خبر وتعليق سفيرة الاتحاد الأوروبي: هدفنا المشترك يمنٌ يلبي تطلعات شعبه ويكون جاراً قوياً ومستقراً
الخبر:
نشرت صحيفة الأولى يوم الأربعاء 08 أيار/مايو 2013 خبراً جاء فيه: قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بتينا موشايت إن الهدف المشترك لمجموعة الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية، يتمثل في إيجاد “يمن جديد يلبي التطلعات المشروعة لشعبه، ويكون جارا قويا ومستقرا رغم كونه في منطقة غير مستقرة”.
وأضافت بتينا في كلمة ألقتها مساء أمس الأول في احتفال أقامته بعثة الاتحاد الأوروبي في صنعاء بمناسبة “يوم أوروبا”، إن “أول المعالم الهامة في هذه الرحلة ستكون الاستفتاء على الدستور، والخطوة التالية هي الانتخابات الشفافة والموثوقة في بداية 2014. إن الوقت يمر، وعلى اليمن أن تتعامل مع مهام ضخمة في التنمية الاقتصادية والحكم الرشيد”.
وأشارت إلى أن عملية الانتقال السياسي الراهنة “تحمل الوعود” لليمنيين ليتجاوزوا “ثورة وآلام 2011″، لكن هذه “الوعود” “لا تزال بحاجة لأن تتحول إلى سلام واستقرار على المدى الطويل”.
وفي سياق حث الأطراف اليمنية على المصالحة الوطنية والمضي في الحوار، استعرضت بتينا موشايت ظروف نشأة الاتحاد الأوروبي (في 9 مايو 1950). وقالت: “في أوروبا استطعنا أن نضع جانبا خلافتنا ومظالمنا التاريخية، وحشدنا قوانا لنصبح اتحادا ديمقراطيا مزدهرا وسلميا، وتعلمنا أنه يمكننا التغلب على الصعاب الكبيرة والماضي الأليم من الحروب المدمرة عندما نقف متحدين، وهذه هي التجربة التي نريد أن نتشاركها مع اليمن. يمكن لليمنيين أن يتطلعوا إلى مستقبل أفضل عندما يكونون معا، ومؤتمر الحوار الوطني يرسم الطريق: فالأصوات التي لم تُسمع اكتسبت مكانا جديرا بها في الحوار، وتسود روح التسامح أثناء الحوار، والنساء على وجه الخصوص اكتسبن دورا جديدا في تشكيل السياسة نحو الأفضل”.
التعليق:
تؤكد سفيرة الاتحاد الأوروبي أن ما تنطق به من تصريحات هو من أجل هدف مشترك بين الاتحاد الأوروبي والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية مع اليمن، هذا ما يؤكد أن ما تقوم به اليمن من خطوات من حيث ضرورة إنجاح الحوار الوطني وما تقدمه منظمة الاتحاد الأوروبي من دعم مادي سخي من أجل إنجاح هذا الحوار وما تخطط له دول الاتحاد الأوروبي من تتابع الخطوات السياسية والتي تسير على أثرها سياسة اليمن كسير المسلوب من الإرادة.
فقد ذكرت أن الحوار يتبعه الاستفتاء على الدستور وهذا الدستور هو ما تمخض من الحوار الوطني ويتلوه انتخابات نيابية ورئاسية من أجل بناء يمن جديد على خلاف ما كان.
إن توجه السفيرة بهذه التصريحات هو رسم الخريطة السياسية لليمن وقد سبقه تصريح السفير البريطاني ويلكس بأنه لا يمانع وصول الإسلاميين في اليمن إلى السلطة ما دام سيقوم الإخوان (الإسلام المعتدل) بحفظ أسس وقواعد الدولة الديمقراطية وحفظ الحريات وحقوق المرأة، وكان هذا التصريح أثناء الثورة في عام 2011م. فما تقوم به دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها بريطانيا هو ما يمثله إحياء الميت من قبره؛ فالشعب اليمني أهل الحكمة والإيمان قاموا وثاروا على هذا النظام، ومن قامت برسم خطاه في السابق هي من تقوم اليوم بتلميعه ووصفه بالجديد من أجل الظهور بمظهر آخر يرضي الناس ويحقق طموحهم بدولة ينعمون فيها بالعيش الكريم. عادت أوروبا لتستحكم بالسلطة من جديد ولكن بتصريحات مبهرجة وتلميع الغرض منه الحصول على الثقة من الشعب والناس ولن يكون يمنا مستقرا قويا إلا إذا مشى بخطى هذه الدول!
والجدير ذكره أن السفيرة توجه الأنظار إلى أن المشاركة السياسية للمرأة لن تكون إلا بالمشاركة في هذه الخطوات المرسومة من مشاركة في الحوار والاستفتاء والانتخابات التي ستجري في العام القادم ولن تكون لها مشاركة إلا بتطبيق النهج السياسي الغربي المتمثل في هيئة تشريعية (مجلس النواب) والديمقراطية المتمثلة بحكم الشعب نفسه بنفسه وفصل الدين عن حياة الأمة.
وفي سياق ما ذكرته السفيرة وما يمثله مرسوم الدولة الديمقراطية التي تُؤصل المنظومة العلمانية والحكم الغربي المستحكم على المجتمع الإسلامي.
وذكرت على سبيل المثال ما قامت به دول أوروبا من تكوين الاتحاد الأوروبي وهذه هي الإشادة بالنظم الوضعية وما قدمته الدول الأوروبية من أجل توجيه أنظار اليمنيين في تكوين اليمن الجديد على نظير النموذج الذي قدمته دول الاتحاد الأوروبي وكون الاتحاد في اليمن يجب أن يكون على أساس النظرة الغربية وليس على ما نشده أهل اليمن في ثورتهم بناءً على ما تستند عليه شريعتهم الربانية.
أختكم أم أبرار / ولاية اليمن