعدله، فإذا بها تسير على درب أسلافها وتعيد تطبيق سياساتهم لتثبت أنها جديرة بالحكم. أتت للحكم بدون رؤية واضحة أو تصور لكيفية تطبيق معالجات منبثقة من مبدأ الإسلام في ظل هيمنة اقتصاد عالمي رأسمالي فإذا بها تميل كل الميل وتحيد عن الشرع فتارة تبرر القروض الربوية وتارة تثير جدلاً حول رفع الضريبة على الخمور وتارة تمدد للملاهي الليلية وها هي الآن تصرح بالعري والخمور والعياذ بالله. تُخضع العباد والبلاد في المناطق السياحية رهن السائح الأجنبي وقيمه التي تتعارض جملة وتفصيلاً مع قيم المجتمع وكأن هذه المناطق السياحية مستعمرات ليس لمصر وأهل مصر أي سلطة عليها. والعجب العجاب أن تسمح لهم بالعري ثم تستنكر على المتحرش والمعتدي .. أي منطق هذا!!
أمَا تسْتَحيُونَ من الله يا حكام مصر، ما أهمية قطاع السياحة ليصبح “أولوية وطنية” أم أنكم تتبنون أكاذيب المخلوع وَتخدعون الشعب باقتصاد طفيلي هش يعتمد على المكاسب الآنية وجلب العملة الصعبة بأيسر الطرق بينما الاقتصاد شبه منهار!! ألم يكن شعار مرحلة مبارك أن السياحة “رزقك ورزق أبنائك” فكمم الأفواه بها ونشر السياح الأجانب الفساد وعاثوا في الأرض ويسرت لهم الحكومة السبل بينما ذهبت الأموال خارج البلاد مرة أخرى في قضايا فساد مشهورة. أي سياحة تلك التي تنتظرون أن تنقذ البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة وتعولون عليها وتعطونها الأولوية على حساب ديننا!! أترددون هذا في أرض الكنانة والخير؟ أنعصي الله ونتعدى حدوده وهو القائل: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
أما بخصوص تفهم القيادات السلفية لأهمية قطاع السياحة فإن كان حديث الوزير خالياً من الصحة فتلك مصيبة وننتظر تكذيبهم وإن كانت صحيحةً فالمصيبة أعظم ونسأل الله العفو والعافية والنجاة من النار ومن الفتن وعلى الوزير إعلان هذه الأسماء ليأخذ المسلمون الغيورون على دينهم حذرهم منهم.
((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:
أم يحيى بنت محمد