من أروقة الصحافة النظام الأسدي وكيان يهود يتبادلون أدوار الحراسة
أكد مسؤولون إسرائيليون الأنباء التي تحدثت عن شن طائرات إسرائيلية غارة استهدفت شحنة صواريخ في سوريا. وأضاف المسؤولون “يعتقد أن الشحنة كانت في طريقها إلى مقاتلي حزب الله في لبنان.”
وحدثت الغارة الجوية الجمعة بعدما وافق عليها ليلة الخميس المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حسبما ذكر مسؤول أمريكي.
==================
يعلم القاصي والداني أن حدود كيان يهود الشمالية في هضبة الجولان كانت دوما الأهدأ خلال أربعة عقود، حيث حافظ النظام الخائن في دمشق على هذه الحدود لينعم يهود الجبناء بالهدوء والطمأنينة لدرجة أن أصبحت منطقة الجولان من أبرز المعالم السياحية للوفود الزائرة لهذا الكيان الغاصب، إلا أن الأمر تغير منذ أن بدأت الثورة المباركة في أرض الشام، وشعر يهود بخطورة ما يجري على كيانهم السرطاني، فقاموا بالبدء ببناء السياج الإلكتروني الذكي على الحدود الشمالية مع سوريا، ونشرت بطاريات صواريخ الباتريوت، وكثفت من طلعاتها الجوية التدريبية بشكل متواصل، ونشرت جنودها وكتائبها المقاتلة قرب الحدود، ولا زالت مستمرة بالمناورات العسكرية بشكل كثيف، ناهيك عن التصريحات والأعمال السياسية لكيان يهود للتحذير من خطورة ما يجري في الشام، والخوف من سقوط حليفهم وحامي حدودهم بشار الأرعن، وهذا ما أبرز حقيقة تبادل الأدوار بين يهود والأسد، فبعد حماية النظام لهم لأربعة عقود، فها هم اليوم يقومون بكل ما يستطيعون به من أجل حمايته من السقوط وضمان استمرار النظام العلماني بتبعيته للغرب.
أما فيما يتعلق بالضربة الجوية فيمكن إبراز بعض النقاط المتعلقة بها:
1- تمت بموافقة أمريكية وهذا يظهر من زوايا عدة أهمها تصريح أوباما بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها بعد الضربة وتكرارها كما ذكرت وسائل الإعلام.
2- تدمير بعض الأسلحة الإستراتيجية التي تمتلكها سوريا خوفا من وصولها للأيدي (الخاطئة).
3- “إسرائيل” لديها هاجس أمني من جميع الأطراف سواء الثوار أو حزب الله وتخشى وصول الأسلحة لمن قد يستخدمها ضدها ولو لأهداف سياسية مرحلية.
4- الضربة العسكرية كانت دعما سياسيا للنظام الأسدي لأبعد حد، وربما رقص الأسد فرحا للضربة ليقول للناس أنه ما زال مقاوماً وأن سوريا تتعرض لمؤامرة.
5- قد تكون الضربة تمهيدا لتدخل عسكري أممي مستقبلي هدفه حماية الحدود وإنشاء مناطق عازلة خوفا من توسع رقعة سوريا الثورة في حال نجحت إلى دول الإقليم، تماما كما حصل مع تركيا من نشر قوات وأسلحة باتريوت دفاعية.
6- رسالة من يهود والغرب للثوار لإخافتهم من تبعات الاستقلال السياسي والتفكير بتحرير الأراضي من يهود، وأن هذا الكيان لن يسكت وستدعمه قوى الشر لحمايته.
7- اطمئنان يهود لعدم الرد الأسدي شجعهم على القيام بالعمل.
لقد أبرزت الضربة الجوية حقيقة عجز الأسد عن الرد على العدوان وإثبات حقيقة تواطئه مع يهود الذين هم فوق قصره ولم يفكروا بقصفه أو قصف أسلحته خلال أربعين عاما إلا في حال وصول الأسلحة لأيدٍ قد تهدد أمن كيان يهود.
إن الله سبحانه قد تكفل بالشام، وعلى صخرة الثورة المباركة ستتحطم جميع المؤامرات، وقد أزفت الآزفة، وسيعلم يهود الجبناء والغرب من خلفهم أي منقلب ينقلبون.
أبو باسل