خبر وتعليق مهلة أخرى لسفاح دمشق ليُمعن في الولوغ في دماء المسلمين
الخبر:
أعلن جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف بموسكو إن التوصل إلى حل سياسي سيضع نهاية للصراع في سوريا التي تقترب من الفوضى ومن الأزمة الإنسانية وخطر التقسيم، وكانت روسيا والولايات المتحدة توافقت الثلاثاء في موسكو على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على التوصل لحل سياسي للنزاع، والتشجيع على تنظيم مؤتمر دولي نهاية الشهر الجاري. وأكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة مصرة على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لبدء عملية انتقال سياسية في سوريا. فقد صرح باتريك فنتريل، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن السياسة الأميركية لم تتغير وإن الأسد يجب أن يرحل وكلما حصل ذلك بسرعة كان أفضل. وأضاف أنه “يتوجب على النظام والمعارضة أن يجلسوا ويعملوا لتشكيل سلطة انتقالية”.
التعليق:
– لم يتغير في الموقف الروسي أي شيء، فالروس يواصلون الإصرار، بالإضافة إلى اعتبار الثوار مجموعات متطرفة وإرهابية، على أن نظام بشار الأسد هو النظام الشرعي، وهم ما زالوا يتمسكون بأن مقررات مؤتمر جنيف الثاني، الذي اعتبر مرجعية لهذا المؤتمر الذي تقرر في اجتماعات موسكو الأخيرة عقده نهاية الشهر الحالي، لا تمس بسفاح الشام حتى وإن كانت تتحدث عن مرحلة انتقالية، بل وهم – أي الروس – مستمرون في الإصرار على أن من حقه أن يترشح لولاية رئاسية جديدة في انتخابات العام المقبل 2014.
– وبالعودة إلى بنود اتفاق جنيف نجد أنه ينص على تشكيل حكومة انتقالية “باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية. وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى، ويجب أن تُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة” أي على الشعب الضحية أن يقبل بالمشاركة مع جلاده ضمن فريق عمل واحد، ويمحو من ذاكرته معاناة عشرات الآلاف من الشهداء وملايين المنكوبين من الأحياء وكل ما اقترفه سفاح دمشق وشبيحته وأنصاره من جرائم يندى لها الجبين.
– ومع أن اتفاق جنيف المذكور نص على أن أعضاء مجموعة العمل “تعارض أي زيادة في عسكرة النزاع” إلا أنهم أصموا آذانهم وعيونهم عن استمرار النظام الروسي والإيراني بتزويد سفاح الشام بأسلحة القتل والتدمير كافة من صواريخ سكود إلى براميل تي-إن-تي، كما أصموا آذانهم عن استعماله لطائرات الميغ في دك البيوت فوق رؤوس ساكنيها، فضلا عن المجازر التي تقشعر لها الأبدان، كل هذا في ظل رفع عقيرة الساسة الغربيين باعتزامهم محاربة المتطرفين الأصوليين، وإصرارهم على عدم تزويد الثوار بالأسلحة خشية وقوعه بأيدي المتطرفين، أما تطرف الأسد وشبيحته فلم يسمعوا به ولم يروه…
– كل ما سبق يدل على أن لقاءات موسكو “فسرت الماء بالماء” ولا تعدو أن تكون مهلة أخرى لسفاح دمشق ليُمعن في الولوغ في دماء المسلمين بغية كسر إرادتهم وإجبارهم على تجرع سم “الحل السياسي”، وهذا ما عبر عنه سفير الإجرام الأمريكي كيري بقوله “إن التوصل إلى حل سياسي سيضع نهاية للصراع في سوريا التي تقترب من الفوضى ومن الأزمة الإنسانية وخطر التقسيم” مهددا بالجحيم الذي سبق لمبعوثه الإبراهيمي أن توعد به أبطال الشام إن هم رفضوا الرضوخ للسم الأمريكي الذي عرضه عليهم.
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير